الناس نيوز – وكالات: قال مسؤول تركي كبير إن أنقرة لن تمنع اللاجئين السوريين من الآن فصاعدا من محاولة الوصول لأوروبا، في إطار رد تركيا يوم الجمعة على مقتل 33 من جنودها في ضربة جوية نفذتها قوات النظام السوري.
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول التركي أنه صدرت أوامر للشرطة التركية وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود بعدم الوقوف في وجه عبور اللاجئين عبر البر والبحر إلى أوروبا.
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه: ”قررنا اعتبارا من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا برا أو بحرا”.
وأضاف “أصبح عبور كل اللاجئين، بما في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحبا به”.
وعرضت وسائل إعلام تركية لقطات فيديو يوم الجمعة تظهر مهاجرين، بعضهم يسير عبر حقول وعلى ظهورهم حقائب.
أولى القوافل
وذكرت وكالة دمير أوران للأنباء المؤيدة للحكومة أن نحو 300 مهاجر، بينهم نساء وأطفال، يسيرون باتجاه الشمال الغربي صوب حدود تركيا مع اليونان.
وهدد أردوغان مرارا بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا. وإذا أقدمت تركيا على ذلك، فسيمثل ذلك تراجعا عن تعهدها للاتحاد الأوروبي في 2016 وقد يجتذب القوى الغربية للمواجهة في إدلب.
ونزح قرابة مليون مدني في سوريا قرب الحدود التركية منذ ديسمبر\ كانون الأول في الوقت الذي انتزعت فيه قوات النظام السوري المدعومة من روسيا أراضي من قوات المعارضة المدعومة من أنقرة، الأمر الذي فجر أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام والتي شردت الملايين وقتلت مئات الآلاف.
ودعت الأمم المتحدة وجهات أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لكن ثلاث جولات من المحادثات بين أنقرة وموسكو فشلت في التوصل لاتفاق، واستمر القتال.
وأرسلت تركيا آلاف الجنود وعتادا عسكريا ثقيلا لسوريا وحذر أردوغان من أن بلاده ستشن عملية عسكرية شاملة لردع القوات السورية ما لم تنسحب من مواقع المراقبة التركية في المنطقة.
حصيلة كبيرة
ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش التركي بعد الضربة الجوية يوم الخميس إلى 54 خلال فبراير شباط في إدلب. وقال حاكم إقليم خطاي المتاخم للحدود إن 32 جنديا آخرين أصيبوا.
وهذا أعلى عدد من القتلى يسقط في صفوف الجيش التركي في هجوم واحد منذ عام 1993، عندما قتل حزب العمال الكردستاني 33 جنديا في إقليم بينجول.
وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات في الرئاسة التركية إن وحدات الدعم الجوية والبرية التركية تطلق النار على ”كل الأهداف المعروفة“ التابعة للنظام السوري ردا على ذلك.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها يوم الجمعة إن القوات التركية التي أصيبت في القصف ما كان ينبغي لها أن تكون موجودة في تلك المنطقة وإن أنقرة لم تخطر موسكو مسبقا بموقعها.
ونسبت وكالة إنترفاكس للأنباء إلى نائب روسي بارز قوله إن أي عملية تركية كبيرة في إدلب ستكون نهايتها سيئة لأنقرة.
الاتفاق التركي الأوروبي
تستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري وقالت مرارا إنه لا يمكنها استيعاب المزيد. وبموجب اتفاق مبرم عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا.
وقال المسؤول التركي إن ثقل عبء استضافة اللاجئين ”لا يمكن لدولة واحدة أن تتحمله“.
وذكرت وكالة دمير أوران أن اللقطات التلفزيونية للمهاجرين أظهرت سوريين وإيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة.
وعرض تلفزيون (إن.تي.في) التركي لقطات تظهر عشرات الأشخاص وهم يسيرون عبر حقول وعلى ظهورهم حقائب، وقال إن اللاجئين حاولوا عبور معبر كابيكولي الحدودي إلى بلغاريا لكن لم يسمح لهم بالمرور.
وأضاف أن المجموعة ذاتها من المهاجرين ساروا بعد ذلك عبر الحقول ليصلوا إلى معبر بازاركولي الحدودي إلى اليونان، لكن لم يتضح ماذا حدث لهم بعد ذلك.
ويهدف الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016 إلى المساعدة على وقف وفود المهاجرين واللاجئين دون ضابط. وأغلب الوافدين يفرون من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا عام 2015.
عواقب كارثية
وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا. لكن أنقرة قالت إن التمويل الذي تحصل عليه من أوروبا لا يُذكر مقارنة بمبلغ 40 مليار دولار تقول إنها أنفقته.
ومع تصاعد وتيرة القتال على عدد من الجبهات يوم الخميس، قالت الأمم المتحدة إن عواقبه الإنسانية ”كارثية“ حيث قُتل ما لا يقل عن 134 مدنيا، بينهم 44 طفلا، في شهر فبراير شباط وحده كما دُمرت مدارس ومستشفيات.
وبدعم جوي روسي لا هوادة فيه، تسعى قوات الأسد منذ شهور إلى استعادة السيطرة على آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا. وتعارض تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي الأسد وأرسلت قوات لدعم مقاتلي المعارضة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء أنباء الهجوم على الجنود الأتراك.
كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن ”قلق بالغ“ بشأن التصعيد في إدلب.