طوكيو – الناس نيوز :
أكدت تقارير إخبارية تراجع مبيعات سيارات شركتي هوندا موتور ونيسان اليابانيتين في الصين يونيو/حزيران الماضي، مقارنة مع مبيعات العام المنصرم خلال الفترة الزمنية نفسها، بالتزامن مع تراجع المبيعات الإجمالية في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وبحسب وكالة “رويترز” فقد باعت هوندا 118،168 سيارة في الصين يونيو/حزيران، بانخفاض 17 ٪ عن العام السابق. وقالت نيسان في بيان، إنها باعت 114605 سيارات في الصين الشهر الماضي بانخفاض 16.3٪.
كما قالت الرابطة الصينية لمصنعي السيارات (CAAM)، الإثنين: “إنها تتوقع أن تصل مبيعات السيارات في الصين إلى 1.93 مليون وحدة في يونيو/حزيران، بانخفاض 16.3٪ عن العام السابق”.
وفي سياق آخر، قالت شركة جنرال موتورز (GM.N)، التي لا تصدر سوى مبيعات ربع سنوية في الصين: “إنها باعت أكثر من 750 ألفاً بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، بزيادة 5.2٪ عن نفس الفترة من العام الماضي”.
وتركت أزمة كوفيد-19 تداعيات هائلة وغير مسبوقة على صناعة السيارات في العالم، وشملت أعراض الإصابة تعطل صادرات قطع الغيار الصينية، وانقطاع التصنيع على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، وإغلاق مصانع التجميع في الولايات المتحدة، ما وضع ضغوطاً شديدة على صناعة تتعامل بالفعل مع تحول في الطلب العالمي في ظل نمو صناعة السيارات الكهربائية، التي اتسمت مبيعاتها بالمرونة بشكل مدهش حتى مع الإغلاق.
وبحسب تقديرات “ماكينزي أند كومباني”، فإن أكبر 20 شركة لتصنيع المكونات الأساسية للسيارات في العالم شهدت انخفاضاً في الأرباح بحوالي 100 مليار دولار عام 2020، أي نحو ست نقاط مئوية منذ عامين فقط.
كما تراجعت مبيعات السيارات في العالم بين 20 و30 في المئة عام 2020، مع تغير سلوك التنقل بشكل كبير أثناء الوباء، حيث عمل العديد من الموظفين من المنزل وتجنب آخرون النقل العام بسبب المخاوف الصحية.
وقد يستغرق تعافي القطاع، وفق تقرير لـ “ماكينزي” نُشر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو أربع سنوات قبل أن تعود صناعة السيارات إلى مستويات ما قبل الجائحة.
انخفاض المبيعات في أميركا
وشهدت صناعة السيارات في الولايات المتحدة انخفاضاً حاداً في الطلب خلال ذروة تفشي جائحة كورونا في مارس/آذار 2020، حيث انخفضت مبيعات السيارات بنسبة 47 في المئة، وفق تقرير لـ “ماكينزي” نُشر في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويقدر الإجمالي السنوي الناتج من بيع وصيانة السيارات، إضافة إلى الدخل والإيرادات الحكومية، بنحو 953 مليار دولار أميركي، وفق تقرير لـ”بلومبيرغ” نشر في أغسطس/آب الماضي. وبلغ عدد السيارات المُنتجة في أميركا الشمالية في أبريل/نيسان نحو 4300 سيارة، وهو الأدنى منذ عام 1945 بحسب “آي أتش أس ماركت”.
ووفق مكتب إحصاءات العمل الأميركي، توظف شركات صناعة السيارات ومورديها حوالي 10 ملايين شخص في البلاد.
في أوروبا أيضاً
كان تأثير فيروس كورونا على صناعة السيارات الأوروبية غير مسبوق، حيث اضطر معظم المصنعين إلى إغلاق مواقع التصنيع والإنتاج لعدة أسابيع أو حتى أشهر، فيما تتواصل الإجراءات الاحترازية عام 2021.
وعلى الرغم من أن التداعيات الدقيقة للجائحة على نتائج عام 2020 لا تزال غير معروفة، إلا أن بيانات الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، تشير إلى تأثر أكثر من 1.1 مليون أوروبي يعملون في صناعة السيارات بشكل مباشر خلال فترة الإغلاق، في حين بلغت خسائر الإنتاج على مستوى الاتحاد الأوروبي أكثر من 2.4 مليون سيارة خلال أشهر مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار 2020، أي 13 في المئة من إجمالي الإنتاج عام 2019.
وبحسب تقرير لـ “ماكينزي” نشر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، انخفضت مبيعات السيارات في أوروبا بنسبة 80 في المئة في أبريل/نيسان، خلال ذروة تفشي الجائحة.
ووفق الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، هناك 226 مصنعاً في الاتحاد الأوروبي، وتمثل الصناعة 8.5 في المئة من إجمالي وظائف التصنيع في المنطقة.
وتشير بيانات الرابطة إلى تصدير أوروبا 5.6 مليون سيارة حول العالم، قبل الجائحة، ما ولّد فائضاً تجارياً للاتحاد بقيمة 74 مليار يورو (89.8 مليار دولار أميركي). وفي عام 2019، تم تصنيع 18.5 مليون سيارة في القارة.
سيارات اليابان تتراجع
من جانبه، قال ماسامي آندو، المدير العام لهيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريحات خاصة من دبي، “إن سوق السيارات اليابانية تضرر سلباً في عام 2020 بسبب كوفيد-19 على مستوى العالم، ما أثر في الصادرات”.
وأعرب ماسامي عن أمله في أن تساعد الوتيرة التدريجية للتعافي في شحنات الصادرات اليابانية بإنعاش سوق السيارات.
وبحسب بيانات من هيئات صناعية في اليابان نقلاً عن صحيفة “التايمز” اليابانية، تراجعت مبيعات السيارات الجديدة في اليابان بنسبة 11.5 في المئة عام 2020 مقارنة بالسنة السابقة.
وباعت شركات صناعة السيارات 4598615 سيارة العام الماضي، بما في ذلك السيارات الصغيرة بمحركات تصل إلى 660 سم مكعب، وفقاً لجمعية تجار السيارات اليابانية وجمعية السيارات الصغيرة اليابانية.
ويعد التراجع بنسبة 11.5 في المئة هو الأكبر منذ عام 2011، عندما تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 15.1 في المئة إلى حوالي 4210000 سيارة في أعقاب زلزال تسونامي شرقي اليابان حيث دمرت الكارثة شمالي شرقي البلاد وعطلت سلاسل التوريد. وتشهد صناعة السيارات في اليابان انتعاشاً في المبيعات بعد الركود في ربيع عام 2020.