بنوم بنه – الناس نيوز ::
يعقد رؤساء حكومات جنوب شرق آسيا محادثات، مع عدد من زعماء العالم الزائرين، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في الوقت الذي تحاول فيه المنطقة التغلب على التنافس المتزايد بين الصين والقوى الغربية.
وتستضيف كمبوديا القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وقمة موازية لدول شرق آسيا، مع تواصل الكتلة الإقليمية مع مجموعة من الزعماء.
ومن بين الزعماء الذين سيعقدون محادثات منفصلة مع الكتلة، بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. والتقى رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول زعماء “آسيان” وفقا لفرانس برس.
وحث يون، في قمة لزعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بمشاركة كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، على بذل المزيد من الجهود المشتركة للتغلب على الأزمات المعقدة في المستقبل، مثل تلك الناجمة عن الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وأيضاً المخاطر على الأمن الغذائي والطاقة الناجمة عن تغير المناخ.
وقال يون أيضاً إن سلسلة الاستفزازات التي تقوم بها كوريا الشمالية ومحاولاتها لتعزيز قدراتها النووية والصاروخية تشكل تهديداً خطيراً للمجتمع الدولي.
ومن المتوقع أن يعقد يون اجتماعاً مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في فنومبينه على هامش قمة “آسيان”، حسب ما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء نقلاً عن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية.
كا سيعقد يون اجتماعاً مع الرئيس الأميركي جو بايدن بالإضافة إلى قمة ثلاثية مع بايدن وكيشيدا الأحد.
الدبلوماسية العادية
إلى ذلك، قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، إن الرئيس الأميركي سيركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويتحدث عن التزام الولايات المتحدة بنظام دولي قائم على القواعد في بحر الصين الجنوبي في مناقشاته.
وقلل بعض المحللين من أهمية توقعات بإحراز أي تطورات كبيرة جراء وجود بايدن في اجتماعات “آسيان”، لكنهم أشاروا إلى أن ذلك يقدم مزيداً من الأدلة على كيفية عودة الولايات المتحدة إلى “الدبلوماسية العادية”.
وقال رئيس برنامج جنوب شرق آسيا في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، جريغ بولينغ، لوكالة “رويترز”، إن “الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم يحضر قمة واحدة لدول شرق آسيا خلال أربع سنوات في منصبه”.
وأشار إلى أن إحدى نتائج الرحلة ستكون الارتقاء بالشراكة بين الولايات المتحدة و”آسيان” إلى شراكة استراتيجية شاملة.
ار
وزير الخارجية الروسي يشارك في قمة آسيان
وسيحضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الاجتماعات، في حين أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا موجود أيضاً في كمبوديا بعد توقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع “آسيان”، مع سعي كييف لتعزيز العلاقات مع الكتلة.
ووصل لافروف، إلى بنوم بنه عاصمة كمبوديا، حيث سيشارك في قمة شرق آسيا (آسيان). وتعد الزيارة الحالية لكمبوديا هي الثانية له خلال ستة أشهر، حيث زار لافروف بنوم بنه في وقت سابق لحضور اجتماع وزاري لمجموعة شرق آسيا.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الروسي، بعد كمبوديا، إلى جزيرة بالي الإندونيسية، حيث سيمثل روسيا في قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتعد قمة شرق آسيا منصة للحوار بين قادة دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حول القضايا ذات الصبغة السياسية، والتنمية، وتعزيز التعاون العملي بين الدول.
وقد أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، إلى أن الجانب الروسي ينظر إلى هذا الهيكل تقليدياً على أنه عنصر مهم في الهندسة متعددة الأقطاب للأمن الإقليمي.
وأُنشئ هذا التشكيل في عام 2005، وانضمت إليه روسيا رسمياً خلال قمة شرق آسيا الخامسة في أكتوبر/تشرين الأول سنة 2010 في هانوي.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا أن “الحرب مستمرة” في بلاده بعد استعادة خيرسون، التي انسحبت منها القوات الروسية خلال وقت سابق الجمعة.
وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي على هامش قمّة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا، أكد كوليبا أن أوكرانيا تواصل الكفاح من أجل تحرير أراضيها.
وقال كوليبا: “نحن ننتصر في معارك، لكن الحرب مستمرّة”. وأضاف: “أدرك أنّ الجميع يريدون أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، ونحن بالتأكيد من يريد ذلك أكثر من أيّ طرف آخر”.
وتابع: “ما دامت الحرب مستمرة، ونرى روسيا تحشد مزيداً من المجندين، وتجلب مزيداً من الأسلحة إلى أوكرانيا، سنواصل بالتأكيد الاعتماد على دعمكم المستمر”.
غوتيريس عن الوضع في ميانمار: كابوس لا نهاية له
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس،، من بنوم بنه عاصمة كمبوديا، المجلس العسكري في ميانمار إلى “العودة إلى طريق التحوّل الديمقراطي فوراً”.
ووصف غوتيريس، الذي التقى قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، الوضع في ميانمار بأنّه “كابوس لا نهاية له”، إذ تشهد ميانمار، منذ انقلاب فبراير/شباط 2021، نزاعاً دموياً، لم يجرَ التوصّل إلى حلّ سلمي له حتى الآن.
وكما قال غوتيريس: “أحضّ السلطات في ميانمار على الاستماع إلى شعبها والإفراج عن السجناء السياسيّين”، مؤكداً أنّ “هذا هو السبيل الوحيد للاستقرار والسلام”.
واتّفق قادة دول “آسيان” المجتمعون في قمّة كمبوديا، على “إشراك” مجموعات المعارضة في عمليّة السلام في ميانمار، لكنّ إعلانهم هذا أثار غضب نايبيداو التي دانت قرار التحاور مع ما وصفته بأنه “منظّمات غير شرعيّة وإرهابيّة”.
وحتى الآن لم تؤدِّ جهود الكتلة الإقليمية إلى نتيجةٍ، على الرغم من خريطة طريق اتُّفق عليها العام الماضي مع نايبيداو لحلّ الأزمة.
كذلك، اعتبر غوتيريس أنّ “من المهم أن يمضي هذا النص قدماً”، مؤكداً “ثقته بالرئاسة الإندونيسية (للرابطة) العام المقبل لتطوير عدد من المبادرات” لحل النزاع.
وافتُتحت قمة “آسيان” السنوية أمس، في العاصمة الكمبودية، وتحدث الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور ورئيس الوزراء الكمبودي هون سين عن الحاجة إلى التحلي “بالصبر” مع ميانمار، التي غاب ممثلوها عن هذا الاجتماع.
وأودى النزاع الدائر في ميانمار بحياة أكثر من 2400 شخص، حسب منظمة محلية لمراقبة حقوق الإنسان.