بريزباين – الناس نيوز ::
يحتل الهيدروجين الأخضر في أستراليا مكانة مميزة على خريطة تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري الملوث؛ تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي هذا الصدد، أُعلن موعد بدء تشغيل أكبر مزرعة شمسية يُخصص إنتاجها بالكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ولاية كوينزلاند.
ومن المتوقع بدء إنتاج الكهرباء من مزرعة ألدوغا الشمسية في مطلع العام المقبل (2024)، ومن المقرر تصدير الإنتاج إلى اليابان وسنغافورة، بحسب تقرير نشره موقع “رينيو إيكونومي” (reneweconomy) المحلي.
ويُنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق تقسيم جزيئات الماء إلى أوكسجين وهيدروجين بوساطة الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.
وتقع المزرعة على بُعد 20 كيلومترًا من ميناء غلادستون وهو مركز رئيس لصناعتي الفحم والغاز المسال في أستراليا.
وتعاقدت حكومة الولاية على شراء إنتاج المزرعة بالكامل، عبر شركة توليد الكهرباء ستانويل (Stanwell) التابعة لها.
مزرعة ألدوغا الشمسية
سيخصص إنتاج مزرعة ألدوغا الشمسية لصالح مشروع هيدروجين كوينزلاند الوسطى “سي كيو-اتش تو” (CQ-H2) في منطقة ألدوغا، شمال غرب غلادستون في ولاية كوينزلاند.
وثمة مشروعات أخرى لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية مخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومنها مشروع “بولي كريك” (Bulli Creek) في جنوب كوينزلاند بقدرة 550 ميغاواط، وتعاقدت شركة فورتسكو ميتالز (Fortescue Metals)، المتخصصة في تعدين الحديد، على شراء الإنتاج لصالح إنتاج الهيدروجين الأخضر من مشروعها الواقع في جزيرة غبسون.
وتقول حكومة الولاية إن مزرعة ألدوغا هي الثانية من حيث القدرات بعد مشروع ويسترن داونز (Western Downs) للطاقة الشمسية الذي يُعَد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في كوينزلاند.
ومن المقرر بناء المرحلة الأولى من مزرعة ألدوغا على مراحل؛ تشمل الأولى تركيب ما يصل إلى 640 ميغاواط من قدرة المحلل الكهربائي القادرة على إنتاج نحو 200 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2028.
وبحلول عام 2030، تأمل حكومة كوينزلاند في زيادة قدرات المشروع لتصل قدرة المحلل الكهربائي إلى 2.24 غيغاواط لإنتاج ما يصل إلى 800 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا.
وفور تشغيله، سيُصَدَّر الهيدروجين الأخضر من مشروع سي كيو-اتش 2 إلى اليابان وسنغافورة، بالإضافة إلى العملاء المحليين في كوينزلاند.
فوائد مجتمعية
سيوفر مشروع ألدوغا 360 فرصة عمل؛ ما سيوفر استثمارات بقيمة 150 مليون دولار للاقتصاد المحلي.
ويقول وزير الطاقة والهيدروجين ميك دي بريني، إن المشروع يؤكد قدرة صناعة الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر في أستراليا على توفير فرص عمل جديدة لسكان كوينزلاند.
ومن جانبه، قال المدير العام لشركة “أكسيونا إنرجيا” (Acciona Energia) المسؤولة عن تطوير مزرعة ألدوغا للطاقة الشمسية بريت ويكهام، إن شركته ستضخ 150 مليون دولار لبناء المشروع الذي تشارك فيه شركات ومزودون محليون.
وأضاف أن مزرعة ألدوغا ستكون محفزًا لصناعة الهيدروجين الحيوية في غلادستون، مضيفًا: “فخورون ببدء البناء أخيرًا”.
وتمتلك أكسيونا إنرجيا مشروعات طاقة متجددة قيد الإنشاء في كوينزلاند بقدرة مجمعة تصل إلى 1.5 غيغاواط.
كما تتضمن حافظة أعمالها هناك مشروع ماكنتير (Macintyre) لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 1 غيغاواط، وسيكون الأكبر في أستراليا عند اكتماله.
دعم الهيدروجين الأخضر في أستراليا
تستحوذ أستراليا على نحو 40% من كل مشروعات الهيدروجين العالمية المُعلنة.
وفي العام الماضي (2022) وحده، أُعلن أكثر من 100 مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا، أي أكثر من ضعف المشروعات المعلنة في العام السابق (2021).
الهيدروجين الأخضر في أستراليا
وفي مايو/أيار 2023، أعلنت الحكومة عزمها استثمار 2 مليار دولار أسترالي (1.4 مليار دولار أميركي)، لتوسيع رقعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في أستراليا.
وستوزع الأموال عبر صندوق “هيدروجين هيدستارت” الذي سيقدم الدعم لمشروعات واسعة النطاق؛ عبر منح عقود إنتاج تنافسية، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتقول الحكومة إن أموال الصندوق ستضع أستراليا على طريق رفع قدرات التحليل الكهربائي إلى أكثر من غيغاواط بحلول عام 2030.
وفي السياق ذاته، أعلنت الوكالة الأسترالية للطاقة المتجددة (أرينا) تخصيص 50 مليون دولار لجولتي تمويل تستهدفان دعم الابتكار في مجال الهيدروجين الأخضر والحديد والصلب منخفض الانبعاثات.
وسيجري تخصيص 25 مليون دولار لكل جولة، ومن المتوقع أن يحصل الفائزون بالمنحة على مبلغ يتراوح بين 500 ألف دولار و5 ملايين دولار.
بدوره، قال وزير الخزانة جين تشالمرز، إن تحقيق هدف الحياد الكربوني يستلزم إقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر في أستراليا.
وتخطط أستراليا لخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 43% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005، وصولًا للحياد الكربوني بحلول عام 2050.