fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

بحر اللاذقية لا يليق به التوتّر …

ميديا – الناس نيوز ::

العربي الجديد – بشير البكر – خمّنت أنّ الفرصة حانت للتعرّف إلى منطقة الساحل السوري. ورغم ضيق الوقت في زيارتي الأولى في شباط، فكّرت أن أخطف نفسي ليومين للقاء بعض الأصدقاء في اللاذقيّة، التي لم أزرها سوى مرّة واحدة عام 1977. لا أعرف مدن الساحل، طرطوس وجبلة وبانياس، ولا جباله وسهوله وطبيعته الساحرة. حين أرجع بذاكرتي للوراء لا أجد صورة واحدة عن كلّ تلك المنطقة، ليس هناك سوى شتات زيارة عابرة، بدعوة من صديقٍ كردي، هو الشاعر حامد بدر خان. ذهبنا إلى منزله في حيٍّ يقع في منطقة مرتفعة تطلّ على البحر. أعدّت لنا زوجته السمك والبطاطا المقليّة، وأمضينا بعد ذلك سهرة جميلة في قرية اسمها دمسرخو، وفي اليوم التالي ذهبنا إلى مطعمٍ اسمه “العصافيري”. 

لا علاقة لي ببحر اللاذقيّة، لم أغطس في مياهه، ولا أعرف هل هو مالحٌ كفاية أم لا. لم أرَ رمل الساحل وأمواجه حتّى في الصور، ولا أتذكّر أنّ أحداً حدّثني عن عطلة بحريّة هناك. البحر بالنسبة إليّ في بيروت، أول مرّة رأيته كانت من برمّانا، حينما نظرت من عَلٍ، وشاهدت ذلك الأزرق الشاسع. قلت بيني وبين نفسي هذا هو المستحيل، الذي ليس لديّ أيّ فكرة عنه في سوريا، سوى الأثر الذي تركته روايات حنّا مينه. لم يكتب سواه عن بحر اللاذقيّة، رغم العدد الكبير من الأدباء من الساحل؛ قد يكون السبب أنّهم قادمون من الأرياف. واللافت أنّ البحر غير حاضرٍ في مرويّات السوريّين، كبقيّة الشعوب المتوسّطيّة الأخرى. 

بقي إحساسي تجاه تلك الجغرافيا غريباً، يتراوح بين الحياد والنفور. لم أشعر بجاذبيّة حسيّة متينة، كتلك التي ربطتني بمناطق سوريّة أخرى. كنت أعزو ذلك إلى عنف النظام الذي ربط نفسه بالساحل السوري. والغريب أنّ صداقاتي الكثيرة مع أبناء تلك المناطق، لم تنجح في ردم تلك الهوّة، رغم أنّها على درجة عالية من المودّة التي لم تتبدّل، من الطرفين، على الدوام، إذ ظلّت المسافة قريبة مع أبناء الساحل، تشدّنا الفطرة الصافية. وتحضرني ملاحظة مهمّة هي أنّ أغلب أحاديث بحر اللاذقيّة التي سمعتها كانت من فلسطينيّين، عاشوا في مخيّم اللاذقيّة.

ظلّ بحر اللاذقيّة حلماً، أحسست بأنّه صار أبعد بعد أحداث آذار 2025، في قرى ومدن الساحل السوري. وفي زيارتي الثانية في أيّار، تواصلت مع ابنة المدينة الشاعرة ندى منزلجي، ومع الشاعر منذر المصري، لكنّ حماستي تراجعت، حين لاحظت أنّ الخطاب الرثّ على وسائل التواصل يستشري، ليحجب الأفق الجديد. أضعت فرصة اللقاء مع منذر أحد حرّاس ذاكرة المدينة وصانعيها. بقيت الزيارة معلّقة، يحيط بها قدرٌ من المخاوف بسبب التطوّرات السلبيّة. وأحد أسباب تردّدي في الذهاب إلى هناك، هو أنّني لا أريد أن أرى الساحل بالهيئة التي هو عليها الآن.

 لا يليق التوتّر بالبحر، يذهب الناس إلى هناك ليتنفّسوا ويحلموا، بما وراء البحر من عوالم ملوّنة، لا كي يناموا ويصحوا على أصوات الرصاص، ومواكب المسلّحين تجوب المدن والقرى. أريد للصور الباقية في ذهني عن الساحل أن تبقى كما هي، تلك التي سحرتْني في شعر محمّد عمران، وهو يمتدح قريته الملاجة في ريف طرطوس، وفي تداعيات صديقي نوّاف يونس عن طرطوس وأهلها وزوجته أم محمّد التي حدّثتني عن والدها موزّع أفلام السينما، وصاحب سينما الهواء الطلق.

ذاكرتي الساحليّة السوريّة متخيَّلة، ليست قائمة على تفاصيل مرجعها المكان، بل تعود للمرآة التي رأيت فيها أهل ذلك المكان. وباستثناء آل الأسد وقطيع الضباع الذي سار في ركبهم، فإنّ الصور السلبيّة عن أبناء تلك المناطق، لا تخرج عن سياق التنميط السهل، الذي يبتدعه بعض أبناء مناطق أخرى عن أنفسهم، وعن غيرهم. ويجري ذلك، عادة، بسطحيّة شديدة، من دون فهمٍ للآخر، واحترام ما يمثّله من قيمة مضافة للبلد، ولثقافة الجوار، أو اكتراثٍ بمدى الضرر الذي يلحق به، من جرّاء الأوصاف الشنيعة التي يُرمى بها. 

يجري اغتيال الناس بوصمهم، قبل إطلاق النار عليهم. سقط الأبد الأسدي، يريد السوريّون أن يصلوا إلى البحر الذي حرمهم منه، ليغطسوا في الماء المالح، ويسترخوا تحت شمس البلاد التي أشرقت على حلمٍ واحد للجميع. تكفي زيارة البحر وحدها للإغراء.

أحسست ببرد سوريا وشمسها ومطرها؛ كنت أودّ أن أمشي على شواطئها، أغوص في مياه سواحلها، أتموّج مثل حلم، أن أرجع طفلاً يعوم في زرقة هذه البلاد. خشيت أن تطول غيبتي، ألّا أتمكّن من القيام بزيارة ثالثة، ذلك أنّ إيقاع التداعيات السلبيّة سريعٌ جدّاً، وما بين الزيارتين الأولى والثانية، ارتفع منسوب القلق عندي، على عكس ما كنت أظنّ.

بدا لي أنّ البلد يبتعد عن لحظة الفرح العفويّة بسقوط النظام، وتظهر الصعوبات والمشاكل المتراكمة من نصف قرنٍ من حكم العائلة، بقي البلد خلالها موصداً حتّى تعفّن الهواء.

المنشورات ذات الصلة