برلين – الناس نيوز ::
بعد الهجوم القاتل بسكين على شرطي في مدينة مانهايم، تعتزم ولاية هامبورغ الألمانية الدعوة خلال مؤتمر وزراء الداخلية الألمان إلى ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جرائم خطيرة إلى سوريا وأفغانستان.
بحسب مقترح قرار نشرته وزارة الداخلية في ولاية هامبورغ الواقعة شمالي ألمانيا الاثنين (3 يونيو/حزيران)، قالت فيه إن ” مؤتمر وزراء الداخلية يؤكد توقعه بضرورة إنهاء الإقامة للمواطنين الأفغان والسوريين الذين يشكلون خطرا على الأمن العام بسبب ارتكابهم جرائم خطيرة أو بسبب اتباعهم لأهداف معادية للدستور”.
وقالت الوزارة إنه ينبغي للمؤتمر أن يناشد وزارة الداخلية الاتحادية إعادة تقييم الوضع الأمني في أفغانستان وفي منطقة العاصمة السورية دمشق، كما طالبت الوزارة بالاستفادة من خطوط الطيران القائمة لعمليات الترحيل.
ووفقا لمقترح هامبورغ، ينبغي السعي إلى إبرام اتفاق مع باكستان يتم بموجبه نقل أفغان إلى حدود وطنهم عبر الطريق البري. وقال وزير داخلية ولاية هامبورغ، أندي جروته:” من يرتكب هنا جرائم خطيرة، يجب عليه مغادرة البلاد، حتى لو كان من أصل أفغاني. هنا، تفوق مصلحة أمن ألمانيا مصلحة حماية الجاني”.
وأضاف السياسي المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: “علينا أن نجد وسيلة لاستئناف الترحيلات إلى أفغانستان. بالنسبة للمجرمين، وكذا أيضا بالنسبة للخطرين ولأصحاب العداوات الإسلاماوية للدستور”. وكان الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه ورئاسة الشرطة في مدينة مانهايم والمكتب المحلي لمكافحة الجريمة أعلنوا مساء الأحد (2 يونيو/حزيران) وفاة الشرطي الذي كان تعرض لهجوم بسكين في ساحة ماركتبلاتس (ساحة السوق) في قلب مدينة مانهايم، متأثرا بإصابته.
صدمة وحزن لوفاة شرطي ألماني تعرض للطعن على يد شاب أفغاني
وأفادت السلطات الألمانية بأن المهاجم طعن الشرطي (29 عاما)عدة مرات في منطقة الرأس “وخضع بعد ذلك مباشرة لعملية جراحية عاجلة ثم تم إدخاله في غيبوبة اصطناعية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات متأخرة من بعد ظهر الثاني من حزيران/يونيو متأثرا بإصاباته الخطيرة”.
وأضافت السلطات نشعر بالحزن لفقد ضابط شرطة فقد حياته من أجل أمننا ولا يزال دافع الجاني البالغ من العمر 25 عاما غير واضح حتى الآن. ولا يزال الجاني الذي ولد في أفغانستان لكنه جاء إلى ألمانيا في عام 2014عندما كان مراهقا، غير قادر على الإدلاء بأقواله حيث إنه أصيب أيضا في الدقائق التي تلت هجومه على الشرطي.
يذكر أنه خلال الهجوم الذي وقع قبل ظهر يوم الجمعة 31مايو /أيار الماضي في ساحة ماركتبلاتس في وسط المدينة أثناء فعالية حركة “باكس أوروبا” المناهضة للإسلام، أصاب الجاني ستة رجال بينهم ضابط الشرطة. ومن بين المصابين أيضا عضو مجلس إدارة “باكس أوروبا” ميشائيل شتورتسنبرجر.
كم يبلغ عدد الأشخاص المطالبين بمغادرة ألمانيا؟
وصل عدد الأشخاص المطالبين بمغادرة ألمانيا حتى نهاية النصف الأول من هذا العام إلى نحو 279.098 شخصاً وفقا للحكومة الفيدرالية، من بينهم نحو 224.768 لديه تصريح دولدونغ “منع ترحيل” يسمح لهم بالبقاء في ألمانيا، ما يعني أنه تم تعليق الترحيل بشكلٍ مؤقتٍ لأربع من أصل خمس حالات. تعود أسباب تعليق الترحيل إلى طبيعة الوضع الأمني في البلد الأصلي وبعض الحالات التي يكون فيها لدى الأطفال تصريح إقامة، فضلاً عن حالات يكون فيها المطالبين بالترحيل بدأوا بتدريب مهني، إضافة إلى حالات مرضية وفقدان وثائق السفر المطلوبة وغيرها.
كم عدد عمليات الترحيل التي تمت مؤخراً؟
في النصف الأول من هذا العام تم ترحيل نحو 7861 شخصاً وفقاً للحكومة الفيدرالية، وهو رقم يزيد بنسبة 27 بالمئة عما كانت عليه عمليات الترحيل في الفترة نفسها من العام الماضي. وفي عام 2022، وصل عدد عمليات الترحيل إلى نحو 12945 عملية ترحيل، أي بزيادة ثمانية بالمائة عن العام الذي سبقه.
وكان سبب فشل نحو 1500 من عمليات الترحيل هو “إلغاء الطلب” وهو ما يحدث غالباً عندما تقوم رحلات الطيران بإلغاء رحلتها قبل وقت قصير من موعد الترحيل المحدد، بينما فشلت 7000 عملية ترحيل بسبب “عدم الاستلام” وهي حالات تتعلق باختفاء الأشخاص المطالبين بمغادرة ألمانيا وصعوبة العثور عليهم.
أسباب أخرى لفشل عمليات الترحيل ترتبط بما يعرف بـ”الإصرار الفعال” ويعني رفض الترحيل من قبل الأشخاص أثناء مرافقتهم، وبلغ عدد هذه الحالات نحو (32 حالة)، أو الإصرار “غير الفعال” من قبل المطالبين بالترحيل وبلغ عدد الحالات (224 حالة). في هذه الحالة ترفض شركات الطيران اصطحاب هؤلاء الأشخاص (206 حالة)، أو أنها ترفض لأسباب طبية (90 حالة).
ومن المقرر توسيع إمكانيات البحث عن الأشخاص المطالبين بالمغادرة. وهذا بالطبع ينطبق على عمليات البحث عن الوثائق المتعلقة بهوية الأشخاص المطالبين بالمغادرة من أجل معرفة موطنهم الأصلي.
أما بالنسبة لعمليات تفتيش غرف الأشخاص المطالبين بالمغادرة في مراكز الإيواء، فلم تعد تقتصر على تفتيش غرفهم فحسب، بل أصبح من الممكن تفتيش غرف أخرى، كما أصبح من الممكن الآن اصطحاب المطالبين بالمغادرة ليلاً، إن تطلب الأمر ذلك لأسباب تنظيمية. ولا يمكن للسطات الألمانية التأثير على هذا القرار، أي مثلاً عندما يكون موعد إقلاع رحلة الترحيل التي نظمتها دولة أخرى باكراً.