fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

عندما كان صغيراً كان يعاني من عمش في العينين، ولذلك كان يفتحهما ويغلقهما دائماً لكي لا يلتصق الجفنان، ولهذا السبب أطلق عليه أحد ما لقب دعميص، الذي سرعان ما حلّ مكان اسمه. ورغم مرور السنين وانتهاء حالة العمش، فقد ظل دعميص الاسم الذي يتداوله الناس عندما يتطرقون بالحديث إليه، وحتى هو أصبح منذ سنوات يُعرّف عن نفسه بهذا اللقب. ومن مواصفات دعميص أنه حين يريد أن يقول شيئاً فإنك تقرأ على وجهه ذلك، فعندما دخل إلى الغرفة اليوم قرأت على وجهه ذلك فعاجلته:

– اسمعك.

فرد قبل أن تلامس مؤخرته مقعد الكرسي:

– قصة حدثت معي بالأمس، سجّلها عندك للتاريخ، وانشرها بعد أن أموت، ستدخلك التاريخ معي.

– خير.. طمئنّا؟

كان لا بد أن أقول له ذلك ليتابع.

– منذ يومين أو ثلاثة تقريباً بعد منتصف الليل، وقرب مدفأة الحطب، والريح تزأر في الخارج، تزأر وليس تصفر… هل تفهم ما أقصد؟

– نعم فهمت ما تقصد.. ريح قوية.

– نظلمها إذا قلنا إنها قوية فقط.. ريح عاصفة بكل معنى الكلمة.

– المهم.

– المهم يا سيدي، تحت تأثير هذا الجو المتمرّد تمردتُ أيضاً.

– يا ساتر يا رب.. وماذا فعلت؟

– كتبت قصيدة ضد السلطة، إن لم أحكم بالإعدام بسببها؛ فإنني سأحكم بالمؤبد حتماً.

– أرسلتها للنشر في جريدة ما؟

– هاهاها، وهل أنا أحمق؟ لو نشرتها لما رأيتني قبالتك هنا الآن.

– وممَ خوفك طالما أنك لم تنشرها، فالسلطة لن تعرف أنك لم تنشرها؟

– انتظر حتى أكمل لك القصة.

– تفضل.

– بسبب غبائي الشديد الذي أعترف به دون أي حرج، لم أقم بإحراق القصيدة في المدفأة فوراً، لا بل كنت أحملها في جيبي وأسير بها في الشارع وكأنني لم أفعل شيئاً، وعند المنعطف الذي قرب بيت أبي فارس.. هل تعرفه؟

– نعم نعم أعرفه.

– في منتصف الطريق تقريباً، ألهمني الله ونظرت إلى الخلف، وإذا بسيارة رانج حمراء وبيضاء تسير خلفي.. قلت في نفسي خانك قدرك يا دعميص.. لم يعد بإمكاني أن أفعل شيئاً، بالقرب مني كان هناك معمل بلاط.. هل تعرفه؟

– أعرفه.

– فكرت أن أدخل إليه ريثما يتجاوزونني، ولكنني خشيت أن يظنوني لصاً إن دخلت، فالمعمل مغلق، ولا يوجد أي مبرر لدخولي، لذلك تابعت طريقي وكأن شيئاً لم يكن.. هل كنت ستفعل مثلي لو أنك تعرضت لمثل هذا الموقف؟

– طبعاً طبعاً.

– لذلك أسرعت الخطى قليلاً، بحيث لا ألفت نظرهم، وانسلّيت إلى دكان أبي داوود بسرعة.. هل تعرف أبا داوود؟

– أعرفه أعرفه.

– طبعاً، ومن لا يعرف أبا داوود.. يعرف أبو داوود أنني عاشق السبرايت، ولذلك فتح علبة ومدها لي فور دخولي. فأخذتها بينما بقيت عيناي تراقبان الخارج لكي أطمئن إلى عبور سيارة الرانج.. لكن، ولأن الله يحبني، وقفت سيارة الرانج أمام دكان أبي داوود، وترجّل عنصران منها، وهنا لم يعد لدي شكّ بأن الشباب الطيبين يتعقبونني شخصياً، وأن ذلك لم يكن صدفة، ماذا تفعل لو كنت مكاني؟

– لا أدري.

