كانبيرا – واشنطن – الناس نيوز :
تحتفل الولايات المتحدة الأميركية بعيد الاستقلال في 4 يوليو/تموز من كل عام، وهو يوم ولادة أميركا كدولة مستقلة منذ 245 عاماً.
وبهذه المناسبة هنّأت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، “الشريك الأقوى”، كما وصفت العلاقة التي تجمع بلادها مع الولايات المتحدة، وكتبت: ” تتمتع أستراليا والولايات المتحدة بأقوى صداقة مبنية على القيم المشتركة، مضيفةً، “لدينا إيمان مشترك وراسخ بسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وحريات الدين والمعتقد. كلانا يعيش ديمقراطيات ليبرالية قوية تقدّر حرية التعبير واختلاف الرأي، واليوم، بمناسبة مرور العام السبعين من عمر اتفاقية ANZUS التي تجمعنا مع الولايات المتحدة، أتمنى لأصدقائنا 4 يوليو/تموز آمناً وسعيداً”.
كما تفاعل رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون مع منشور وزيرة الخارجية باين وكتب: “ليس لأستراليا صديق أعظم من الولايات المتحدة. لأكثر من قرن من الزمان، دافعنا معاً عن عالم يؤيد الحرية. يوم استقلال سعيد”.
والاحتفال يوافق 4 يوليو/تموز من كل عام، رغم أنه لم يكن اليوم الذي أٌعلن فيه الاستقلال عن المملكة المتحدة، وهو يوم 2 يوليو/تموز 1776، ولا اليوم الذي بدأت فيه الثورة الأميركية، فقد كان ذلك في أبريل/نيسان 1775، كما أنه لم يكن اليوم الذي خط فيه توماس جيفرسون، الذي أصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة فيما بعد، المسودة الأولى لإعلان الاستقلال، فقد كان ذلك في يوليو/تموز 1776.
كما أنه ليس اليوم الذي تم فيه تسليم إعلان الاستقلال إلى بريطانيا، بل حدث ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 1776.
إذاً ماذا حدث في 4 يوليو/تموز 1776؟
هو اليوم الذي وافق فيه الكونغرس القاري، الذي يضم ممثلي 13 مستعمرة بريطانية، على الصياغة النهائية لإعلان الاستقلال، بعد مناقشات دامت يومين.
في المئة عام الأولى، لم يكن الأميركيون يحتفلون بهذا اليوم، ولكن في عام 1870، أعلن الكونغرس لأول مرة يوم 4 يوليو/تموز مناسبة وطنية كجزء من مشروع قانون للاعتراف رسمياً بالعديد من العطلات.
استقلال الولايات المتحدة .
بعد سنوات مضطربة، أقر فيها البرلمان البريطاني ضرائب وإجراءات تعسفية، اشتعل غضب الأميركيين، وخاصة في مستعمرة ماساتشوستس في شرق القارة.
في أبريل/نيسان 1775، اعتبرت بريطانيا ماساتشوستس مستعمرة في حالة تمرد. وفي أبريل/نيسان من نفس العام، اندلعت المعارك الأولى في الثورة ضد القوات البريطانية بمدينة بوسطن، التي شارك فيها عدد قليل من المستعمرات. ولكن بحلول منتصف العام التالي، انضمت معظم المستعمرات للثورة.
ومع تسارع الأحداث، اجتمع ممثلو المستعمرات في الكونغرس، وكلفوا الجنرال المتقاعد جورج واشنطن بتشكيل جيش يمثل المستعمرات الثلاثة عشر، التي أصبحت فيما بعد الولايات المؤسسة للدولة.
الجيش الأميركي الجديد حاصر بوسطن وطرد القوات البريطانية منها، كما اشتبك مع القوات البريطانية في مختلف أنحاء القارة من كندا شمالا إلى ساوث كارولينا جنوبا.
وفي 7 يوليو/تموز عام 1776، اجتمع الكونغرس القاري في مبنى ولاية بنلسفانيا، أصبحت تعرف بقاعة الاستقلال لاحقا، في فيلادلفيا، وقدم مندوب فرجينيا ريتشارد هنري لي، اقتراحاً يدعو إلى استقلال المستعمرات عن بريطانيا.
وبعد جدل، أرجأ الكونغرس التصويت على قرار لي، لكنه عين لجنة من خمسة أعضاءهم: توماس جيفرسون من فيرجينيا، وجون آدامز من ماساتشوستس، وروجر شيرمان من ولاية كونيتيكت، وبنجامين فرانكلين من بنسلفانيا، وروبرت آر ليفينغستون من نيويورك، لصياغة بيان رسمي يبرر الاستقلال عن بريطانيا العظمى.
وفي 2 يوليو/تموز من نفس العام، صوت الكونغرس القاري لصالح قرار لي من أجل الاستقلال في تصويت شبه إجماعي. وفي الرابع من يوليو/تموز، اعتمد الكونغرس القاري رسمياً إعلان الاستقلال.
بعد نشر الإعلان خرج الأميركيون في ولايات عدة وقطعوا لافتات وهدموا تماثيل تعبر عن السيادة البريطانية.
من جانبها، ردت بريطانيا بإصدار منشورات ترفض إعلان الاستقلال. واستمرت المعارك لمدة خمس سنوات بعد إعلان الاستقلال، تحالف فيها الأميركيون مع فرنسا وإسبانيا والقبائل السكان الأصليين، وتغلبوا على البريطانيين في الشمال قبل أن تتركز المعارك في الجنوب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1781، حقق الأميركيون الانتصار في آخر المعارك في يوركتاون بولاية فيرجينا.
بعد عامين على هذا الانتصار، في 3 سبتمبر/أيلول 1783، وقعت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقية سلام في باريس، اعترفت فيها بريطانيا بالاستقلال الأميركي.