الناس نيوز – حسام ديب
أظهر مسح جديد شمل لاجئين سوريين متواجدين في تركيا بأن العودة الطوعية لهم ترتبط بتغير الظرف السياسي في سوريا بالدرجة الأولى، يلي ذلك تحسن الأوضاع وتوفر الخدمات.
وأفاد المسح، الذي نشرت نتائجه منظمة “اليوم التالي” في تقرير بعنوان “توجهات السوريين في تركيا حول قضية العودة” وحصلت “الناس نيوز” على نسخة منه، أن الأغلبية العظمى ممن عبروا عن رغبتهم في العودة أشاروا أن تلك العودة ينبغي أن تكون إلى مناطقهم الأصلية التي خرجوا منها.
وبحسب القائمين على المسح، فإنه يهدف إلى التعرّف على أبرز اتجاهات اللاجئين السوريين في تركيا نحو العودة، من خلال جملة أسئلة أهمها: هل ما زالت آمال العودة حية بين اللاجئين بعد تسع سنوات؟ وما أبرز العوامل المؤثرة في الرغبة بالعودة؟ وأيضا ما هي ملامح العودة التي يرضون بها من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية؟.
وتضمن التقرير، الذي تكون من 62 صفحة، عدة فصول تتمحور حول حالة اللاجئين في تركيا وأبرز العوامل المؤثرة بموقف اللاجئين نحو العودة وبعض الخلاصات.
وأوضح التقرير أن شروط العودة إلى سوريا كما يراها اللاجئون هي أن تكون عودة إلى المناطق الأصلية، وفي ظل طرف سياسي جديد، وآمنة من العمليات العسكرية، وإلى مكان يسوده القانون، ولاقتصاد نشط يوفر فرصا للعمل وإلى مكان تتوفر فيه الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم وغيرها.
واعتمد المسح على استبيان مكون من 54 سؤالا، حيث نفذت عملية جمع البيانات في الفترة ما بين 20 سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر من 2019 في 12 ولاية تركية بحسب توزع السوريين فيها، واستهدفت عينة عشوائية ضمت 2002 من السوريين الذين يعيشون في تركيا ومن مستويات تعليمية مختلفة، كانت نسبة النساء فيها 43% والباقي من الرجال.
وبدأ توافد اللاجئين السوريين على تركيا مع بدء الثورة السورية في 2011 هربا من أعمال العنف التي بدأها النظام، ويوجد حاليا في تركيا أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري ممن يعيشون في ظل قانون الحماية المؤقتة منذ عام 2018 وحتى تاريخه، بحسب أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يضاف إليهم نحو 100 ألف ممن يحملون تصاريح إقامة سياحية أو عمل، وحوالي 110 آلاف من المجنسين.
واقتصاديا، بلغ عدد المؤسسات التي أسسها السوريون أو ساهموا في تأسيسها أكثر من 15 ألف مؤسسة وبلغت نسبة مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي 7.4% في 2017 مع أنهم يشكلون أقل من 4.5 في المئة من السكان. رغم ذلك، فإن 64% من السوريين يعيشون في فقر.
ومنظمة “اليوم التالي” هي منظمة سورية تعمل على دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا، ويتركز نطاق عملها في مجالات سيادة القانون والعدالة الانتقالية وإصلاح القطاع الأمني وتصميم النظم الانتخابية وانتخاب الجمعية التأسيسية والتصميم الدستوري والإصلاح الاقتصادي والسياسات الاجتماعية.