كانبيرا – الناس نيوز ::
في أعقاب مناقشات بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وكبار المسؤولين في الشركات الأسترالية بشأن فرص الاستثمار للبلدين، اتفقت الهند وأستراليا على إنشاء فريق عمل استشاري لتطوير موارد الهيدروجين الأخضر بصورة مشتركة.
وحددت الحكومتان الهندية والأسترالية، يوم الأربعاء 24 مايو/أيار الجاري، اختصاصات فريق العمل، الذي سيقدم المشورة إلى الحكومتين بشأن تسريع تصنيع الهيدروجين النظيف ونشره، مع التركيز على المحلل الكهربائي للهيدروجين وخلايا الوقود وإنشاء البنية التحتية واللوائح التنظيمية التي تدعم هذه الأهداف.
وتمثّل الهند وأستراليا نصف تحالف الحوار الأمني الرباعي “كْواد” المكون من 4 أعضاء، وقد أقامتا علاقات وثيقة في السنوات الأخيرة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: “سيتألف فريق العمل من خبراء أستراليين وهنود في مجال الهيدروجين المتجدد، وسيقدم تقريرًا إلى حوار الطاقة الوزاري الأسترالي الهندي بشأن الفرص المتاحة لأستراليا والهند للتعاون في هذا المجال المهم”.
في 23 مايو/أيار، أعلن مكتب رئيس الوزراء الهندي، أن مودي التقى قطب التعدين الأسترالي أندرو فورست لمناقشة عمل شركة فورتسكيو مع الشركات الهندية بشأن قطاع الهيدروجين الأخضر، حسبما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia).
وأفاد المكتب بأن مودي ناقش إستراتيجية الهند الطموحة للطاقة المتجددة، بما في ذلك مهمة دلهي للهيدروجين الأخضر، في حين أطلع فورست رئيس الوزراء الهندي على خطط ومشروعات شركة فورتسكيو فوتشر إندستريز (إف إف آي) في الهند.
التبادل التجاري بين الهند وأستراليا
تُعدّ الهند سادس أكبر شريك تجاري لأستراليا، إذ بلغت تجارة السلع والخدمات بينهما 46.5 مليار دولار أسترالي (30.7 مليار دولار) في عام 2022، مع شحنات الفحم من أستراليا، التي تشكل جزءًا كبيرًا من عمليات التبادل التجاري بين البلدين.
واستوردت الهند 45.53 مليون طن من فحم الكوك الأسترالي العام الماضي (2022)، بانخفاض عن 54.25 مليون طن في عام 2021، لكنها ظلت الوجهة الأولى للسلعة، وهو مركز احتفظت به لعقد من الزمان قبل اليابان.
ولم تزوّد أستراليا الهند بكميات من خام الحديد في عام 2022، وفقًا لبيانات من مكتب الإحصاءات الأسترالي (إيه بي إس)، إذ تكافح لتنويع أسواقها على الرغم من رغبة كبار المصدرين في الوصول إلى سوق الصلب المزدهر.
وانخفضت صادرات الفحم الحراري الأسترالي إلى الهند في عام 2022 بنسبة 48% من 2021 إلى 9.48 مليون طن، بسبب الأسعار المرتفعة القياسية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تطوير مصادر الطاقة المتجددة
وضع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، حكومته البالغة من العمر 12 شهرًا على طريق تطوير مصادر الطاقة المتجددة، لتحل في نهاية المطاف محل صادرات البلاد الرئيسة من الغاز الطبيعي المسال والفحم.
وحدّد أنتوني ألبانيز هدفًا أكثر طموحًا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لعام 2030 مقارنة بسلفه، سكوت موريسون.
وتراجَع دعم أستراليا للهيدروجين في الوقت الذي تكافح فيه لمواكبة الإعفاءات الضريبية السخية والإعانات المقدمة في جميع أنحاء العالم.
وتخشى الحكومة الفيدرالية فقدان مزاياها الاقتصادية على الرغم من الحصة التي تبلغ 40% من مشروعات الهيدروجين الأخضر المقترحة.
