ميديا – الناس نيوز ::
واشنطن – بيير غانم – العربية – لا يريد أي متحدث في إدارة الرئيس الحالي جوزيف بايدن أن يتحدّث عن إيران، فالإدارة الحالية تشعر أنها أصيبت بأكثر من إحباط مع النظام الإيراني خلال السنوات الماضية.
فالرئيس الأميركي جاء إلى البيت الأبيض وهو مصمّم على العودة إلى الاتفاق النووي وإعادة ترتيب العلاقات مع طهران من خلال الأسرة الدولية وإظهار حسن النوايا تجاه طهران.
حافة الهاوية
صحيح أن إدارة بايدن شعرت بالإحباط من طهران لأن المحاولات المتكررة في العودة إلى الاتفاق النووي باءت بالفشل، لكنها غضبت أكثر بسبب دعم إيران للحوثيين ومتابعتها دعم الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان، وتعريض سلامة وأمن القوات الأميركية للخطر وهم في قواعدهم في الشرق الأوسط.
شعرت الإدارة الحالية أنها وصلت إلى مرحلة فائقة الصعوبة قرّرت طهران تزويد موسكو بالمسيرات والصواريخ، وقد استعملها الجيش الروسي في هجومه على الأراضي الأوكرانية.
وصلت واشنطن وطهران إلى حافة المواجهة في بداية العام الحالي عندما كثّفت الميليشيات هجماتها على القوات الأميركية، وقد أبلغت واشنطن طهران خلال لقاء مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية مع مسؤولين إيرانيين أن متابعة الهجمات من قبل الميليشيات تتحمّل إيران مسؤوليتها، وجوزيف بايدن مستعدّ لإعطاء الأوامر بقصف مواقع على الأراضي الإيرانية عقاباً على ذلك، وقال الأميركيون للإيرانيين “نحن نعرف أين هي مصانع الأسلحة والصواريخ!”، وهذا ما أكده في حينه مسؤول في الإدارة الأميركية لـ”العربية” و”الحدث”.
الانفتاح الإيراني
مع الدخول في الفصل الأخير من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، عمدت إيران إلى إرسال إشارات، وأوحت للأميركيين أنها “تريد العودة إلى الكلام”، لكن الإدارة الأميركية قطعت الطريق على هذا الحوار، وأصرّت على أن تأخذ إيران خطوات عملية كشرط مسبق.
قال مسؤولون لـ”العربية” و”الحدث” في حينه إن على إيران أولاً أن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، والتخلّي عن الكميات العالية التخصيب، ثم عليها أن تتوقف عن دعم الميليشيات والإرهاب، وثالثاً أن تأخذ إجراءات واضحة لحماية حقوق الإنسان في إيران.
الحشد العسكري الأميركي
أرسل الرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط أعداداً ضخمة من القوات الجوية، ومن ضمنها طائرات أف 35 وأف 15 وأف 16 بالإضافة إلى طائرات قصف من نوع “بي 52″، وحافظ على تفوّق في الأجواء ضد القوات الجوية الإيرانية، ومن الواضح أن هذه القوات مستعدة للقيام بعمليات قصف كبيرة على الأراضي الإيرانية.
شكك الكثيرون في الإدارة الأميركية بنية بايدن في اتخاذ قرارات دراماتيكية، مثل قصف المصانع العسكرية أو مواقع نووية، لكن دخول دونالد ترامب مرة أخرى إلى الساحة يغيّر الأمور حتى قبل أن يستلم زمام السلطة.
ترامب آتٍ
يصل ترامب بعد أسابيع إلى البيت الأبيض، في حين تتابع إيران تكديس المواد النووية، وترسل مساعدات إلى الميليشيات التابعة لها، كما أنها تصدّر النفط لتمويل خزينتها، وكل المؤشرات تقول للإيرانيين إن الأمور ستنقلب مرة أخرى، وقد سرّب مقرّبون من ترامب أنه سيعود إلى سياسة الضغط القصوى ضد إيران، وسيعمل على “ترميم ما أفسده بايدن”، وذلك بفرض عقوبات اقتصادية شديدة، وفرض عقوبات على من يستورد النفط الإيراني، كما أنه سيستغل سريعاً القدرة العسكرية الأميركية الموجودة لتهديد إيران، أو إفساح المجال أمام إسرائيل لتوجيه ضربات عسكرية إلى إيران.
كثيرون من معارضي إيران ومؤيّدي إسرائيل بدأوا اقتراح استراتيجيات على الإدارة المقبلة، ومن ضمن المقترحات إرسال قوات جوية إضافية، واستعراض القوة الجوية المتوفرة ونشر صواريخ ضخمة يستعملها الجيش الأميركي.
الخيارات
لن يكون بوسع إيران تجاهل الإدارة الأميركية المقبلة، وسيجد النظام الإيراني نفسه في مواجهة إدارة عازمة على الوصول إلى حلول في أسرع وقت على عكس الإدارة الحالية التي سعت إلى تخفيف الأعباء عن النظام ثم فشلت في احتوائه.
بعض مصادر “العربية” و”الحدث” في الإدارة الحالية أشارت إلى عقبات كثيرة تواجه ترامب لدى معالجته “مسألة إيران”، وأولها أن الرئيس المقبل لديه تحديات ضاغطة تبدأ من حماية حدود الولايات المتحدة من الهجرة غير الشرعية وصولاً إلى تخفيف ضغوط الغلاء على المواطنين الأميركيين، وهذه أولويات مطالب ناخبيه.
تقول مصادر “العربية” و”الحدث” أيضاً إن ترامب سيواجه قضيتي أوكرانيا وروسيا من جهة، وتصاعد التهديدات الصينية من جهة أخرى، ولن تكون إيران أو الشرق الأوسط في رأس أولوياته.
أكثر ما يثير الانتباه لدى معارضي ترامب في الإدارة الحالية، وأكثر ما يشغل بال الإيرانيين في الوقت ذاته، هو أن لا أحد يعرف بالضبط ما الذي سيفعله، والجميع ينتظر ما لا يمكن أن يخمّنه.