واشنطن – الناس نيوز ::
شهدت تعاملات العملة الرقمية بيتكوين تذبذبا قويا، بعد أن سجلت خلال الشهر الماضي أكبر تراجع شهري على الإطلاق.
وارتفع سعر بيتكوين وهي أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 11.3 في المائة خلال تعاملات آسيا أمس، ليصل لفترة قصيرة إلى مستوى 21 ألف دولار للوحدة الواحدة، وبسرعة فقدت بيتكوين أغلب مكاسبها وجرى تداولها بسعر 19.4 ألف دولار للوحدة الواحدة، بحلول الساعة الـ11 والنصف.
وذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء أن بيتكوين فقدت خلال الشهر الماضي 41 في المائة من قيمتها وهو أكبر تراجع شهري منذ بدء تسجيل الوكالة لبيانات متابعة العملة الرقمية في 2010.
ويعكس تذبذب بيتكوين حالة الغموض الوشيكة بشأن العملات الرقمية مع محاولات المستثمرين تقييم المدى الذي ستمضي إليه البنوك المركزية في تشديد السياسة النقدية لكبح جماح التضخم.
وما يزيد صعوبة الموقف بالنسبة للعملات الرقمية المشفرة تعرض اللاعبون الرئيسون في السوق بدءا من صندوق التحوط “ثري أروز كابيتال” إلى بنك “سلسيوس نتورك” لفوضى كبيرة بسبب عمليات البيع الكثيف في السوق، وهو ما يزيد احتمالات استمرار تراجع العملات.
وخلال الأعوام العشرة الماضية، سجلت قيمتها قفزات عدة حتى وصلت إلى ذروتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وكانت ثلاثة تريليونات دولار، مع انتشارها على نطاق واسع بفضل انخفاض أسعار الفائدة في أغلب الاقتصادات الرئيسة في العالم إلى مستويات قياسية.
وتأتي تراجعات العملات المشفرة نتيجة لتضررها كأحد الأصول عالية المخاطر، من توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتشديد السياسة النقدية عبر تخفيف التحفيز النقدي في الأسواق ورفع أسعار الفائدة.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة بيتكوين إلى ترسيخها، بعدها “ذهبا رقميا”، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة، لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب.
والمتشككون، خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، يجدون أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.