موسكو – طه عبد الواحد- الناس نيوز
طرح برلمانيون روس مشروع قانون للحد من العنف المنزلي، وذلك على خلفية تزايد هذه الظاهرة في روسيا خلال فترة الحجر الصحي لمواجهة انتشار كورونا.
وتشير بيانات رسمية إلى أن الاتصالات على “هاتف الثقة” التي يشكو المتصلون فيها من تعرضهم للعنف المنزلي، ارتفعت حتى 2537 اتصالا خلال شهر آذار مارس ، مقابل 2050 اتصالا في شباط فبراير ، ما يعني ارتفاع حالات العنف المنزلي خلال شهر بمعدل 24 بالمائة. وفي رسالة مرفقة بمشروع القانون أشار البرلمانيون إلى أن معطيات مركز الأزمات تؤكد ارتفاع شكاوى العنف المنزلي في موسكو بنسبة 15 بالمائة، وبنسبة 19 بالمائة في إقليم كراسنويارسك شمال روسيا، وفي مقاطعة فولوغودسك، شمال غرب روسيا، زادت الشكاوى خلال شهر آذار ثلاث مرات عن عددها في شباط. فضلا عن ذلك ارتفعت بنسبة 40 بالمائة حالات فقدان نساء – أمهات مع أطفال سكنهن، لأنهن لم تعدن قادرات على دفع الأجر الشهري عن السكن، بعد أن توقفن عن العمل بسبب تدابير مواجهة كورونا.
للحد من هذه الظاهرة ومساعدة من يعانون منها، يقترح البرلمانيون في مشروع القانون توفير مسكن، بما في ذلك غرف في الفنادق إن تطلب الأمر، لاستقبال ضحايا هذا العنف، وإلزام البوليس بالتحرك والاستجابة الفورية لأي شكوى عنف منزلي، مع الحرص على دعم موقف ضحية هذا العنف، لا من يمارسه، والعمل على الحيلولة دون وقوع حالات عنف منزلي، ووضع خطة لتقديم الدعم الطبي والقانوني لأصحاب الشكاوى، وإشهار تلك التدابير عبر التلفزيون الرسمي وعلى موقع “خدمات الدولة” على الانترنت، وإعفاء ضحايا العنف المنزلي من المساءلة القانونية عن انتهاك الحجر الصحي.
البرلمانية أوكسانا بوشكينا، التي شاركت في إعداد مشروع قانون مواجهة العنف المنزلي، قالت إن البرلمانيين في مجلس الدوما يدعون إلى اعتماد عاجل للتدابير المقترحة، وعبرت قناعتها بأن الوضع ما كان لتيطور على هذا النحو، وكان أفضل الآن، لو تم اعتماد مشروع قانون “العنف المنزلي” قبل الانتقال إلى الحجر الصحي، الذي يلزم المواطنين بالمكوث في منازلهم والتوقف عن العمل، وحذرت من أن عدم مواجهة هذه الظاهرة بحزم الآن “يعني أننا سنحتاج عشرات السنين لمعالجة تداعيات كورونا الاجتماعية”.
ومع إعلان الحجر الصحي ارتفع العنف المنزلي في عدد من دول العالم. وأكد البرلمان الأوروبي في بيان أخيراً أن حالات هذا العنف في دول الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة الثلث بعد أسبوع على إعلان الحجر الصحي. كما تحدث أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن تزايد العنف المنزلي، وقال إن معدلاته ارتفعت مرتين في بعض الدول خلال الحجر الصحي.