واشنطن – الناس نيوز :
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قاعدة دوفر الجوية اليوم الأحدـ لتكريم أفراد من الجيش قتلوا في هجوم انتحاري أثناء إجلاء مدنيين من أفغانستان الأسبوع الماضي.
وبحسب “رويترز”، أسفر تفجير انتحاري لتنظيم داعش يوم الخميس عن مقتل العشرات من الأفغان و 13 جنديًا أمريكيًا كانوا يحرسون مطار كابول وسط جسر جوي أدى إلى إجلاء حوالي 114400 شخص في الأسبوعين الماضيين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات الأمريكية شنت هجوما عسكريا في العاصمة الأفغانية، الأحد، مستهدفة تفجيرا انتحاريا بسيارة ملغومة.
استقبل جو بايدن في قاعدة عسكرية الأحد رفات الجنود الأميركيين ال13 الذين سقطوا في اعتداء كابول، في مراسم سادها صمت لم يكسره أحيانا سوى بكاء الأسر مع تعرّض الرئيس الأميركي لانتقادات شديدة على خلفية إدارته للأزمة الأفغانية.
وعبرت النعوش الملفوفة بأعلام الولايات المتحدة واحدا تلو آخر امام الرئيس الديموقراطي وزوجته جيل على مدرج قاعدة دوفر في ديلاوير. وفق فرانس برس .
وكان بايدن يتابع مسار النعوش التي حملها جنود نحو سيارات داكنة، خافضا أنظاره أحيانا في إشارة خشوع وصلاة.
وكان الثنائي الرئاسي الذي ارتدى زيّ الحداد قد التقى منتصف النهار أسر الضحايا، بحضور وزير الدفاع لويد اوستن ووزير الخارجية انتوني بلينكن ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي ومسؤولين آخرين في الجيش.
وكانت الأسر تقف على مسافة من المكان بعيدا من الكاميرات، والتنهدات تخرق أحياناً الصمت المخيّم.
وسبق المراسم صعود الوفد الرئاسي على متن طائرة النقل الضخمة C-17 التي حملت النعوش ال13، لأجل صلاة خاصة قصيرة، وفق البيت الأبيض.
وطلبت أسرتان من 13 ألا يتم تصوير إنزال رفات فقيديهما.
وكان البنتاغون كشف السبت هويات الجنود ال13 الذين قتلوا في اعتداء الخميس. وكان لخمسة من بينهم عمر هذه الحرب، 20 عاماً، وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وأثار مقتل شابة تبلغ 23 عاماً في الاعتداء حزناً واسعاً في البلاد بعد أسبوع على التقاط صورة لها وهي ترفع طفلا في ظلّ عمليات الإجلاء الفوضوية في مطار كابول.
وأسفر الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خرسان عن أكثر من مئة قتيل. وهي الحصيلة الأكثر دموية لقوات البنتاغون منذ 2011 في أفغانستان.
– “واحد من أسوأ القرارات” –
ومنذ عقود تبرز قاعدة دوفر على مسافة ساعتين من العاصمة واشنطن، في ذهن الأميركيين بصفتها المكان الذي يعود إليه العسكريون الذين قتلوا في الخارج.
وأفسدت مراسم مماثلة في السابق صورة رؤساء أميركيين قادوا حروباً لم تحظ بتأييد شعبي، حتى إنّ بعضها حظِر على الإعلام.
ولا تزال شعبية جو بايدن الذي وصل الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير مستقرة نسبياً إلى الآن رغم انخفاضها إلى ما دون ال50% بقليل عقب استيلاء طالبان على كابول في 15 اب/اغسطس. كما أنّها تأثّرت بتفشي المتحوّرة دلتا.
ورداً على اعتداء مطار كابول، شنت واشنطن ضربة بواسطة طائرة من دون طيار في أفغانستان اسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خرسان واصابة ثالث، محذرة من أن هذه الضربة لن تكون “الأخيرة”.
وفيما كان بايدن وزوجته يقفان إلى جانب أسر الضحايا، أعلن البنتاغون تنفيذ ضربة “دفاعية” استهدفت آلية مفخخة بهدف “القضاء على تهديد وشيك” للمطار مصدره التنظيم نفسه.
وتم إجلاء نحو 114 الفا و400 شخص من افغانستان بينهم نحو 5500 مواطن أميركي عبر جسر جوي ضخم منذ الرابع عشر من آب/اغسطس.
ويوجه الجمهوريون سيلاً من الانتقادات الشديدة لبايدن على خلفية إدارته عمليات الإجلاء.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور النافذ ميتش ماكونيل الأحد “إنّه واحد من أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأميركي”.
وأضاف “أسوأ من سايغون”، فيما لا يزال سقوط هذه المدينة في نهاية حرب فيتنام عام 1975 يمثّل ذكرى أليمة في الولايات المتحدة.
وتابع ماكونيل الذي كان رافضا لقرار الانسحاب المنبثق من مفاوضات أدارتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020، “لأننا حين غادرنا سايغون لم يبق إرهابيون يتطلعون لمهاجمتنا على أرضنا”.
بدوره بدا السناتور الجمهوري بن ساسي عاجزا عن احتواء غضبه في لقاء مع شبكة “ايه بي سي” صباح الأحد.
وقال إنّ “جو بايدن وضع قواتنا في خطر لأنّه لم تكن لديه خطة للإجلاء”.