دمشق – الناس نيوز:
شهدت أسعار الليرة السورية أمام الدولار تراجعا حادا غير مسبوق، منذ انفصال مصرف سوريا ولبنان عام 1948، حيث سجل الدولار سعراً تجاوز 2000 ليرة ، وسط توقعات بمزيد من الانهيار في سعر الليرة والاقتصاد السوري عموما.
وقال متداولون بالعملات وصرافون في دمشق رفضوا الكشف عن أسمائهم إن حركة سعر الصرف خفيفة وسط ترقب للاسواق وحذر من تعامل السلطات وأجهزة الأمن،وبأن السعر الفعلي للدولار الأميركي تجاوز ألفي ليرة والذهب في أعلى مستويات أسعاره ايضا…
وأشارت تقارير اقتصادية حكومية في دمشق أن الحكومة ستعمل على دعم الليرة مجددا ، وفق تعابيرها. أما في باقي المحافظات السورية فتفاوتت الأسعار صعودا ونزولا 75 ليرة عند سعر الألفين .
وأحجم مئات المتعاملين والتجار في سوق الصرف غير الرسمي عن التعامل بكميات كبيرة خشية التدهور المفاجئ أكثر .
ويسبق هذا الانهيار في سعر الصرف تطبيق قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية على كل من يتعامل مع نظام بشار الأسد في سوريا.
ويأتي الانهيار المتسارع لليرة تزامنا مع الظهور الثالث لرامي مخلوف ابن خال الأسد والذي قال فيه إن السلع تضاعفت أسعارها ثلاثين ضعفا منذ عام 2011، عشرون منها منذ منتصف العام الماضي وحتى الآن، معتبرا أن ذلك يشكل انهيارا للاقتصاد السوري ، فيما اعتذر في منشورا آخر له من اهالي موظفيه المعتقلين لدى أجهزة الأمن لأنه لم يتمكن من مساعدتهم وإطلاق سراحهم.
وهو ما اعتبر تصعيدا إضافيا بين مخلوف والأسد انعكس سلبا على الشارع السوري اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، سيما أن مخلوف أكد أنه لن يتنازل عن ” حقوقه ” …
يشار إلى أن الليرة السورية حينما صدرت لأول مرة عام 1920 للاستعمال في سوريا ولبنان كانت تعادل 20 فرنكا فرنسيا آنذاك ليصدر بعدها مصرف سوريا ولبنان ليرتين منفصلتين عام 1937 صالحتين للاستخدام في البلدين، وفي عام 1947، اعتُمد الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية وكان التحويل 1 دولار = 2.19 ليرة وبقي هذا المعدل حتى عام 1961 ثم انفصلت الليرتان السورية واللبنانية عام 1948
وسجل الدولار 49 ليرة عام 2010، وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 بدأت الليرة السورية بالتراجع السريع نتيجة العمليات العسكرية وتوقف الإنتاج في المعامل الرئيسة بمحافظات حلب ودمشق وحمص وحماة مراكز الثقل الصناعي وتراجع حركة الصادرات وإنتاج النفط والقمح والقطن والفوسفات.