أروى غسان-الناس نيوز
بمصابيحه التراثية وذهبه وتوابله ومجوهراته النفيسة، يستعد البازار الكبير في إسطنبول لإعادة فتح أبوابه ، بعد إغلاق غير مسبوق استمر حوالي شهرين ونصف بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتجري التحضيرات في البازار الكبير، بشكل متسارع ، حيث يعتبر البازار واحداً من أقدم وأكبر الأسواق التاريخية المسقوفة بالعالم، ومع هذه الاستعدادات يجوب عمال التنظيف ممراته فيغسلون الأرض ويعقّمون الأعمدة والجدران، فيما يرتب أصحاب المحلات نحو ثلاثة آلاف متجر، ويزينون الواجهات ترقباً لعودة الزبائن.
ويقع السوق (البازار الكبير) في منطقة إمينونو التاريخية بالجانب الأوروبي من المدينة، وبالقرب من معبد آيا صوفيا الشهير، ومنطقة السلطان أحمد وجامعها الشهير، ويعد إحدى أهم القبلات السياحية في قلب إسطنبول القديمة، وستجري إعادة فتحه في ظل الأخذ بالإجراءات الاحترازية الصادرة عن وزارة الصحة التركية، ومن المقرر وضع الكمامات إلزامياً للتاجر والزبون، وسيكون بإمكان المتاجر استقبال عدد محدود من الزبائن في آن معاً.
ويعمل في البازار الذي يعود تاريخه لستة قرون مضت ويسمّى باللغة التركية “بيوك تشارشيه” أكثر من ثلاثين ألف شخص ينادون على زبائنهم بالكثير من اللغات العالمية نظرا لتنوع السياح الذين يزورونه ، ويمكن للزائر أن يحصل على التوابل والأعشاب والحلوى والمشغولات اليدوية والسجاد المزخرف والهدايا والعسل والمجوهرات، حيث يعد السوق أحد أهم أسواق الذهب في إسطنبول، وبحسب إحصائيات حكومية يصل عدد زوار البازار إلى 250 ألف شخص يومياً، ويزوره سنوياً ما يقرب من 91 مليون زائر.
يضم السوق متاهة من الممرات، تتوزع في 61 شارعاً مغطى داخل السوق، وفي عام 1455م بدأ وضع اللبنات الأولى له، وبعد سنتين من السيطرة العثمانية على القسطنطينية بوقت وجيز، ازدهر السوق وأخذ شكله الأساسي، وفي بداية القرن السابع عشر، تحقق للبازار الكبير شكله النهائي، وأصبح محوراً هاماً للتجارة المتوسطية والعالمية.
وتحيط بالبازار الكبير عدة أسواق بُنيت خارجه وأخذت أسماءً مختلفة بعضها يبيع القماش، وآخر يبيع التوابل، والبعض يبيع الحلي وأنواع المجوهرات ، وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة بمراكز التسوق الحديثة في إسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا، يستمر جمال البازار الكبير بجذب الزوار إليه من شتى أنحاء العالم.