نيو دلهي – الناس نيوز ::
أنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة في نيودلهي جولة ماراثونية شملت الشرق الأوسط ودولاً آسيوية وطغت عليها الحرب في قطاع غزة، ووجه خلالها رسائل داعمة إنما حازمة أيضا لإسرائيل.
وأكد بلينكن في مؤتمر صحافي قبل مغادرته العاصمة الهندية الجمعة “الحاجة إلى بذل المزيد” لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مرحبا في الوقت نفسه بموافقة إسرائيل على لزوم “هدن” يومية في حربها مع حركة حماس في القطاع للسماح بخروج السكان من شماله.
وقال بلينكن “أعتقد أنه تم إحراز بعض التقدم، لكن من الواضح جدا أن هناك حاجة لبذل المزيد على صعيد حماية المدنيين وإيصال المساعدة الإنسانية إليهم”.
وأشار إلى أن واشنطن تعمل على “خطط ملموسة من أجل ذلك”.
واعتبر أن موافقة إسرائيل على هدن يومية لمدة أربع ساعات وعلى إقامة ممرين إنسانيين للسماح للمدنيين بالخروج من مناطق المعارك، “خطوات ستسمح بإنقاذ أرواح وبإيصال المزيد من المساعدة إلى الفلسطينيين الذين يحتاجون إليها”.
وأضاف في رسالة واضحة إلى إسرائيل “قتل العديد من الفلسطينيين وعانى العديد في الأسابيع الماضية، ونريد القيام بكل ما هو ممكن لحمايتهم من الضرر ولإيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات إليهم”.
وتشن إسرائيل حملة قصف مدمرة على قطاع غزة وباشرت قواتها منذ 27 تشرين الأول/نوفمبر عملية برية في شماله، ردا على الهجوم غير المسبوق للحركة داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وفي قطاع غزة، قتل 10812 شخصا بينهم 4412 طفلا جراء القصف الاسرائيلي، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الخميس.
وقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون سقطوا بغالبيتهم في اليوم الأول من هجوم حماس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. كما احتجز عناصر حماس حوالى 240 شخصا رهائن بينهم إسرائيليون وأجانب.
من جهة أخرى، أكد بلينكن الجمعة دعم الولايات المتحدة لحل مستقبلي على أساس دولتين إسرائيلية وفلسطينية، معتبرا أن هذه الوسيلة الوحيدة لتحقيق “سلام دائم وعادل”
وبدأ بلينكن جولته الماراثونية في إسرائيل يوم الجمعة الماضي بمحادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ثم زار الضفة الغربية المحتلة والأردن وقبرص والعراق وتركيا واليابان (للمشاركة في مجموعة السبع) وكوريا الجنوبية.
ودانت الهند حركة حماس فوراً بعد الهجمات التي شنتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأعلنت “تضامنها مع إسرائيل”، وأرسلت مساعدات إلى مصر للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
وتشكل الحرب حالياً تحدياً كبيراً لخطط إنشاء طريق تجاري يربط بين أوروبا والشرق الأوسط والهند، كُشف عنها في قمة مجموعة العشرين في نيو دلهي في أيلول/سبتمبر الماضي.
– شراكة استراتيجية –
وسلّطت الولايات المتحدة والهند الضوء الجمعة على شراكتهما الاستراتيجية في مواجهة تنامي قوة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بينما تستمر الحرب بين إسرائيل وحماس، وفي أوكرانيا.
وشارك وزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع لويد أوستن في نيودلهي مع نظيريهما الهنديين سوبرامانيام جايشانكار وراجناث سينغ في محادثات “2+2” السنوية.
وقال أوستن “في مواجهة التحديات الملحة في كل أنحاء العالم، أصبح مهماً أكثر من أي وقت مضى أن تتبادل أكبر ديموقراطيتين في العالم وجهات نظرهما وتسعيان إلى إيجاد أهداف مشتركة لصالح شعبَينا”، مشيداً بتعزيز التعاون في كل المجالات.
وشدّد بلينكن على التزام الولايات المتحدة المتجدد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأهمية “الترويج لمنطقة حرة ومزدهرة وصامدة وآمنة”.
وتستخدم واشنطن هذا التعبير لانتقاد الصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.
ولفت بلينكن إلى أهمية تبادل صور الأقمار الاصطناعية البحرية بين دول المنطقة لتعزيز قدرتها على مكافحة الصيد غير الشرعي أو الاتجار بالمخدرات، على سبيل المثال.
من جانبه، رحب جايشانكار بـ “فصل جديد” في العلاقات بين الهند والولايات المتحدة، في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في حزيران/يونيو الماضي إلى واشنطن.
والهند عضو في تحالف “كواد” الرباعي الاستراتيجي مع الولايات المتحدة واستراليا واليابان، وتقف في مواجهة طموحات الصين المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
إلى ذلك تأمل واشنطن أن يساعد توثيق العلاقات الدفاعية بين البلدين في إبعاد الهند عن روسيا المورد الرئيسي للأسلحة إلى نيودلهي.
وأكد كبير الدبلوماسيين الأميركيين لمنطقة جنوب ووسط آسيا دونالد لو قبل الاجتماع الجمعة أن “نيتنا هي التشجيع على تعاون أكبر لإنتاج معدات دفاعية بمستوى عالمي لتلبية احتياجات الهند الدفاعية والمساهمة في تعزيز الأمن العالمي”.
وقال لو “سنكون مهتمين بمعرفة كيفية تطور المناقشات بين الهند والصين حول قضايا الحدود”.
وما زالت النزاعات الحدودية القديمة في جبال الهملايا مصدر توتر بين الهند والصين. وفي حزيران/يونيو 2020، وقع اشتباك دامِ بين جنود هنود وصينيين في لاداخ (شمال الهند)، أدى إلى تدهور حاد في العلاقات.
وأعطت الإدارة الأميركية الأولوية للعلاقات مع الهند، التي ينظر إليها على أنها شريك يتقاسم المخاوف نفسها بشأن الصين، لكن الخلاف الأخير بين نيودلهي وأوتاوا حليفة الولايات المتحدة، يشكل مصدر إحراج للأميركيين.
وأكد بلينكن مناقشة واشنطن ودلهي الخلاف بين الهند وكندا.
وتدهورت العلاقات بين الهند وكندا في أيلول/سبتمبر بعد اتهام رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أجهزة الاستخبارات الهندية بقتل مواطن كندي من أصل هندي.
وقال بلينكن “كوننا أصدقاء للطرفين نعتقد أنه من المهم جداً أن تنسّق الهند مع كندا لحل خلافهما ولكن هذا يفترض أن تحرز تحقيقات كندا تقدماً وأن تتعاون الهند مع كندا”.