دمشق – الناس نيوز ::
نعت وسائل إعلام موالية العقيد المهندس أمجد أحمد علي إثر الاستهداف الإسرائيلي للعاصمة دمشق الليلة الماضية، وورجحت المصادر أن يكون العقيد أحد المهندسين المرتبطين بالميليشيات الإيرانية التي تعمل على تطوير مشاريع صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة في سوريا.
وينحدر القتيل من ريف محافظة طرطوس دون إضافة تفاصيل عن موقعه العسكري أو الجهة التي يتبع لها.
ورجحت مصادر بأن تكون الضربات الإسرائيلية مستندة لتسريبات من دوائر صنع القرار في نظام الأسد وذلك لدقة التوقيت والأماكن المختلفة التي تم استهدافها بالتزامن.
وشنّ الجيش الإسرائيلي بعد منتصف ليل السبت الأحد، هجوماً جوياً استهدف أحياء سكنية في مدينة دمشق، أسفر عن مقتل 15 شخصاً، بينهم مدنيون ضمنهم سيدتان، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة ضربة مماثلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر عسكري من العاصمة دمشق لـ “القدس العربي” إن السبب وراء الهجوم الإسرائيلي “ورود معلومات عن تحميل أنظمة دفاع جوي إلكترونية ضمن المساعدات التي اتجهت إلى دمشق”، كما وصلت معلومات تفيد “بوجود اجتماع لإيرانيين مسؤولين عن إقامة البنية التحتية للدفاع الجوي الإيراني في سوريا خلف مبنى المدرسة الإيرانية، في الطابق السفلي من البناء المستهدف”.
وعن الأهداف قال المصدر، كانت هناك أربعة أهداف: الأول هو مقر اجتماع الوحدة 840 لفيلق القدس قرب مبنى شعبة المخابرات في كفرسوسة، الهدف الثاني هو مستودع في فندق جمال بلازا في منطقة السيدة زينب، الهدف الثالث هو رادار في تل المسيح في السويداء، والهدف الرابع هو كتيبة دفاع جوي في الكسوة اللواء 75.
وتابع: آلية القصف صواريخ أرض ـ أرض “لورا”، مشيرا إلى أن الخسائر “حتى الآن أغلبها لسوريين قادة ومكلفين بالاجتماع مع إيران”، مؤكداً مقتل قيادات إيرانية، لكن لم يعلن عنها إلى الآن.
وكشف المصدر عن طبيعة المبنى الذي استهدفه القصف الإسرائيلي منتصف ليلة الأحد في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق، حيث قال “إن البناء المستهدف تعود ملكيته لرجل الأعمال فاضل بلوي، مالك شركة الفاضل للحوالات المالية المرتبطة بميليشيا حزب الله اللبنانية، حيث استهدفت الضربة بشكل رئيسي كراج السيارات والغرف تحت الأرضية للبناء.
، وسببت دماراً كبيراً في الكراج والطوابق الأربعة الأولى”. ويقع المبنى المستهدف خلف المدرسة الإيرانية في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.
وقالت مصادر “صوت العاصمة” إن عائلة البلوي المرتبطة بحزب الله والميليشيات الإيرانية تملك عدة مبان سكنية في الحي المذكور، مرجحة أن يكون البناء الذي تم استهدافه يستخدم كمستودع ومركز دعم لوجستي للميليشيات.
ووفقاً لموقع “صوت العاصمة” فإن 10 أشخاص على الأقل جرى انتشال جثثهم من المبنى المستهدف من قبل فرق الإسعاف، في حين قالت التصريحات الرسمية إن القصف تسبب بمقتل 5 أشخاص وجرح 15 آخرين.
وسمعت أصوات خمسة انفجارات عنيفة عند الساعة 12:30 منتصف ليلة الأحد في عدة مناطق من ريف دمشق، منها الموقع المستهدف في كفرسوسة ومقر عسكري تابع للواء 75 وجبل المانع في ريف دمشق.
وذكرت “شبكة السويداء 24” أنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت موقع رادار “تل المسيح” بالقرب من مدينة شهبا في ريف السويداء تزامناً مع القصف الجوي الذي استهدف العاصمة دمشق وريفها.
وأفادت مصادر محلية أنّ الدفاعات الجوية في جبل قاسيون ومطار المزة العسكري حاولت التصدي للغارات بعشرات الصواريخ، سقط بعضها في مناطق متفرقة في دمشق وريفها.
وألحق الهجوم وفق وكالة “د ب أ” الألمانية، الذي يعد ضربة نادرة تستهدف منطقة سكنية في قلب العاصمة السورية، أضرارًا بعدة مبانٍ في المنطقة الكثيفة السكان بالقرب من ساحة الأمويين. وامتنع متحدث عسكري إسرائيلي عن التعليق.
وقال مصدران مخابراتيان غربيان لوكالات الأنباء إن الهدف كان مركزاً لوجستياً في المبنى الذي يديره الحرس الثوري الإيراني. وقالت حليفتا سوريا المقربتان، روسيا وإيران، اللتان ساعد دعمهما العسكري الرئيس بشار الأسد على تغيير مسار الحرب لصالحه، إنهما تستنكران الهجمات بشدة، وحذرتا من أنها تمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية غير مقبولة على الإطلاق.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الأحد عن زاخاروفا القول: “ننطلق من حقيقة أن استمرار مثل هذه الممارسة الشريرة أمر غير مقبول على الإطلاق، لا سيما في ظل الظروف التي تعمل فيها دول كثيرة في العالم، بما في ذلك روسيا، بنشاط على مساعدة سوريا للتغلب على عواقب الزلزال المدمر”.