واشنطن – الناس نيوز :
فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني بما في ذلك المبيعات إلى سوريا وفنزويلا، لتقلّص بذلك هامش المناورة المتاح أمام جو بايدن إذا ما فاز بالرئاسة في الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل.
واعتباراً من 2018 فرضت إدارة ترامب على الجمهورية الإسلامية عقوبات قاسية تهدف إلى تجفيف موارد صادراتها النفطية، ومعاقبة أي دولة تشتري النفط الإيراني. وفق فرنس برس .
وبموجب الإجراءات الجديدة، قالت الإدارة إنها ستضع شركة النفط الوطنية الإيرانية ووزارة النفط الإيرانية وشركة الناقلات الوطنية الإيرانية تحت سلطة مكافحة الإرهاب، ما يعني أنّ أيّ إدارة مستقبلية ستحتاج إلى اتخاذ تدابير قانونية لتلغي ذلك.
وأصدرت وزارة الخزانة العقوبات عبر ربط الكيانات الثلاثة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي صنفته الولايات المتحدة في وقت سابق “منظمة إرهابية” وقُتل قائده قاسم سليماني في هجوم أميركي قرب مطار بغداد في كانون الثاني/يناير.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان “يواصل النظام الإيراني إعطاء الأولوية لدعم الكيانات الإرهابية وبرنامجه النووي على حساب احتياجات الشعب الإيراني”.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان إنّ العقوبات هي بمثابة رسالة تحذير “إلى الجهات قليلة التي تواصل شراء الخام الإيراني”.
وأضاف أنّ فرض عقوبات على هذه الجهات “خطوة هامة تندرج في إطار حملة الضغوط القصوى الرامية للحد من قدرة النظام الإيراني على تهديد دول الجوار وزعزعة الشرق الأوسط”.
في المقابل، ندّد بالعقوبات وزير النفط الإيراني بيجان زنقنة، معتبراً أنّها “ردّ فعل سلبي على فشل سياسة واشنطن خفض صادرات النفط الخام الإيراني إلى الصفر”.
وجاء في تغريدة أطلقها زنقنة الذي شملته العقوبات “لا أملك أي أصول خارج إيران يمكن أن تشملها العقوبات. أضحّي بحياتي وممتلكاتي وسمعتي من أجل إيران”.
وأطلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة ندّد فيها بالعقوبات، واصفاً الولايات المتحدة بأنها “مدمنة على العقوبات” ومطالباً إيها بـ”الإقلاع عن هذه العادة”.
ورجّح بهنام بن طالبلو المحلل في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات”، وهي مجموعة مقرّبة من إدارة ترامب تدفع باتجاه التشدد مع إيران، أن يبقى تأثير هذه العقوبات ولو في هذه المرحلة المتأخرة من ولاية ترامب، قائماً حتّى ما بعد الاستحقاق الرئاسي.
ويؤيد بايدن الذي يتقدم في استطلاعات الرأي قبل انتخابات الثلاثاء المقبل، اتّباع المسار الدبلوماسي مع إيران وقد أيّد الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وقلّصت بموجبه طهران أنشطتها النووية مقابل وعود بتخفيف العقوبات عليها.
وقالت وزارة الخزانة إن شبكة مدعومة من فيلق القدس شحنت أكثر من 12 ناقلة نفط في ربيع 2019 – معظمها إلى سوريا حيث تدعم إيران الرئيس بشار الأسد.
وبالإضافة إلى تصنيف كيانات إيرانية تحت بند “الإرهاب”، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على رجل الأعمال الإيراني المقيم في بريطانيا محمود مدنيبور وعلى شركات ذات صلة به وذلك بسبب تعاملاته مع فنزويلا. واتّهمته وزارة الخزانة بترتيب شحن عشرات الآلاف من الأطنان المترية من البنزين إلى فنزويلا التي يحاول ترامب عزل رئيسها اليساري نيكولاس مادورو.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حكومة مادورو ونجحت في وقت سابق من هذا العام في مصادرة شحنات أربع ناقلات نفط قادمة من إيران ومتجهة إلى فنزويلا التي تعاني نقصاً كبيراً في الكهرباء رغم وفرة النفط لديها.