برلين – الناس نيوز ::
أرسلت وزارة الشؤون الداخلية في هامبورغ أمراً إلى محمد هادي مفتح، رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ، تبلغه فيه بوجوب مغادرة ألمانيا خلال أسبوعين.
وبحسب هذا القرار، فإن إمام المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي يمثل المرشد الإيراني، يجب أن يغادر ألمانيا قبل الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول) المقبل.
ولن يُسمح بعد الآن لمفتح بالعودة والبقاء في ألمانيا، وفي حالة مخالفة هذا الأمر سيحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
وفي 24 يوليو (تموز)، أغلقت وزارة الداخلية الألمانية جميع المراكز الإسلامية التابعة للنظام الإيراني (52 مركزا) وصادرت ممتلكاتها، بما في ذلك مئات الآلاف من اليورو نقدا.
وقد اتُهم هذا المركز بـ”الترويج لأيديولوجية النظام الإيراني، ودعم حزب الله اللبناني، والعمل ضد الدستور الألماني”.
وتظهر الوثائق التي حصلت عليها وزارة الداخلية الألمانية من المركز الإسلامي في هامبورغ، أن مفتح يتلقى تعليماته مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي.
ويُظهر أمر الإغلاق، المكون من 220 صفحة الصادر عن وزارة الداخلية الفيدرالية الألمانية للمركز الإسلامي في هامبورغ، مدى قرب علاقات هذه المؤسسة مع مكتب خامنئي، وكيف امتدت هذه العلاقات أيضًا إلى حزب الله اللبناني.
وبحسب الوثائق التي حصلت عليها مجلة “شبيغل”، يبدو أن مفتح رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ، كان على اتصال دائم مع مهدي مصطفوي، نائب مدير الاتصالات والشؤون الدولية في مكتب خامنئي، من خلال “واتساب”.
وتبادل هذان الشخصان أكثر من 650 رسالة منذ أواخر عام 2021 إلى أواخر عام 2023.
وبحسب هذا التقرير، أعطى مصطفوي في هذه الدردشات تعليمات مفصلة لمفتح في عام 2023، والتي تضمنت رسائل خامنئي للمتحدثين بالألمانية الذين كانوا يذهبون إلى المركز الإسلامي في هامبورغ (ربما الألمان الذين حولتهم إيران إلى الشيعة).
وكان محور أنشطة هذا المركز في عام 2024 من بين محتويات أخرى لهذه الرسائل.
ويخضع المركز الإسلامي في هامبورغ، المعروف أيضًا باسم “المسجد الأزرق” و”مسجد الإمام علي”، لفترة طويلة لمراقبة وكالة المخابرات الداخلية الألمانية.
وفي يوليو (تموز) 2021، حصلت إدارة الأمن الداخلي في هامبورغ على وثائق جديدة أظهرت أن مركز هامبورغ الإسلامي لا يتبع النظام الإيراني فقط، خلافا لادعائه، بل أصبح “أحد أهم مؤسسات النظام الإيراني في أوروبا”.
وكان هذا المركز قد أعلن في الخريف الماضي أن “أي شكل من أشكال العنف والتطرف مُدان”، وأنه دائمًا “يدعم السلام والتسامح والحوار بين الأديان”.
وفي الأشهر الماضية، أرادت جميع الأحزاب السياسية الألمانية إغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ، بسبب علاقته مع نظام الجمهورية الإسلامية وجماعات مثل حزب الله اللبناني.
وكان مساعد هذا المركز قد طرد من ألمانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 بتهمة التواصل مع أعضاء في حزب الله اللبناني، الذي يعتبر “جماعة إرهابية” في ألمانيا.
وسبق أن أعلنت وكالة استخبارات هامبورغ في تقرير لها عام 2019 أن نحو 30 مسجدا ومركزا ثقافيا في ألمانيا تابعا لجماعة حزب الله اللبناني.