سيدني – الناس نيوز ::
أوصى تقرير حديث بتعزيز انتشار الوقود السائل المستدام في أستراليا؛ تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام (2050).
وأوصت مؤسسة “ذا بايو إنرجي أستراليا”، الحكومة بوضع هدف جديد يتضمن استهلاك 10% من الوقود السائل المتجدد في أستراليا؛ للمساهمة في خفض الانبعاثات، بحسب تقرير نشرته وكالة أرغوس ميديا (argus media).
وتستهدف أستراليا خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 26% و28% بحلول عام (2030)، والأخرى المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 43% مقارنة بمستويات عام (2005)، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
إمكانات الوقود المستدام
دعت المؤسسة المتخصصة في شؤون الوقود الحيوي في أستراليا إلى تطبيق نظام الائتمان على انبعاثات الوقود منخفض الكربون محليًا، لتحفيز مصافي التكرير على شراء الوقود المتجدد من المنتجين.
يشير مصطلح الائتمان الكربوني إلى تصاريح تسمح للمؤسسات بإصدار كمية معينة من انبعاثات الكربون، مقابل التعويض عن كل طن من الانبعاثات المتسببة فيها.
ويأتي ذلك عبر الإسهام في مشروع منخفض الكربون، أو دفع مقابل مادي يوازي سعر طن الكربون، وهو ما سيُوجه أيضًا إلى المشروعات النظيفة.
كما اقترحت -في تقرير بعنوان “تحول قطاع الوقود السائل في أستراليا”- تقديم ائتمانات ضريبية لكل لتر يُباع من الوقود المخلوط أو الوقود الحيوي، اعتمادًا على مدى كثافة الانبعاثات الصادرة من الوقود.
يُقصد بالائتمان الضريبي خصم ضريبي تقدمه حكومة ما لتشجيع الاستثمار في مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.
كما طالبت بخفض الضرائب على الوقود المتجدد المخلوط، وأوصت الحكومة أيضًا بتحديد أهداف للقوات المسلحة لشراء ما يصل إلى 320 مليون لتر سنويًا من الوقود السائل.
استعرض التقرير المنافع الكثيرة التي سيجلبها نشر الوقود السائل المتجدد في أستراليا على نطاق واسع؛ إذ قال إن استبدال 6% فقط من البنزين في ولاية نيو ساوث ويلز بالإيثانول الحيوي، سيعادل إلغاء انبعاثات 730 ألف سيارة.
ويُستخرج الوقود الحيوي من الكائنات الحية من النباتات والحيوانات، ويستخدم في محركات الاحتراق الداخلي بدلًا من البنزين والديزل.
وتُقسم مصادر الوقود الحيوي إلى صلب متمثلًا في كل مخلّفات النباتات كالأخشاب، والسائل مثل الإيثانول والديزل الحيوي والزيوت النباتية، والنوع الغازي مثل غاز الميثان المستخرج من تحلّل النباتات والمخلّفات وفضلات الحيوانات.
كما أن استبدال 2% من الديزل بالديزل الحيوي أو المتجدد، سيزيل انبعاثات تعادل تلك الصادرة عن 29 ألف شاحنة نقل.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن استبدال 10% من وقود الطائرات بالوقود المستدام سيقلل المسافة التي تحلق بها طائرة من طراز بوينغ 747، بواقع 220 مليون كيلومتر سنويًا.
ويمكن تحقيق كل ذلك عبر اتباع معايير كفاءة الوقود التي من المحتمل أن تطرحها أستراليا قريبًا، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن الحكومة أعلنت، خلال عام 2022 المنصرم، تأسيس هيئة استشارية للمساعدة في تطوير سياسات لإزالة الكربون من قطاع الطيران ودفع استثمارات وقود الطيران المستدام.
فرصة ضائعة ولكن
أكد التقرير أن أستراليا قد تأخرت في تطوير قطاع الوقود الحيوي، على الرغم من الدفعة القوية التي قدمتها جماعات المزارعين لتفويضات الإيثانول لدعم صناعات السكر والحبوب، والتي يمكن استخدامها في صناعة الوقود الحيوي المتجدد.
كما حذر من أن أستراليا قد تواجه ضياع فرصة اقتصادية مهمة، حال فشلت في دعم قطاع الطاقة الحيوية الناضج، لمساعدة قطاع صناعة النقل بالبلاد في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
يُشار إلى أن قطاعات النقل والتعدين والزراعة تستهلك نحو نصف إنتاج البلاد، من الوقود السائل المستدام في أستراليا، بسبب المسافات الشاسعة والصناعات الأولية المتباعدة.
في سياق متصل، تضاعفت الاستثمارات العالمية في الوقود السائل المتجدد بأكثر من الضعف خلال عام 2021، لتبلغ نحو 8 مليارات دولار أميركي.
وفي المقابل، تخلّفت أستراليا عن دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والبرازيل والهند وغيرها من التي تقدم تفويضات وإعانات ومحفزات لإنتاج الوقود السائل المستدام على مستويات أعلى.
تحديات رئيسة
عدَّد التقرير التحديات الكثيرة التي تواجه نمو قطاع الوقود السائل المستدام في أستراليا، تحقيقًا لأهداف خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
فلقد أُغلق العديد من محطات إنتاج الإيثانول بين عامي 2020 و2021، كما أقيمت استثمارات ضئيلة خلال عقد 2010 المنصرم، وهو ما ترك البلاد معتمدة بشكل كبير على واردات الوقود.
كما لفت إلى مشكلة عدم استغلال طاقة الكتلة الحيوية من جانب قطاع الزراعة الأسترالي، لكنه أكد إمكان تصدير المزيد منها لاقتصادات دول تتمتع بقطاع وقود متجدد متطور.
وحاليًا، تصدر أستراليا 70% من الشحم و80% من زيت الكانولا، إلى دول تنتج كميات متزايدة من الديزل الحيوي، والوقود السائل المستدام.
وتُعَد الكتلة الحيوية مادةً عضوية متجددة، ويمكن تحويلها إلى طاقة، وتأتي من مصادر مثل نفايات معالجة الأخشاب والمحاصيل الزراعية والقمامة، وفضلات الحيوانات ومياه الصرف الصحي البشرية.