::د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز
شعور بالأمل ساد الشارع اليمني، ربما شارفت الحرب على الانتهاء، تلك الحرب التي دخلت عامها التاسع. لكن أجواء التفاؤل تعكرها اشتباكات متقطعة تُرصد على الجبهات في شبوة وتعز. وتظل مأرب مَوْئِل معارك الكر والفر.
الحديث اليوم عن مسودة خطة سلام شاملة يتم عبرها وضع اللمسات الأخيرة للحرب في اليمن. مبدئيا جرى الاتفاق بين أطراف الصراع على مراحل ثلاث للتنفيذ.
المرحلة الأولى:
إعلان وقف إطلاق النار ثم تشكيل لجان فنية لدمج البنك المركزي اليمني وتبادل ما تبقى من الأسرى، وبناء الثقة بين الأطراف من خلال إزالة المتارس وفتح الطرقات بين المحافظات ورفع القيود عن جميع الموانئ والمطارات اليمنية وإعادة الرحلات المدنية والتجارية الى طبيعتها ما قبل الحرب، وتنفيذ عملية تنموية شاملة في جميع مناطق اليمن بدعم من المملكة العربية السعودية.
المرحلة الثانية:
التفاوض المباشر لوضع رؤية متوافق عليها لشكل الدولة القادمة، ستطرح فيها القضايا السياسية الأكثر جدلاً وهي المتعلقة بالملف الجنوبي والذي يعد شائكا وتسوده تطلعات متباينة. وهو من أكثر الملفات تعقيداً الأمر الذي يتطلب فترة زمنية أطول.
المرحلة الثالثة: مرحلة انتقالية ما بين سنتين وخمس سنوات. الجنوبيون يرون أن المرحلة الانتقالية يجب أن تفضي إلى استفتاء بشأن تقرير مصير الجنوب برعاية الأمم المتحدة، وقد أوكل مجلس القيادة الرئاسي إلى أعضائه الجنوبيين عيدروس الزُّبَيْدي، والدكتور عبد الله العليمي، وفرج البحسني، وأبو زرعة المحرمي. لوضع ورقة تصوُّر حول القضية الجنوبية لمناقشتها ضمن الملفات الرئيسة. عقد المكلفون بالملف الجنوبي اجتماعهم الأول في الرياض ومازال في حالة انعقاد مستمر.
الأيام القليلة المقبلة ستشهد إعلاناً لوقف إطلاق النار، وتثبيت التهدئة، والانسحابات والوقوف عند خطوط التماس. الأمر الذي يفسر اندلاع الاشتباكات المتقطعة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، قبل إعلان وقف إطلاق النار، واستخدام ذلك ورقة تفاوضية في قادم المراحل.
المواطنون اليمنيون البسطاء الذين أنهكتهم الحرب بسنواتها التسع، وحكوماتها الكرتونية الهزيلة. يبحثون عن بصيص أمل ينتشلهم مما هم فيه. أمل مع تجنب الإفراط في التفاؤل خشية الخذلان.