وتهدف خطة تمويل الهيدروجين -المعلنة مؤخرًا- إلى دعم مشروعين أو 3 مشروعات يبلغ مجموعها 1 غيغاواط من سعة المحلل الكهربائي بحلول عام 2030.
الهيدروجين الأخضر في الهند
في يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت الهند عن مهمة وطنية للهيدروجين الأخضر تستهدف 5 ملايين طن سنويًا من إنتاج الهيدروجين الأخضر المحلي بحلول عام 2030، مع إمكان الوصول إلى 10 ملايين طن سنويًا في ظل نمو أسواق التصدير.
ووافق مجلس الوزراء الهندي على إنفاق أولي قدره 197.44 مليار روبية (2.39 مليار دولار) للمهمة، مع استعمال جزء كبير من التمويل لتحفيز إنتاج الهيدروجين وتصنيع المحلل الكهربائي محليًا.
وتخطط الهند لزيادة سعة الطاقة المتجددة المؤكدة إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030 من 125 غيغاواط -حاليًا-، للمساعدة في تحقيق هدف الحكومة المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2070، حسبما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia).
الهيدروجين الأخصر في ولاية غوجارات الهندية
على صعيد متصل، تتطلع ولاية غوجارات، في غرب الهند، لتصبح رائدة بمجال الهيدروجين المتجدد، وأن تطلق سياسة تحدد شروط تأجير الأراضي لمطوري مشروعات الهيدروجين.
وستؤجر حكومة الولاية الأراضي القاحلة لأولئك الذين يتطلعون إلى إنتاج الهيدروجين بطاقة الرياح أو مصادر الطاقة الشمسية، أو من مزيج من الاثنين.
وينبغي أن تنتج المشروعات ما لا يقل عن 100 ألف طن سنويًا من الهيدروجين، لتكون مؤهلة لاستئجار الأرض بموجب اتفاقية ستكون صالحة لمدة 40 عامًا.
ولكي تكون مؤهلة، تحتاج الشركات إلى خبرة في إنشاء قدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية بنحو 50 ميغاواط على الأقل أو أن تستعمل -حاليًا- الهيدروجين من مصادر الوقود الأحفوري، بكمية لا تقلّ عن 100 ألف طن/سنويًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وسيتعين على الشركات دفع إيجار سنوي قدره 15 ألف روبية (181 دولارًا) للهكتار، مع زيادة قدرها 15% كل 3 سنوات، وسيكون أمامها 8 سنوات لتطوير المصنع بالكامل إلى أقصى سعته.
وتهدف السياسة إلى مساعدة ولاية غوجارات في تحقيق خططها الطموحة لإنتاج الهيدروجين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الصناعة في الحكومة، بالفانتسينه راجبوت، إن الولاية تهدف إلى أن تصبح “مركزًا عالميًا لقدرة تصنيع الهيدروجين الأخضر” بإنتاج يبلغ 8 ملايين طن سنويًا في السنوات الـ10 إلى الـ12 المقبلة.
وحددت الحكومة المركزية في الهند هدفًا قدره 5 ملايين طن سنويًا لعام 2030، في حين تهدف إلى الوصول لـ10 ملايين طن سنويًا في وقت لاحق مع نمو أسواق التصدير، حسبما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia).
ووافقت دلهي على إنفاق أولي قدره 197.44 مليار روبية في السعي لتحقيق هذه الأهداف في يناير/ كانون الثاني.
من جهتها، شغّلت شركة الخدمات الهندسية لارسن آند توبرو الهندية أول محطة صغيرة للهيدروجين الأخضر في ولاية غوجارات خلال شهر أغسطس/آب من العام الماضي.
واختارت وزارة المواني والشحن والممرات المائية الهندية ميناء ديندايال في ولاية غوجارات، كونه أحد المواني الـ3 في البلاد التي ستطور إلى مراكز هيدروجين بحلول عام 2030.