سيدني – الناس نيوز ::
تجربة لعب الغولف في أستراليا، قد تكون أمرًا مختلفًا بكل معنى الكلمة.
وفي بلد يتمتع بحياة برية غنية، توفّر المساحات مترامية الأطراف موائل مثالية لمجموعة من الأنواع البرية، والمائية، والطيور أيضًا.
وهناك عدد قليل من البلدان التي تفتخر بوجود مجموعة كبيرة من الحيوانات مثل أستراليا، وهو واقع يفرض تحديات على ملاعب الغولف، التي تعتبرها الكثير من الكائنات موطنًا لها.
حيوانات الكنغر تتجول بكل حرية
ولحسن الحظ، لا تُشكّل واحدة من أكثر أنواع الحيوانات شهرةً في البلاد مشكلة كبيرة على الإطلاق، حتّى بالنسبة لملعبٍ يحتضن المئات منها.
ويتحرك أكثر من 300 حيوان كنغر رمادي شرقي بحرية في “نادي أنجلسي للغولف” (Anglesea Golf Club)، الواقع على الساحل الجنوبي المذهل في ولاية فيكتوريا، بأستراليا.
وافتُتح الملعب في عام 1953.
وكانت هذه الحيوانات الواثبة تُعتبر من السكان الأصليين بالمنطقة. ووافق المزارع (الذي امتلك الأرض) على بيع المنطقة المخصصة للملعب بشرط السماح لهذه الحيوانات بمواصلة العيش هناك.
وبعد مرور سبعين عامًا، لا تزال تعتبر الملعب بمثابة بيتها الثاني.
ويرحب النادي بتلك الحقيقة، إذ أنه يُدير جولة شهيرة بالحافلة لمنح الزوار نظرة أعمق على حياة هذه الحيوانات المحبوبة للغاية.
وقالت العضوة في مجلس إدارة النادي، مارج لاسي، لـCNN: “الأشخاص الذين يأتون من إنجلترا يقولون إنّ وجوهها تشبه الغزلان بعيونها الرائعة، وأنوفها الصغيرة الجميلة”.
وأضافت: “لأنّها تجلس، وتحك أنفسها، وتستخدم آذانها بشكلٍ معبر للغاية، يرتبط الأشخاص معها بسهولة وبسرعة.. إنّها مثل البشر إلى حدٍ ما”.
العقبات المائية
وتُعد الولايات الشمالية الأكثر دفئًا بالبلاد في الإقليم الشمالي وولاية كوينزلاند، بمثابة موائل مثالية لتماسيح المياه المالحة، المعروفة محليًا باسم “سولتيز”.
ويمكن أن يصل طولها إلى 6 أمتار، ويُعتقد بوجود أكثر من 100 ألف من هذه التماسيح في الإقليم الشمالي، وفقًا لما ذكرته تقديرات الحكومة الإقليمية.
وتؤدي درجات الحرارة الأكثر انخفاضًا في كوينزلاند إلى جعلها أقل جذبًا للتماسيح مقارنةً بالإقليم الشمالي، ولكن وجود هذه الكائنات في الممرات المائية بالولاية يظل حقيقة يومية وخطرة في الكثير من الأحيان.
وفي مايو/أيار، تم العثور على بقايا بشرية داخل تمساح في كوينزلاند، وبعد أسابيع من ذلك، نجا أحد السباحين من هجوم تمساح عن طريق فصل فكيه لتحرير رأسه.
ويُضيف ذلك معنى جديدًا لمصطلح “عقبات مائية” بملاعب الغولف المختلفة في أنحاء كوينزلاند، بما في ذلك نادي “هاف مون باي” للغولف بالقرب من كيرنز، والذي يقع على الساحل الاستوائي الشمالي الشرقي للولاية.
ويزدخر الملعب بالحياة البرية، ومجموعة متنوعة من الطيور، بدءًا من الشرشوريات القرمزية بين أعشاب البحيرات، إلى طيور مالك الحزين التي تتجول بين أشجار المانغروف.
كما تتواجد الثعابين، بما في ذلك البايثون، وأفاعي التابيان السامة، وسحالي الأعشاب الطويلة، فضلًا عن السلاحف ومجموعة من الأسماك بالمسطحات المائية في الملعب، ولكن من بين جميع الكائنات الموجودة في المنطقة، تُعد التماسيح أكبر عامل جاذب للحشود.
وقال المدير العام لنادي “هاف مون باي”، تيم ماكريل، لـCNN: “يتساءل الجميع عن التماسيح، بعضهم بسبب الخوف، والبعض الآخر بسبب الإثارة”.
ويمكن إبلاغ الحراس المحليين عن رؤية التماسيح عبر تطبيق على الإنترنت، أو الهاتف المحمول.
وفي حال تم تحديد التمساح كـ”مسبّب للمشاكل”، اعتمادًا على موقعه، وحجمه، وسلوكه، فستتم إزالته بهدف نقله إلى حديقة حيوانات، أو مزرعة مرخّصة.