سيدني – الناس نيوز ::
تبدأ أستراليا تجربة جديدة في النصف الثاني من العام الجاري (2023)، تستهدف التخلص من الاعتماد على الغاز والاتجاه إلى كهربة المنازل.
وحظيت التجربة المرتقبة بدعم رجل الأعمال، الباحث الاقتصادي، مؤسس شركة “ريوايرينغ أستراليا” سول غريفث، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المنتظر تطبيق التجربة في 3 مجتمعات محلية بولاية نيو ساوث ويلز، وستعمل على إيجاد أفضل طرق لتزويد المنازل المبنية في وقت سابق بكل الأجهزة والتقنيات الكهربائية التي تتّسم بالكفاءة.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية لتجربة كهربة المنازل الأسترالية 8 ملايين دولار، مستهدفة إلغاء انبعاثات الكربون في المجتمعات الـ3 المختارة، حسبما ذكر موقع “رينيو إيكونومي” (Renew Economy).
خلق منافسة
قال وزير الطاقة بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية مات كين، إن تجربة كهربة المنازل التي تنطلق في الولاية تخلق منافسة بين كل الأطراف (الحكومية والقطاع الخاص)، للتوصل إلى أفضل وسائل تحقيق الحياد الكربوني بتكلفة أقل في المناطق الحضرية والريفية والنائية.
وأضاف أن التجربة تُنفَّذ على أساس الاختلافات بين المنازل، حتى يمكن تطبيقها في الوحدة السكنية الصغيرة والمجمعات السكنية على حدّ سواء، بأرخص طريقة تحقق هدف الحياد الكربوني.
وقال: “التجربة ستركّز على إيجاد أفضل وسائل كهربة المنازل للتوفير في فواتير الطاقة، من خلال تركيب تقنيات خالية من الانبعاثات”.
كهربة المنازل
وتستهدف الولاية خفض انبعاثات الكربون بنسبة 70% بحلول عام 2035، وفق الوزير، الذي يشارك في انتخابات ستجري نهاية شهر مارس/آذار المقبل.
خطوة للأمام
وصف مؤسس شركة “ريوايرينغ أستراليا” سول غريفث تجربة كهربة منازل ولاية نيو ساوث ويلز بأنها خطوة للتحرك إلى الأمام.
وأجرى غريفث بحوثًا عديدة عن الفوائد الاقتصادية والمناخية لتحول المنازل الأسترالية لتصبح أكثر كفاءة في استهلاك الكهرباء.
ووفق تلك البحوث، فإن استبدال معدّات وأجهزة في المنازل تعمل بكهرباء الطاقة الشمسية والبطاريات، إضافة إلى السيارات الكهربائية، بالأجهزة التي تعمل بالغاز، سيوفر آلاف الدولارات سنويًا من فواتير الطاقة للمواطنين.
ووجدت تلك البحوث أن كهربة المنازل الأسترالية هي أسرع وأرخص وسيلة لمكافحة التضخم وتحقيق اقتصاد حيادي الكربون.
ويرى غريفث أن بدء كهربة المنازل والتخلص من الغاز في منتصف هذا العقد يمثّل نصرًا مهمًا للعائلات، واصفًا إياه بـ”الضربة القاضية”.
وأضاف في بيان: “إطلاق التجربة الآن بدعم حكومي متواضع نسبيًا، وسيرشد المستهلكين والمصنعين في المستقبل القريب”.
وتابع أن كهربة المنازل والتحول إلى المركبات الكهربائية قد يكون مرتفع التكلفة -حاليًا-، لكنه مستقبلًا سيوفر للأستراليين ويدعم اقتصاد البلاد.
وقال: “قد نصل في وقت أن نشحن سيارتنا بكهرباء مولدة من محطة للطاقة الشمسية فوق الأسطح، ما يعني أن مسافة الكيلومتر مربع التي تقطعها ستكلف 2 سنتًا على الأكثر، بدلًا من 25 سنتًا عند استعمال البنزين أو الديزل”.
وفورات التجربة
توقّع مؤسس شركة “ريوايرينغ أستراليا” سول غريفث أن تؤدي كهربة المنازل الأسترالية والتحول إلى السيارات الكهربائية إلى وفورات لاقتصاد البلاد قد تصل إلى 40 مليار دولار سنويًا.
وقال: “إن الأستراليين أكثر شعوب العالم في تركيب محطات طاقة شمسية على الأسطح بالعالم، وتحفيز حكومي حتى إذا كان صغيرًا، سيشجعهم على تركيب بطاريات والاعتماد على موقد طهي وسخان وأنظمة مياه بتلك الكهرباء النظيفة، ما يخلّصهم من الوقود الأحفوري والفواتير الخاصة بالطاقة”.