لندن – الناس نيوز
قال أكاديمي فلسطيني-كويتي إن الولايات المتحدة تأثرت بصورة كبيرة من جراء انتشار فيروس كورونا، وإن قوتها كقائدة للعالم المعولم منذ نهاية الحرب الباردة، وقائدة العالم الحر في زمن الحرب الباردة، تعاني من اهتزاز لم تشهد له مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق ناظم الغبرا في مقال له في جريدة القدس العربي أن ما أسهم في هذا الاهتزاز حالة البيت الأبيض بسبب قيادة الرئيس ترامب وحالة الحكومة الأمريكية حيث “فقدت الكثير من الخبرات والطاقات لصالح نمط من الأفراد أكبر همهم إرضاء الرئيس. القوة الكبرى الأمريكية فقدت الكثير من قوتها الناعمة والأخلاقية على مدى العقود الثلاثة الماضية. ومع فيروس كورونا وسياسات البيت الأبيض أصبح الرئيس ترامب أسوأ رؤساء الولايات المتحدة في التاريخ.”
وكانت الولايات المتحدة شهدت الأربعاء أسوأ يوم لها منذ اندلاع جائحة كورونا بوفاة نحو 5000 شخص ما رفع عدد الضحايا إلى 31 ألف شخص.
وسجلت الولايات المتحدة 637,716 ألف إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد حتى الآن.
وقال البروفيسور الغبرا إن الولايات المتحدة تكتشف، في أوج الأزمة بأن القوة العسكرية لها حدود، وأن القوة العسكرية ليست مفتاح التفوق على الصين، فهذا الصراع هو صراع أنظمة وإدارة واقتصاد وحسن استغلال الفرص.
وذكّر أن الولايات المتحدة التي تعرضت لكارثة الحادي عشر من أيلول -سبتمبر 2001 والتي ورطت نفسها في حربي أفغانستان والعراق دخلت في ازمة اقتصادية صعبة في 2008، وما ان استقرت قليلا تحت ادارة اوباما، إلا وجاءها ترامب بكل أساليب التهريج التي اشتهر بها. لهذا تواجه الولايات المتحدة فيروس كورونا وهي في أضعف حالاتها، وهذا فتح الطريق لكارثة اقتصادية كبرى سوف نشهد فصولا منها هذا العام وفي العام 2021.
من جهة أخرى، يرى الغبرا، أن الصين لم تتورط بحروب استنزاف منذ نهاية حروب كوريا وفييتنام واللاوس وكمبوديا بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين. تركت الصين الحروب للولايات المتحدة. لقد نجحت الصين بإنشاء محرك كبير مثل غوغل ولديها شيء شبيه بخرائط غوغل، ولديها هواتفها الذكية المتفوقة، ولديها علي بابا الذي ينافس غوغل، وبنفس الوقت لدى الصين أسرع نمو اقتصادي، وهي تقترب من الولايات المتحدة التي لا زالت تحوز على ربع قيمة الاقتصاد العالمي، لكن وفق مقاييس عديدة لقد خسرت الولايات المتحدة كونها أكبر اقتصاد في العالم.
ولدى الصين 375 ألف طالب وطالبة في الولايات المتحدة، إذ يتضح من السياق أن الصين حرصت على التعلم من التجربة الأمريكية الثقافية والعلمية والبحثية. وقد استفادت الصين من العولمة والهيمنة الأمريكية لتضع لنفسها مكانا مرموقا ومؤثرا. بل حتى في الثانويات والمدارس الداخلية الأمريكية توجد أعداد كبيرة من الطلبة الصينين. وبنفس الوقت توجد كميات كبيرة من الأموال الصينية المستثمرة في الولايات المتحدة خاصة في بعض أكبر الجامعات الأمريكية والمختبرات ومراكز البحث. وقد تم القبض منذ اسابيع قليلة على مجموعة من الأساتذة في جامعة هارفارد الأمريكية بسبب اتهامهم باستخدام المختبرات لمصلحة أبحاث علمية متقدمة لصالح الصين.
وما يبدو على السطح الآن أن الشركات الصينية قادرة على تحمل تبعات الأزمة والإغلاق وذلك لطبيعة علاقتها بالدولة والحزب الشيوعي الصيني، وهذا بعكس الولايات المتحدة التي لن تستطيع تحمل صدمات السوق خاصة في ظل التناقضات بين البيت الأبيض والولايات الخمسين. لهذا فان اعادة انتخاب الرئيس ترامب لفترة ثانية ستدمر الولايات المتحدة.
وأعرب الغبرا عن خشيته من إن عودة المصانع الأمريكية التي تم فتحها في الصين لن تكون ممكنة. فعلى الأغلب لن تسمح الصين بعودة هذه المصانع. بل قد تلجأ الصين لتأميم المصانع الأمريكية والغربية التي انتشرت فوق أراضيها. وقد يكون هذا الوضع جزءا من الحرب الباردة القادمة. هذا سينهي عصر العولمة الذي تبنته أمريكا عندما صب بمصلحتها.
من جانب آخر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إن الولايات المتحدة “تجاوزت ذروة” تفشي فيروس كورونا، متوقعا رفع قيود الإغلاق في بعض الولايات الشهر الحالي.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أنه سيُعلن عن إرشادات جديدة بشأن تخفيف القيود يوم الخميس، بعد أن يتحدث مع حكّام الولايات.
وقال مخاطبا الشعب الأمريكي “نريد أن نسترجع بلدنا”.