أنقرة – القاهرة وكالات – الناس نيوز ::
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، اليوم الأربعاء ، خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة ومحادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبتهما في فتح “صفحة جديدة” في العلاقات بين البلدين، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد ، وزيارة هي الأولى لرئيس مصري إلى تركيا بعد 12 عاماً .
وأعرب السيسي في منشور على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك” عن سعادته بزيارته الأولى إلى تركيا.
وقال : “تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك”.
وتابع: “لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين”.
وتدهورت العلاقات الثنائية منذ عام 2013، بعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، المنتمي لجماعة لإخوان المسلمين، من حكم مصر، وحظر الجماعة لاحقا.
وتحسنت العلاقات بين الرئيسين منذ حوالي سنتين، مع تقارب مصالحهما في العديد من الملفات الإقليمية، لا سيما الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ووقع السيسي وإردوغان في القاهرة عدة اتفاقات، ودعا الرئيسان إلى تكثيف المبادلات التجارية الثنائية وإلى تعاون دبلوماسي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
القضايا الإقليمية
وعن فحوى محادثاته في أنقرة بشأن القضايا الإقليمية، قال الرئيس المصري: “ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا”.
وأضاف: “من هذا المنطلق، ناقشت مع الرئيس أردوغان سبل التنسيق والعمل معا للمساهمة في التصدي للأزمات الإقليمية، وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون في غزة فـي كارثة غير مسبوقـة قاربت علـى العـام”.
وتابع: “يهمني في هذا الصدد إبراز وحدة موقفي مصر وتركيا حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض التصعيد الإسرائيلي الحالي في الضفة الغربية، والدعوة للبدء في مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
وأشار في هذا السياق إلى التعاون المتواصل بين مصر وتركيا منذ بداية الأزمة لـ”إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الرغم من المعوقات المستمرة التي تفرضها إسرائيل”.
وبشأن الوضع في ليبيا، قال الرئيس المصري: “تبادلنا وجهات النظر واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا”.
وأضاف: “تم التأكيد على أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار”.
وحول الوضع في سوريا، قال السيسي: “أكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة (…) التي أثرت (سلبا) على الشعب السوري الشقيق بشكل غير مسبوق”.
وأعرب الرئيس المصري عن “ترحيبه بمساعي التقارب بين تركيا وسوريا؛ حيث نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفقا لقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها والقضاء على الإرهاب”.
وبخصوص الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، قال الرئيس المصري: “تم (خلال المباحثات مع أردوغان) استعراض الأزمة في السودان، والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي”.
ولفت إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الأوضاع في القرن الإفريقي وخاصة بالصومال؛ حيث “اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه”.
التهدئة بمنطقة شرق المتوسط
وأعرب السيسي عن تطلعه إلى “استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة؛ ليتسنى لنا جميعا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها.. لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع”.
وفي ختام حديثه، أعرب الرئيس المصري كذلك عن “تطلعه لاستقبال الرئيس أردوغان مجددا في مصر لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها”.
وفي وقت سابق الأربعاء، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، نظيره المصري، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقعت تركيا ومصر 17 اتفاقية، الأربعاء، بحضور رئيسي البلدين رجب طيب أردوغان، وعبد الفتاح السيسي.
وترأس أردوغان والسيسي الاجتماع رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، تلاه مراسم توقيع الاتفاقيات.
أردوغان يرحب بالسيسي .
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمرا حيويا.
كلمة أردوغان، جاءت في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بعد ترأسهما توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في العاصمة أنقرة.
وفي بداية كلمته، أعرب الرئيس أردوغان، عن سعادته باستضافة نظيره المصري في تركيا، ولفت إلى الاستقبال الحار الذي لقيه من السيسي في زيارته إلى القاهرة في فبراير/ شباط الماضي.
وقال أردوغان، إن زيارته الأخيرة إلى مصر تشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية المصرية، حيث حافظ البلدان منذ ذلك الوقت على أعلى مستوى من الحوار والتعاون.
وأضاف: “لقد كنا دائما في مشاورات وثيقة بشأن القضايا المتعلقة بمنطقتنا. ومع زيارة أخي العزيز، نرفع تعاوننا الذي يتعزز في كل المجالات إلى مكان أرقى”.
أردوغان، لفت إلى التاريخ المشترك وعلاقات الصداقة الوثيقة مع مصر وامتدادها إلى قرون طويلة، حيث يحتفل البلدان العام المقبل بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال إنه قرر مع نظيره المصري في لقائهما السابق بالقاهرة، إعادة هيكلة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأوضح أردوغان، أن تركيا أكدت إرادتها في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات؛ بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة.
كما أكد عزم تركيا على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنويا خلال الأعوام الـ5 المقبلة، ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل.
وأضاف: “عقدنا الاجتماع الأول لهذه الآلية اليوم. وبإعلاننا المشترك، أكدنا إرادتنا لتعزيز تعاوننا في جميع المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة”.