باريس – الناس نيوز :
لا تزال قضية “الغواصات” الفرنسية التي تراجعت عنها أستراليا، والتي شبهها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بأنها “طعنة في الظهر”، تتفاقم وتتجه نحو مزيد من التصعيد بعد استدعاء فرنسا سفيريها في كل من واشنطن وكانبيرا.
ووفقاً لصحيفة “الغارديان” فقد أعربت أستراليا، السبت، عن أسفها للقرار الفرنسي باستدعاء سفيرها في كانبيرا بسبب الاتفاق الأمني الذي أبرمته مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي كان من نتائجه إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية واستبدالها بأخرى نووية أميركية.
وأكدت أستراليا أنها تثمن علاقتها مع فرنسا، وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا كثيرة أخرى.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: “نلاحظ مع الأسف قرار فرنسا باستدعاء سفيرها لدى أستراليا”.
وأضاف: “أستراليا تثمن علاقتها مع فرنسا.. ونتطلع إلى التواصل مع فرنسا مرة أخرى بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أساس القيم المشتركة”.
وهذه هي المرة الأولى التي تستدعي فيها فرنسا سفيرها من الولايات المتحدة، فقد كان البلدان حليفين منذ حرب الاستقلال الأمريكية. كما ألغت فرنسا أيضًا حفلًا كان من المقرر عقده يوم الجمعة لإحياء ذكرى معركة خليج تشيسابيك، وهو حدث حاسم في الحرب، والذي انتهى بانتصار الأسطول الفرنسي على البريطانيين في 5 سبتمبر/أيلول 1781.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: “إن الولايات المتحدة تأسف للقرار الفرنسي”، وأكد أن واشنطن على اتصال وثيق بباريس. وقال المسؤول: “إن الولايات المتحدة ستشارك في الأيام المقبلة بحل الخلافات بين البلدين”.
كما غرد بيتر ريكيتس، الوكيل الدائم السابق في وزارة الخارجية والسفير البريطاني السابق لدى فرنسا: “لا تقلل من شأن رد الفعل في باريس. إنه ليس مجرد غضب ولكن شعور حقيقي بالخيانة، لأن المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا تفاوضوا وراء ظهورهم لمدة 6 أشهر”.
بعد نبأ استدعاء السفير، أضاف اللورد ريكيتس: “إجراء لم يسبق له مثيل بين الدول الحليفة، نتوقع المزيد من الإجراءات الفرنسية التي تستهدف مصالح الثلاثة”.
كما قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، في واشنطن، إنها تتفهم “خيبة الأمل” في باريس، وتأمل في العمل مع فرنسا لضمان فهمها “للقيمة التي نوليها للعلاقات الثنائية والعمل الذي نريد أن نواصل القيام به، سويا”.