واشنطن – الناس نيوز :
عندما يشرب الشمبانيا الخالية من الكحول بمناسبة عيد ميلاده السبت، سيصبح جو بايدن أول رئيس للولايات المتحدة يبلغ سن التاسعة والسبعين وهو في منصبه.
وأعلن الرئيس الديموقراطي الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة أنه ينوي الترشح لولاية ثانية لكن تقدمه في السن يثير تكهنات بأنه قد يتراجع عن هذه الفكرة.
وفي هذا الإطار، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن بايدن سيتوجه إلى المستشفى لإجراء “فحوص روتينية”. وقالت “صباح اليوم (الجمعة) سيتوجه الرئيس إلى مركز والتر ريد الطبي لإجراء فحوصات روتينية سنوية. وسنقدم مزيدا من التفاصيل بعد وصوله إلى والتر ريد” بالقرب من العاصمة واشنطن.
وعادة لا يوجد شك في نية رئيس أميركي خلال ولايته الأولى الترشح للبقاء في المنصب. فقد سعى كل الرؤساء إلى ذلك منذ ليندون جونسون (1963-1969)، أي منذ أكثر من نصف قرن.
لكن جو بايدن سيبلغ السادسة والثمانين في نهاية ولايته الرئاسية الثانية إذا انتُخب، بينما يرى خلفاء محتملون له ومؤيدوهم أن أربع سنوات أخرى ستكون أمرا مبالغا فيه في سيرته الذاتية السياسية الغنية أساسا.
وقال أربعون بالمئة فقط من أميركيين شملهم استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسستا “بوليتيكو/مورنينغ كانسالت” إنهم يرون أن الرئيس الديموقراطي “يتمتع بصحة جيدة”، مقابل خمسين بالمئة رأوا عكس ذلك. ويعد ذلك تغييرا جذريا إذ إن النسبة كانت 53 بالمئة مقابل 34 بالمئة قبل عام واحد.
وقال ديفيد غرينبرغ أستاذ الصحافة والتاريخ في جامعة روتغر في نيوجيرزي إنه في حالة حدوث مشكلات صحية “يمكن أن تتغير خططه”. وأضاف أن “هذا من شأنه أن يفتح مجالا واسعا جدا إذ يمكن أن يظهر العديد من المرشحين (من الانتخابات التمهيدية الديموقراطية لعام 2020) بالإضافة إلى آخرين لم يكونوا مرشحين”.
وإذا أصبح جو بايدن أول مرشح ثمانيني للرئاسة، فسيؤدي ذلك إلى تراجع صدقية قوله إنه يشكل “جسرًا” مع الجيل المقبل التي اختارها لنفسه وفهم منها كثيرون حينذاك أنها وعد بأنه لن يسعى لولاية ثانية.
– “معا” –
وتبدو كامالا هاريس التي صنعت التاريخ عندما أصبحت أول امرأة وأول شخص أسود وآسيوي يشغل منصب نائب للرئيس، وريثة مؤكدة.
لكن صورتها تضررت مؤخرا بتقارير صحافية تحدثت عن خلل في عمل فريقها وشعورها بالإحباط من المهام الصعبة الموكلة إليه.
وردت الخميس على قناة “ايه بي سي” أنها وفريقها “ندفع الأمور قدما ونفعل ذلك معا”. وردا على سؤال عن نوايا جو بايدن قالت إنها لم تتطرق إليها معه “على الإطلاق”.
ومن الشائع نسبيا تكليف نواب الرئيس بمهام صعبة. لكن هاريس التي تراجعت شعبيتها إلى 35,6 بالمئة فقط من الآراء الإيجابية، ورثت منصبا مهامه معقدة بين الرد على هجمات الجمهوريين بشأن حق التصويت وإدارة أزمة الهجرة على الحدود مع المكسيك.
وقد واجهت انتقادات من المعارضة التي تتهم إدارتها بأنها لم تكن قادرة على وقف تدفق المهاجرين من أميركا اللاتينية، كما واجهت صعوبة في تبرير عدم توجهها حتى مطلع حزيران/يونيو إلى الحدود التي تفقدتها في نهاية المطاف في 25 حزيران/يونيو.
وقالت لصحافيين خلال رحلة إلى غواتيمالا “لم أزر أوروبا أيضا … لا أفهم ماذا تحاول أن تقول … لست جاهلة بأهمية الحدود”.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية الخميس عن استقالة مديرة الاتصالات في فريقها آشلي إيتيان التي تم تبرير رحيلها رسميا بسعيها وراء “فرص أخرى”، حسب مسؤولين في البيت الأبيض. لكنها عززت التساؤلات حول معنويات طاقمها.
– “آمال وشائعات” –
المرشح المتوقع الآخر وزير العمل بيت باتيدجادج أول مثلي علنا في حكومة أميركية، يفترض أن تتوضح صورته خلال إدارته تنفيذ استثمارات ضخمة في البنى التحتية تبلغ 1,2 تريليون دولار.
لكنه يواجه الأزمة الشائكة لسلاسل التوريد. ويشير منتقدوه إلى أنه على الرغم من حملة رائعة في الانتخابات التمهيدية، واجه نقصا واضحا في دعم الأقليات.
ومع أن بيت بتيدجادج يمتلك أوراقا، تبقى كامالا هاريس المرشحة الأوفر حظ لخلافة جو بايدن حسب عدد من الخبراء استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم.
وقال تومي غودوين الذي ينتمي إلى واحدة من مجموعات الضغط في واشنطن والمطلع على كواليس السلطة “بمعزل عن هذين الشخصين، يجب أن نراقب حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم” الذي أحبط بسهولة محاولة لعزله.
وأضاف “يتوقع الكثيرون أن يترشح نيوسوم إذا سنحت له فرصة القيام بحملة”.
كما يمكن لبيتو أورورك المرشح للانتخابات التمهيدية لعام 2020 والذي كاد ينتزع مقعد السناتور من تيد كروز في 2018 وأعلن ترشحه لمنصب حاكم ولاية تكساس، أن يخوض التجربة مرة أخرى.
ومن أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الذين تنافسوا على المنصب الأعلى في 2020 كوري بوكر وإيمي كلوبوشار وإليزابيث وارين الذين بدأو يستعدون على ما يبدو.
لكن بيتر لوج الأستاذ في جامعة جورج واشنطن يحذر من التكهنات، مذكرا بأن التساؤلات نفسها طرحت فيما يتعلق بدونالد ترامب في 2019.
وقال لفرانس برس “هناك دائما تكهنات مبنية على آمال وشائعات”، مشيرا إلى أن “معظمها لا يعتمد على شيء سوى الآمال والشائعات”.