أبو ظبي – الناس نيوز ::
مع تغير الأحوال الاقتصادية والمشهد الجيوسياسي، تخطط المكاتب العائلية لأهم تغيير على استراتيجيات توزيع أصولها منذ أعوام عديدة، لضمان نجاح أعمالها ونموها على المدى الطويل.
كشف تقرير المكاتب العائلية العالمي لعام 2023 الصادر عن مصرف (UBS)، عن أن المكاتب العائلية تعيد النظر في عملياتها في الأسواق الخاصة، لمواجهة التغيرات المحتملة في منحنى التضخم، وأسعار الفائدة، والنمو الاقتصادي. وفي ضوء الصراع الروسي الأوكراني المستمر، والحرب التجارية الباردة بين أميركا والصين. أصبحت القضايا الجيوسياسية الشغل الشاغل للمكاتب العائلية حول العالم، يليها ظاهرة التضخم ثم الركود. استطلع التقرير آراء 230 مكتبًا عائليًا حول العالم، بلغت صافي ثرواتها الإجمالية 495.8 مليار دولار، وعائلات يقارب صافي ثرواتها 2.2 مليار دولار.
التحول في توزيع الأصول
يُعد الاهتمام بأدوات الدخل الثابت (أي السندات) في الأسواق المتقدمة أحد التوجهات اللافتة. وبعد تخفيض تكاليف الاستثمار في السندات على مدى 3 أعوام، تعتزم 38% من المكاتب العائلية تقريبًا زيادة ما تملكه منها على امتداد الأعوام الـ5 القادمة. بينما تعد أدوات الدخل الثابت وجهًا مرغوبًا من أوجه التنويع، مع اتجاه ما نسبته 37% منها إلى السندات عالية الجودة وقصيرة الأجل، التي تعمل على حفظ الثروة، وتدر العائد، وتزيد قيمة الاستثمار. كذلك توقعت المكاتب العائلية المستطلعة تزايد التوجه للاستثمار في الأصول المنطوية على مخاطر، مع عزم ما نسبته 34% منها زيادة استثماراتها في أسهم الأسواق الناشئة، بسبب ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته، وانفتاح الاقتصاد الصيني من جديد.
على الرغم من توجهات الاستثمار قصيرة الآجال في الأسواق، والاتجاهات الجيوسياسية، اللتين قادتا إلى زيادة السيولة والإقبال على الاستثمار في أدوات الدخل الثابت قصيرة الآجال، لا تزال 66% من المكاتب العائلية تؤمن بأن الأصول غير السائلة تعزز من العوائد على المدى البعيد. نتيجة لذلك، يزداد الإقبال على الاستثمارات البديلة بهدف تحقيق التنويع، وتقليل الاستثمار المباشر في الشركات الخاصة (الذي تراجع من 13% في عام 2021 ليصل إلى 6% في عام 2023) بالتزامن مع زيادة الاستثمار في صناديق التحوط (ارتفع من 4% ليصل إلى 6%) والديون الخاصة (ارتفعت من 2% لتصل إلى 3%) والبنى التحتية (ارتفعت من 0% لتصل إلى 1%) في محاولة لتنويع محتويات المحافظ.
ومن المتوقع انخفاض استثمارات المكاتب العائلية في العقارات عام 2023، وهي التي أدت دورًا أساسيًا في الحماية من التضخم في عامي 2021 و2022. على أي حال، تعتزم المكاتب العائلية في القارة الأوروبية وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة، زيادة استثماراتها في قطاع العقارات في الأعوام الـ5 القادمة، في حين يرغب القليل من المستثمرين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالاستثمار في هذا القطاع.
تنويع الاستثمارات
بالحديث عن الفرص الاستثمارية الثمينة، تنوي 45% من المكاتب العائلية التي تستثمر في الشركات الخاصة، زيادة استثماراتها في أسواق الشركات الخاصة الثانوية، بعد أن فاق أداؤها أداء الأسواق العامة في عام 2022، فإن التخارج عبر الاكتتابات العامة الأولية يعد أمرًا صعبًا ويشكل تحديًا. عمومًا، يشهد سوق الشركات الخاصة نموًا ملحوظًا بوصول الأصول المدارة فيه إلى 11.7 تريليون دولار حتى 30 يونيو/ حزيران 2022. وقد ارتفعت بمعدل سنوي بلغ 20% منذ عام 2017، وفقًا لتقرير (McKinsey) العالمي للأسواق الخاصة لعام 2023.
تعتمد حوالي 35% من المكاتب العائلية على الإدارة النشطة واختيارات مديري الاستثمار، أكثر من غيرهما، لتحسين مستوى التنويع في المحافظ الاستثمارية. وهي تثق بقدرة صناديق التحوط على در عوائد على استثماراتها، مع اعتقاد 73% منها بأنها ستحقق الأهداف التي وضعتها للأشهر الـ12 المقبلة أو ستتخطاها.
وتعتزم 41% منها زيادة استثماراتها المباشرة في أسهم الشركات الخاصة في الأعوام الـ5 القادمة، علمًا أن 56% من المكاتب العائلية التي تستثمر في أسهم الشركات الخاصة تفضل فعل ذلك عبر الصناديق.
لكن على الرغم من استثمار المكاتب العائلية، حاليًا، نصف أصولها تقريبًا في أميركا الشمالية، تنوي أكثر من ربعها زيادة استثماراتها في دول أوروبا الغربية في الأعوام الـ5 القادمة. كما تنوي نحو ثلث هذه المكاتب العائلية تنويع استثماراتها والتوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الأصول الرقمية
تقف المكاتب العائلية على الحياد أمام الأصول الرقمية، محاولة التعرف عليها وفهمها أكثر من اللاتزام بالاستثمار فيها بشكل كبير منذ عام 2022، رغم استثمار ما نسبته 56% من المكاتب العائلية في العملات الرقمية المشفرة، وتقنيات دفتر الأستاذ الموزع (DLT) والتي تتضمن تقنية البلوكتشين، في عام 2023، إلا أن 38% منها استثمرت أقل من 1% من أصولها فيها.