د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الافتراضي الذي عقد أمس لوزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، وفرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، والمملكة المتحدة دومينيك راب، أعرب عن عزمهم المشترك على تهدئة التوترات في منطقة الخليج، وشددوا بشكل خاص على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في اليمن، مع التأكيد على التزامهم الراسخ بأمن شركائهم الإقليميين.
وفيما يتعلق باليمن، اتفق الوزراء على العمل معا بشكل وثيق لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث لإنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية.
وأعربوا عن قلقهم من هجوم الحوثيين الأخير على مأرب، وهجماتهم ضد البنية التحتية المدنية في السعودية.
ودعوا الحوثيين وكافة الأطراف اليمنية للانخراط في العملية السياسية بشكل بناء.
مجلس الأمن الدولي في ذات الوقت كان يعقد جلسة مفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط ( اليمن) ، استمع فيها إلى إحاطة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث عبر الاتصال المرئي، شدد فيها على أن هجوم الحوثيين على مدينة مأرب (شمال البلاد) “يجب أن يتوقف”، وحذر من كارثة إنسانية.
وقال غريفيث إن الهجوم “يعرض ملايين المدنيين للخطر، خاصة مع وصول القتال إلى مخيمات النازحين.
تحدث غريفيث عن المجاعة في اليمن وخطرها الذي ما يزال يهدد اليمنيين، وعن رواتب الموظفين المتوقفة منذ سنوات في مناطق سيطرة الحوثيين، وعن أزمة الوقود وآثارها الكارثية على المجتمع.
ورحب غريفيث بقرارات الإدارة الأمريكية بشأن اليمن
ولفت إلى أن “السعي لتحقيق مكاسب ميدانية بالقوة يهدد آفاق عملية السلام”، وقال إن تحقيق تطلعات اليمنيين يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية أممية وبدعم دولي.
وأضاف أن “الدعم الدولي لحل النزاع في اليمن ضروري ومهم، وعلى الأطراف المعنية تحديد أهدافها من المفاوضات”.
وقال غريفيث إن الوضع العسكري باليمن هو الأكثر توترا منذ توليت منصبي، مع حدوث انتهاكات مروعة للقانون الإنساني الدولي.
وطالب المسؤول الأممي الأطراف اليمنية بوقف إطلاق النار بشكل شامل وبدء تدابير إنسانية، وشدد على أن حل النزاع يتطلب إرادة سياسية في ظل توفر الدعم الأممي.
المبعوث الأممي أعاد الحديث عن النجاحات التي حققها العام الماضي في إطلاق سراح أكثر من ألف سجين ومعتقل . وكشف عن مفاوضات تجرى منذ ثلاثة أسابيع في العاصمة الأردنية عمان لإطلاق المزيد من المعتقلين، إلا أنها لم تصل إلى نتائج تذكر.
وختم غريفيث كلمته أمام مجلس الأمن بالتذكير بأن مهمته كوسيط هي الإقناع والتيسير وتشجيع الحوار. أما مسؤولية إنهاء الحرب تعود لأطراف الصراع بدرجة رئيسية وخياراتها بشأن السلام.
في جلسة مجلس الأمن الدولي تحدث مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ، عن المجاعة في اليمن، مستشهدا ببيانات جديدة صدرت الأسبوع الماضي، تشير أن معدلات سوء التغذية بلغت مستويات قياسية. إذ يواجه 400 ألف طفل دون سن الخامسة خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد .
وذكر لوكوك في كلمته خمس نقاط لإنقاذ اليمنيين من مجاعة محققة لخصها، بحماية المدنيين، و إيصال المساعدات الإنسانية، وتمويل عملية الإغاثة ، ودعم الاقتصاد اليمني، وتعزيز السعي للوصول إلى حل سلمي. خاصة وأن الظروف مواتية الآن لذلك.
صحيح أن هناك جهودا دولية وأممية لإحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن، لكن هناك تحذيرات من أن تلك الإشارات والرسائل من المجتمع الدولي ستعمل على تخفيف الضغط وتشجيع الحوثيين على التصعيد، ومحاولتهم لفرض أمر واقع يساعدهم على تقوية موقفهم التفاوضي في المباحثات السياسية المرتقبة، في انعكاس سلبي لتلك الرسائل.