fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أنور عمران – الناس نيوز ::

إذا سألني شخصٌ ما: ما الذي تتمناه الآن؟ فسأجيب بلا تردد: ألا أموت قبل أن يأتي وينتهي آذار.

لا أدري ما الذي يفعله بي هذا الشهر الحالم والوقور ، مُخضراً في سوريا، وأبيضَ في السويد، فهو آذار بكامل نوتاته وملامحه في كلا الحالتين، وهو الشهر الذي يخرج عن قانون السنة، ويؤلف زمنه الخاص، فننسى فيه الأيام ونعيشه هو، وكأنه حسب تعبير المتنبي في غير مناسبة: كله أعياد.

لا أحد يحزن في آذار، ربما يكون شباط شهر الحزن، لكن آذار شهر الشعر بامتياز، وشهر الفلسفة بامتياز، تنظر فيه الطبيعة إلى مرآتها، تلبس القمصان الجديدة، وتستعد لرحلة الإغواء والإفصاح، نسمعها تردد: أتيت على ظهور الخيول تسبقني فتنتي، ويتبعني عشاقي.

قد نبكي بكاءً لا ملح فيه، من عواصف الحب ربما، أو من قصيدة غزل، أو من موسيقى كعب امرأةٍ تعبر تحب الشباك المفتوح ولا تنظر للأعلى، لكن الفرق بين الحزن والبكاء واضحٌ كغريبٍ يلوح للآخرين في قريةٍ صغيرة، فإذن لا أحد يحزن في آذار.

ولا أحد يسافر في آذار، القطاراتُ تصيرُ داءً أصفرَ، تصير ريحاً في اتجاه واحد، تخرج من أحلام الكبار ومن لعب الأطفال، فلا أحد يهمس أو يصفر كأننا نتطيّر من ذكرها، وأما المنازل، فتصير غيوماً بيضاء، نصفها دفءٌ، والنصف الباقي إيمان، والعوائل تتكور على أنفسها حتى تعود إلى دماء أسلافها.

قد نسهر في بيوت جيراننا وأقربائنا، ونترك غيومنا مُحملةً بانتظاراتها، لكن الدوران حول البيوت حجٌّ مُخفّفٌ، وصلاةٌ للطين، أقصد للطين بقايا أسلافنا، ولذلك لا أحد يسافر في آذار.

ولا أحد يخون في آذار، ربما يكون تموز شهر الخيانة، ففي آذار يعود الإله إلى حضن الإلهة مُنتصراً على موته ووحدته، ويقدم خاتم خطبتها المقدس، فنعيش نحن البشر في ظل هذا الحب هانئين وآمنين، نتخيّل أجنحةً ملء الكون، ونطير بحجتها.

قد يختلف صديقان أو رجلٌ وزوجته حول شؤون الدنيا الصغيرة، لكنهم يعودون في نهايات الليالي إلى غيومهم مثل مصافحة عدوّين بعد اتفاقية سلام، ولذلك لا أحد يخون في آذار.

وحنكة آذار أنه قفزة بين شباط ونيسان، بين الحزن بكامل أبهته وبين الضجيج بسدنته ومحاريثه، وكأنه باب التأمل والإحماء، فيه تعد السنة غلتها، وتتصدق على أهلها، وفيه يتزوج الليل من النهار، وفيه تصير البذور روايات عشق مؤجلة.

حتى الشهور تسير مسير الناس، وباختلاف الأماكن تختلف عاداتها ولغاتها، ففي السويد يتحدث آذار لغة الثلج، يميل إلى الحكمة أكثر مما اعتدناه، ويسميه الناس هنا كل التسميات التي كنا نطلقها في بلادنا على شباط، وهذا الظلم الذي يقاسيه، يحيله إلى زمنٍ ساكن ومنكفئ، لكنه آذار في كل الأحوال.

في سوريا هو أيضاً شهر حكيم، لكنه يميل ولو قليلاً إلى الطيش، يبتدع ألعابه الصبيانية، ولا يشوبه إلا أن الديكتاتور يحتفل فيه بميلاده حزبه الدموي، ولكنه آذار في كل الأحوال.

آذار أجمل الشهور، وليس أقسى الشهور كما قال محمود درويش حين خانته شاعريته، أو بالأحرى حين قلّد قول إليوت “نيسان أقسى الشهور”، من دون أن يتوقف قليلاً أمام باب اللغة ويسأل مخازنها عن بدايات الربيع في المعاجم والقصائد والأغاني والحكايا، ولولا أن الحب بلا أهلٍ لقلنا: الحب أبوه آذار.

المنشورات ذات الصلة