كانبيرا – نيويورك – الناس نيوز ::
قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ: “بعد مرور عامين على الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، تنعي أستراليا الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا وتقف بثبات في دعمنا لسيادة أوكرانيا، ونحن لا نزال ثابتين في دعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها ومحاسبة المسؤولين عن الغزو الروسي”.
وأضافت الوزيرة في بيان اطلعت عليه جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الالكترونية “بهذه المساهمة يصل الدعم الأسترالي الإجمالي لأوكرانيا إلى حوالي 960 مليون دولار، بما في ذلك 780 مليون دولار للدعم العسكري، وتدعو أستراليا مرة أخرى روسيا وداعميها إلى إنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها على الفور، واليوم وكل يوم، تقف أستراليا إلى جانب أوكرانيا وشعبها”.
من جهته وأمام اجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الحرب في أوكرانيا “تظل جرحا مفتوحا في قلب أوروبا” وإن الغزو الروسي الشامل- الذي يدخل عامه الثالث- يشكل سابقة خطيرة وينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي اللذين يمثلان “دليلنا لخلق عالم خال من ويلات الحرب”.
وأكد غوتيريش أن الكثير من المجتمعات انقسمت بسبب الحدود التي رسمت عبر التاريخ، حيث يعيش العديد من الناس على جانب حدود ما، ولديهم روابط عرقية أو ثقافية قوية مع المجتمعات على الجانب الآخر. إلا أنه تساءل: “هل نستطيع أن نتعامل مع تفسيرات مختلفة للتاريخ ــ المنتشرة على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم ــ من خلال الحرب”؟
وفي حين أنه من الصعب على الناس الاتفاق على الماضي، شدد الأمين العام على أنه من الأهم “مساعدتهم في الاتفاق على المستقبل”، مؤكدا أن القانون الدولي والمبادئ المنصوص عليها في مـيثاق الأمم المتحدة – بما في ذلك احترام السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول – أساسي لتحقيق ذلك.
وقال الأمين العام إن شعب أوكرانيا “يعاني بشكل مروع من الحرب التي ألحقتها به روسيا”، مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف مدني “من بين أعمال وحشية أخرى واسعة النطاق ومثيرة للقلق”. ومن ناحية أخرى، قال إن الحرب تلحق الضرر أيضا بشعب روسيا، وتؤدي إلى تعميق الانقسامات الجيوسياسية، وتؤجج عدم الاستقرار الإقليمي.
وأضاف: “منذ الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، شهدنا عامين من القتال، وعامين من المعاناة، وعامين من تأجيج التوترات العالمية وتوتر العلاقات العالمية. كفى. لقد كان الاستهزاء بالميثاق هو المشكلة. تكريمه هو الحل. وهذا يعني احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دوليا”.
وأكد الأمين العام أن الوقت قد حان لإعادة الالتزام بالميثاق وتجديد الاحترام للقانون الدولي، مضيفا أن هذا هو الطريق إلى السلام والأمن – في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم.
صيغة للسلام
بدأ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. وخلال العامين الماضيين قُتل وأُصيب الآلاف وأجبر الملايين على النزوح، فيما لحقت الأضرار بالمدارس والمستشفيات والبنية الأساسية الأخرى.
وقبل جلسة مجلس الأمن، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة اجتماعا تحدث فيه وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا حيث وصل إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات المخصصة للذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي واسع النطاق لبلده.
وذكَّر كوليبا أعضاء الجمعية العامة بـ “صيغة السلام”، المكونة من عشر نقاط التي طرحتها بلاده، قائلا إن أوكرانيا تبذل قصارى جهدها لحشد الدعم الدولي لهذه الخطة. وأضاف أنه خلال العام ارتفع عدد الدول والمنظمات الدولية التي انضمت إلى صيغة السلام من 15 إلى 82.
وأكد الوزير الأوكراني أن “هذا ليس مشروعا للغرب. إنها مبادرة عالمية حقيقية تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة”، مضيفا أن أوكرانيا، بالتعاون مع الشركاء، تواصل الإعداد لقمة السلام العالمية المقرر عقدها في سويسرا.
حرب لا داعي لها
حث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس الدول على الوقوف مع شعب أوكرانيا “في سعيه لتحقيق العدالة والسلام”، وذلك في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة الذي عقد عشية مرور عامين على الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا.
وأضاف فرانسيس “بينما نتفكر في عامين من الألم والمصاعب، دعونا نخرج من هذا المكان برسالة تضامن مدوية ودعم لا يتزعزع لشعب أوكرانيا الصامد”. وأكد فرانسيس أمام ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، أنهم “لا يمكنهم أن يغفلوا الدمار والخراب المستمر، أو أن يتجاهلوا محنة شعب أوكرانيا”.
ونبه رئيس الجمعية العامة إلى أن تأثير هذه “الحرب التي لا داعي لها” يمتد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا لأن البيئة هي أيضا “الضحية الصامتة للصراع”، في حين أن الخطر الحقيقي لوقوع حادث نووي لا يزال قائما.
وأضاف أن “تلك الحرب أثرت على كل دولة عضو مجتمعة في هذه القاعة، سواء في صورة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أو في سياق انعدام أمن الطاقة”. وأشار إلى أن تلك الحرب عطلت “التوازن الدقيق في العلاقات الدولية”، في وقت تشتد أهمية الوحدة والتضامن والتعاون لحل المشاكل متعددة الأطراف.
وقال فرانسيس إنه في حين أن مجلس الأمن الدولي أصيب بالشلل بسبب الانقسام حول الصراع، فقد أدانت الجمعية العامة العدوان الروسي وطالبت بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لقوات روسيا من الأراضي الأوكرانية.
ودعا رئيس الجمعية العامة إلى مضاعفة الجهود “لإنهاء الحروب والبدء بمستقبل مليء بالأمل والوعد والرخاء لشعبي أوكرانيا وروسيا على حد سواء، بل وفي أماكن أخرى، دون استثناء”.