fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

بــائعــة الكبــريــت.. نسخــة 2021

ريما باليالناس نيوز :

يصل شهر كانون الأول/ ديسمبر أخيراً، يسحبنا من بدايته إلى عالم آخر فنستسلم طوعاً للنشوة اللذيذة التي تتسلل إلى أعماقنا فتثيرها وتفتنها.

 ....

الأجواء ساحرة.. دفء الميلاد في الهواء رغم الجو البارد. الشجرات العملاقة نصبت في الساحات، وأضيئت الشوارع بألوان وأشكال خلابة، وزينت المحال والمطاعم والمراكز التجارية. موسيقى رائعة وأغانٍ نعشق الذوبان في ألحانها تصدح في كل مكان، فيروز، فرانك سيناترا، ميشيل بوبليه، وجورج مايكل يردد ويكرر: Last Christmas I gave you my heart.

دفء ورقي وبهجة، وقليل من الشجن، شجن لذيذ ومترف، نفسح له مجالاً وسط مهرجاننا الميلادي الملون عبر أفلام مؤثرة، قصص، أو حكايات عالمية وتراثية قد تخطر في بالنا أو نتعثر بها في طريقنا.

إحدى أشهر وأجمل تلك الحكايات، وأكثرها شجناً، حكاية بائعة الكبريت الشهيرة. وهي قصة دانماركية للأطفال، للمؤلف هانس كريستيان أندرسن، ونشرت عام 1845.

ومن لا يعرف بائعة الكبريت الصغيرة؟ هي طفلة فقيرة يرسلها والدها لبيع الكبريت، ويشترط عليها بيع الكمية كلها قبل العودة إلى البيت، أو تحصل على ضرب مبرّح وتنام من دون كسرة الخبز التي كان يسميها عشاءً.

ليلة عيد الميلاد لم تبع المسكينة ولا عود ثقاب واحد، فالبرد قارس، والثلج يندف، وقد اعتاد الناس أن يسهروا في بيوتهم هذه الليلة، فلم تجد أحداً في الشارع لتعرض عليه بضاعتها.

مشت تجرجر أقدامها المتجمدة تحت النوافذ، التي كانت تلمح خلفها أشجاراً مزينة ومنارة، وتسمع من خلالها ضحكات أطفال مبتهجين بهداياهم، وتشم روائح أطباق شهية مصطفة على موائد عامرة.

خافت أن تعود إلى والدها وعصاه، وفضلت أن تبقى هائمة في الشوارع الخالية حتى نال منها الجوع والبرد، فجلست على عتبة مبنى أنيق، لتريح قدميها اللذَين لم يعودا قادرين على المشي في الحذاء الكبير العتيق الذي يعود لأمها الميتة، والذي لبسته بعد أن تمزق حذاؤها ولم يعد صالحاً للاستعمال.

من النوافذ رأت أطفالاً يستدفئون بنيران مدفأة كبيرة، ففكرت أنها لو أشعلت عود ثقاب، لحصلت على نار صغيرة، قد تحمل لها دفئاً يسيراً. أشعلت عوداً، فأبهر اللهب عينيها المتعبتين، ورأت فيه شجرة تلمع بأنوار ملونة أبهجت قلبها الحزين، فبقيت تتابعها حتى احترق العود كله وانطفأ اللهب. لم تفكر، بل أشعلت عوداً آخر، فإذا بلهبه يعرض لها مائدة عامرة بأطباق ساخنة شهية، احتارت ماذا تختار منها، لكن العود القصير لم يمهلها، فمات لهبه تاركاً في أصبعيها رماداً أسود، أشعلت الثالث، ثم الرابع، ثم العاشر، كل عود كان يهديها صورة محببة، هدايا ودفء وألوان، كانت لا تلبث أن تختفي بعد برهة قصيرة قبل أن تستمتع بها. بقي عود أخير، ترددت قبل أن تشعله وتذكرت والدها، فعزمت ألا تعود إلى البيت، وعندما أطلت جدتها الميتة التي تحبها حباً جماً من خلال الشعلة الصغيرة الأخيرة، فرحت فرحاً شديداً: “لا تذهبي يا جدتي أرجوك لا تتركيني” صاحت، فأجابت جدتها بعد أن ضمتها إلى حضنها، سآخذك معي يا صغيرتي، إلى حيث لا برد ولا جوع ولا وجع. وطلع صباح اليوم التالي على الطفلة جثة متجمدة ومبتسمة تعانق خيال جدتها. تعثر بها سكان العمارة وهم في طريقهم إلى الكنيسة، فتأسفوا لحالها، ومضوا في سبيلهم لإتمام طقوس العيد.

عندما كنت طفلة وأبكي بحرقة عند نهاية هذه القصة، كانت أمي تشفق على دموعي وتقول لي: حسناً أنها مجرد حكاية. لكنني عندما أستعيدها اليوم، أعرف أنها لم تكن للأسف مجرد حكاية!

الآن تقفز إلى ذاكرتي مثلاً، صورة كانت قد نشرت منذ فترة لطفلة سورية في أحد المخيمات في لبنان تبكي من البرد أمام خيمتها أثناء العاصفة التي ضربت المخيم والمنطقة في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، ويحضر في ذهني الخبر الذي قرأته مؤخراً عن الشاب السوري ذي التسعة عشر عاماً الذي قضى برداً منذ أيام على الحدود البيلاروسية البولندية، ثم يكر الشريط، ويعرض على شاشة مخيلتي ما لا يحصى من الصور والوجوه.

آخر الإحصائيات تؤكد أن عدد النازحين السوريين داخل سوريا، يبلغ 7 ملايين، وأن عدد اللاجئين السوريين خارج سوريا يبلغ حوالي 7.200.000 موزعين على 45 دولة، وأن 10% منهم كلهم (في الداخل والخارج) مازالوا يقيمون في مخيمات، (أي حوالي مليون ونصف المليون إنسان)، وبمعرفة أن ثلثهم من الأطفال، نجد بحسبة بسيطة أنه يوجد نصف مليون بائع كبريت سوري صغير في عام 2021، لا يقل بؤساً عن بائعة الكبريت الدانماركية التي عانت من عنف والدها وقضت من البرد في عام 1845.

Young Syrian girl stands by a water puddle caused by torrential seasonal rain flooding the

أطلقت الأمم المتحدة حملة “16 يوماً” العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة أو ضد الأجناس الأضعف بشكل عام، تضمنت الحملة التي انتهت منذ أيام، فعاليات كثيرة حول العالم تطالب بحماية الفتيات والنساء والأنواع الاجتماعية المستضعفة من عنف الأنواع الأقوى. يدفعني هذا لأن أتمنى أن تأخذ هذه الحملة على عاتقها أيضاً إجراءات فعالة لحماية بائعي الكبريت الصغار، اللاجئين والمشردين من مختلف الجنسيات والقابعين في خيم منتشرة في كل أنحاء العالم. إجراءات لا تكتفي بالمرور بجانب معاناتهم والتأسف لها، قبل متابعة الطريق نحو فعاليات أخرى.

وبالعودة إلى الأجواء الميلادية، دعوني أتمنى لكم موسماً سعيداً، كما اسمحوا لي أن أعدّل أغنية فيروز المحببة، لتذكّرنا أنه على عتبة احتفالات فرحنا، ثمة بائعة كبريت صغيرة تحتضر.

“تلج تلج عم بتشتي الدنيا تلج والغيمات تعبانين وعالتلّة خيمات منصوبين.

ومغارة سهرانة فيها طفل صغير

بعيونو الحليانة، برد ووجع وخوف كتيركتير” .

المنشورات ذات الصلة