تونس – الناس نيوز ::
تزينت مرتفعات تونس الشمالية بكساء ناصع البياض بعدما ظلت رقاقات الثلج تتساقط عليها زهاء ليلتين، ترفرف في السماء ببطء لتستقر وتجد ملاذها فوق أسطح المنازل وعلى الجبال وأغصان الأشجار.
الثلوج كست جبال مدينة عين دراهم التابعة لولاية جندوبة شمال غرب تونس، وجل المناطق المجاورة لها، ليس ببعيد عن أكبر سدود البلاد التي كادت تجف وتتشقق أرضيتها من فرط الحرارة، إذ لم يتجاوز مستوى المياه فيها 27 بالمئة.
وقبل أيام كانت الحرارة في أشد ارتفاع لها بدرجات قريبة من تلك التي تتزامن وفصل الصيف لتعرف انخفاضا تدريجيا منذ منتصف الأسبوع الماضي، مصحوبا بتساقطات ثلجية في المرتفعات.
حبات الثلج غطت الطرقات والجبال وشلت الحركة بالمدينة، ما أجبر الجرافات على العمل لإزاحة الثلوج المتراكمة وفسح المجال أمام المارة وفك عزلة بعض السكان وتمكينهم من الوصول إلى مناطق أخرى.
تساقط الثلوج تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع لتصبح المدينة قبلة للزوار، ممن يريدون التجول بين تراكمات الثلوج وأخذ صور تذكارية قبالة المرتفعات التي غطتها حلل ثلجية نقية البياض.
وعلى الرغم من أن تساقط الثلوج قد يمثل فسحة وسياحة للبعض، فإنه يكشف جانبا من معاناة تلك المناطق الداخلية التي يشكو عدد من أهاليها فقدان أبسط وسائل التدفئة والأغطية لمجابهة هذه التغيرات المناخية المفاجئة.
ووفق تقديرات أولية فإن سمك الثلوج بمدينة عين دراهم تراوح بين 20 و25 سنتمترا.
وبحسب المعهد الوطني للرصد الجوي (حكومي)، فإن الطقس سيتواصل باردا في أغلب مناطق البلاد حتى الأحد، حيث تراوح الحرارة القصوى بين 10 و14 درجة، ولا تتجاوز 5 درجات في المرتفعات.
وينتظر نزول أمطار شمالي تونس مع تساقط كثيف للثلوج بداية من ظهر السبت بالمناطق التي يفوق ارتفاعها 700 متر من جندوبة والكاف (شمال غرب) وسليانة والقصرين (وسط غرب).
رغم قساوتها على البعض فإن قلوب الناس هنا في عين دراهم تتوهج فرحا واستبشارا بقدوم الثلوج، ويعتبرونها بداية لموسم شتوي مثمر ينبئ بمحاصيل زراعية وافرة.
وفي حديث للأناضول، أعربت الخالة منجية، عن فرحتها جراء الثلوج، قائلة: “نفرح كثيرا بتساقط الثلج فهو بشرى خير بالنسبة إلينا انتظرناها كثيرا بعد أن طالت أشهر الجفاف”.
وتابعت: “نكون أيضا سعداء بكل من يزورنا في موسم الثلوج من سياح وزوار فهم مرحب بهم متى جاؤوا وستكون بيوتنا مفتوحة أمامهم”.