– أما أنا فأدري، قمت بسحب القصيدة من جيبي ووضعتها في فمي، وبدأت ألوكها، أحدهم نظر إلي، فخشيت أن يدرك ما الذي أفعله، ويطلب مني أن أخرجها، فبلعت الورقة، ولأنني لا أعاني أبداً من الذكاء؛ فإنني لم أكتب القصيدة على ورق أصفر يملأ غرفتي، لا، لم يعجبني إلا الورق القيصري الأبيض المصقول، فعلقت الورقة في البلعوم، وخشيت أن أتقيأ، وأخذت أغب السبرايت بعدها، ففتح لي أبو داوود علبة ثانية وناولني إياها، فتابعت الغبّ.. أما العنصران فقد قاما بشراء علبة دخان حمراء طويلة وانصرفا.. تبين أن لا علاقة لي بالموضوع، ولكن المشكلة أن معدتي لم تتقبل الورق الذي لم يُطحن بعد، فأخذت أتقيأ، فناولني أبو داوود إناء بلاستيكياً أبيضاً لكي لا ألوث الأرض، وبدأ السبرايت الذي شربته كله يتدفق إلى الإناء، وأنت تعرف أنني لا أكتب الشعر إلا بالريشة والدواة، كتابة الشعر بقلم حبر ناشف إساءة للشعر، ولذلك فقد كان السبرايت الذي يخرج من معدتي أسود اللون، أبو داوود جحظت عيناه وقال:

– أففف أخطبوط!

– وبعد ذلك؟

قلت محاولاً تسريع الحديث، فتابع:

– بعد ذلك دلقت السبرايت الأسود عند حافة الرصيف، وأعدت الإناء لأبي داوود.

– والقصيدة؟

– القصيدة أكملت طريقها باتجاه الإيكزت.. ولا أدري إن كانت قد خرجت أم أنها لا تزال في الأمعاء تتعرض للهضم.

– وماذا تقول هذه القصيدة المفعمة بروح التمرد؟

– بشرط، أن لا تخرج كلمة من فمك.

– بالتأكيد.

– هي قصيدة قصيرة من مقطعين، فأنا أحب التكثيف كما تعلم.. ماذا أقول في أول مقطع؟

– ماذا تقول؟

– سقطت ورقة التوت.. فقط لا غير..

– سقطت ورقة التوت؟

استهجنت فرد موضحاً:

– أنت قد ترى أن المعنى في قلب الشاعر، ولكن المخابرات أذكياء، المخابرات يا سيدي أذكى مما تعتقد بعشرات المرات.

– لن يقوم أحد بإعدامك لأنك قلت إن ورقة التوت سقطت، أين المشكلة؟

– أنا لست خائفاً من هاتين الكلمتين، والمخابرات لن تحاسبني عليهما، المخابرات يا سيدي ستحاسبني على ما بين السطور، التي لا ترى أنت ما بينها.

– أي سطور؟

– ورقة التوت، أنا لا أريد أن أريهم أن ورقة التوت قد سقطت، أنا أستخدم رمزية ورقة التوت، ما الذي يحدث عندما تسقط ورقة التوت؟

– الرمز واضح تنكشف العورة.

– عورة من؟

– عورة من؟

– عورة السلطة، والمخابرات تفهم ذلك جيداً، فأنا لا أقصد عورة أبي فارس أو عورة أبي داوود، وإنما عورة السلطة.

لم أستطع أن أخفي تهكمي، وقلت له:

– والله نفدت بجلدك.

– المقطع الثاني أخطر من المقطع الأول بمليون مرة.

قال دعميص دون أن يلحظ نبرة التهكم في تعليقي، فسألته:

– هل تلجأ للمباشرة في المقطع الثاني؟

– لا بالعكس، ذروة الترميز، أقول: ماتت دودة القز في الشرنقة. قبل أن تفتح فمك، أنت ستقول المعنى في قلب الشاعر، ولكن المخابرات يا سيدي أذكى مما تظن، ولن تنظر إلى المعنى الذي في قلب الشاعر، ستتوجه بأنظارها فوراً إلى الإسقاطات، وساعتها، يا إلهي ما الذي سيحدث ساعتها.

– يا سيدي الحمد الله على سلامتك.

قلت قبل أن يبدأ بالشرح المفصل، فرد قائلاً:

– الله يسلمك.

ثم بعد صفنة تابع:

– ولكن رجاء أخوي حار.. لا تذكر ما قلته لك أمام أحد، أنا بحت لك بما كتبت لأنني أثق بك.

– لا تقلق يا رجل، معقول؟ أتراني مخبراً لأفعل ذلك؟

ثم بعد صمت ربما رافقته صفنة، لوّح بيده وقال:

– يا سيدي وإذا نشرتها فانشرها، ولكن لا تضع اسمي عليها ، انسبها لمحمود. هذا شخصية اعتبارية، ولا فرق لديه، وهم حتى لو شتمهم سيستقبلونه في المطار بسيارة فخمة. محمود قامة يا أخي، عنده حصانة.

المنشورات ذات الصلة