غزة – تل أبيب – القدس – الناس نيوز ::
– بينما يواصل الفلسطينيون إزالة آثار الصراع القصير الذي دار في مطلع الأسبوع بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، لا تزال تدور معركة أخرى حول الجانب الذي أسقط بعض الضحايا بعد أن قالت إسرائيل إن إطلاقا خاطئا لعدد من الصواريخ من الجانب الفلسطيني تسبب في مقتل 15 شخصا من بين من سقطوا في القطاع.
وتقول السلطات العسكرية الإسرائيلية إن إطلاق خُمس الصواريخ المصوبة نحو إسرائيل، والتي زاد عددها على ألف صاروخ، كان خاطئا وإن الكثير منها سقط على الأرض في غزة وتسبب في سقوط ثلث القتلى الذين بلغ عددهم 44 قتيلا خلال المعركة التي استمرت 56 ساعة عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية القطاع الساحلي الضيق.
وعرض الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو وصورا التقطتها أجهزة الرادار قال إنه يظهر فيها صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وهو ينحرف عن مساره بعد وقت قصير من إطلاقه يوم السبت وقيل إنه أودى بحياة خمسة في القطاع من بينهم أربعة أطفال ، رويترز .
ونفت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والتي استهدفتها إسرائيل بضرباتها الجوية هذه الروايات وقالتا إن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن سقوط جميع القتلى في غزة. لكن المتحدث الرسمي باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب قال إن الحركة تجري تحقيقا.
وقال “المواجهة العسكرية بدأتها إسرائيل، وهي تتحمل كل النتائج المترتبة على الجولة العسكرية”.
ومضى قائلا “كل الحالات وكل التقارير التي جرى الحديث عنها في بعض المواقع الإعلامية، نحن نجري تحقيقا حولها، ولدينا معطيات واضحة، وأدلة واضحة، وشهادات واضحة”.
وأردف أنه ثبت بالفعل عدم صحة بعض المزاعم لكنه لم يتطرق إلى التفاصيل.
وقال شهاب “هذه ادعاءات باطلة وكاذبة تحاول إسرائيل عبرها التنصل من مسؤوليتها عن قتل المدنيين والأطفال”.
ولفترة وجيزة، أصدرت حماس توجيهات إلى الصحفيين بعدم نشر مزاعم حول احتمال سقوط قتلى بسبب صواريخ فلسطينية. لكن حماس سحبت هذا التوجيه بسرعة.
وفي مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة لم تترك السيارات والمباني المحطمة أي شك يذكر في قوة الانفجارات التي وقعت في المنطقة للمرة الأولى مساء السبت بينما كان كثيرون يتنسمون الهواء الطلق خارج البيوت في وقت تسبب فيه انقطاع التيار الكهربائي في انطفاء الأنوار وتوقف أجهزة التبريد.
قال فريد الخطيب الذي أصيب ابنه في الانفجار “ما شفنا إلا انفجار بين الأطفال والنساء في الحارة”.
* انحرف عن مساره
عكفت كل من حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس التي لم تشارك في قتال مطلع الأسبوع على تطوير صواريخ بمساعدة إيران، لكن هذه الصواريخ لا تزال بدائية نسبيا بالمقارنة بأسلحة إسرائيل المتقدمة.
ورغم أن أكثر من ألف صاروخ أُطلقت على إسرائيل فقد اعترضت منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية معظمها، ولم يتسبب الباقي في أضرار كبيرة أو سقوط ضحايا.
إجمالا، قال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة صواريخ على الأقل أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي وأخفقت لانحرافها عن مسارها، أحدها في جباليا والثاني في بيت حانون بشمال قطاع غزة والثالث في البريج في وسط القطاع، أودت بحياة نحو 15 شخصا قبل أن يتوقف القتال في وقت متأخر يوم الأحد بعد هدنة توسطت فيها مصر.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس “كان تجاهلهم للحياة الإنسانية مأساويا في الوقت الذي تسبب فيه إخفاق راجمات صواريخ في وفاة أطفال فلسطينيين أبرياء في غزة”.
وطالبت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد بإجراء تحقيق في الوفيات المدنية وقالت “يجب أن نمتنع عن القفز إلى النتائج إلى أن يكون باستطاعتنا الوصول إلى الحقائق”.
ورفض الكثيرون في جباليا تصديق روايات إسرائيل التي أصروا على أنها تتحمل المسؤولية عن سقوط القتلى.
وقال محمد النيرب (38 عاما) الذي قُتل ابناه أحمد (12 عاما) ومؤمن (6 أعوام) في الانفجارات “شهداء مخيم جباليا ونكبة مخيم جباليا سببها الاحتلال”.
وقال آخرون إنه يجب انتظار نتائج التحقيق.
قال الخطيب “أنا ما بعرف إن كان استهداف إسرائيلي. اللي صار أنه نزل صاروخ وكان فيه تحليق للطيران الاسرائيلي. كان فيه طيران إسرائيلي في الجو”.
وأضاف “أما نقول صاروخ عربي أو صاروخ اسرائيلي، ما بنعرف… ما بنقدر نجزم هادا. لازم يتقرر من الجهات المعنية المختصة، المؤسسات الدولية، وحقوق الإنسان، ييجوا ويتفرجوا ويفحصوا”.