تزامنا مع قرار محكمة الحريري هل مصطفى بدر الدين قُتِل فعلاً في سوريا!

بيروت – الناس نيوز:

يبدو أن نفي الفصائل التي أجابت على هذا السؤال بالنفي القاطع في 2016 لم تكن تعلم مطلقا بأن حزب الله يتهيأ بهذا الادعاء لهذا اليوم، حيث نطقت المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، بحكمها النهائي، محملةً المسؤولية كاملة لسليم عياش ، دون إلحاق أي تبعات لمن يأتمر بأمرهم ، بشكل مباشر ، لان قرار المحكمة أشار الى ” دوافع سياسية ”

فقد برأت المحكمة حزب الله ونظام الأسد من التهم الجنائية المباشر لكنها أكدت على دوافع سياسية ، وقال القاضي ديفيد ري، قارئاً ملخص قرار المحكمة الذي جاء في 2600 صفحة: “ترى المحكمة أن سوريا وحزب الله ربما كانت لهما دوافع للقضاء على السيد الحريري وحلفائه السياسيين، لكن ليس هناك دليل ( اكرر دليل ) على أن قيادة حزب الله، كان لها دور في اغتيال الحريري، وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر”.

وأشارت المحكمة إلى أن أحد الأفراد المتورطين في مؤامرة اغتيال الحريري، وهو مصطفى بدر الدين، نسق مراقبة الحريري، وقُتل بدر الدين في سوريا عام 2016. ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، كان بدر الدين مسؤولاً عن تنسيق الأنشطة العسكرية لحزب الله في سوريا. وتم إدراجه في قائمة المشتبه بهم في اغتيال الحريري حتى إعلان مقتله. لكن هل فعلا مات بدر الدين في سوريا!

السبت 13 أيار 2016، قال حزب الله اللبناني في بيان: “إن انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي أدى إلى مقتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين، في سوريا، ناجم عن قصف مدفعي للجماعات التكفيرية مما أدى إلى مقتل القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجروح “.
في 14 أيار2016، أي في اليوم الذي تلا خبر مقتل بدر الدين في سوريا، نفت فصائل مسلحة في المعارضة السورية، السبت، صحة استهداف القائد العسكري البارز لحزب الله مصطفى بدر الدين، الذي قتل الجمعة في انفجار كبير في محيط مطار دمشق الدولي.

وفي تلك الأثناء نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “عدة مصادر موثوقة في الفصائل المعارضة العاملة في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية ومصادر داخل القوات الحكومية أنه لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق أو منطقة المطار خلال الأيام الفائتة”.
وأضاف المرصد أن نشطاءه على الأرض “لم يرصدوا سقوط أي قذيفة على منطقة مطار دمشق خلال الفترة ذاتها، وأن ما نشره حزب الله عار عن الصحة جملةً وتفصيلا”.

ًواليوم ربما كثر يعتصرهم ألم الخيبة من قرار المحكمة الذي اقتصر دورها في 15 عاما على تتبع مكالمات هاتفية والجميع يعلم بأن لحزب الله شبكة اتصالاته الخاصة، فليس من الحكمة في شيء تتبع اتصالات لا يستخدمها الحزب في حياته الطبيعية حتى يستخدمها في عملية دقيقة وحساسة كاغتيال رئيس وزراء.فهل انتظر العالم نحو 15 عاما وصرف قرابة مليار دولار تكاليف المحكمة كي يستمع الى قرار مفاده ان المواطن سليم عياش متهم رئيسي بأغتيال رجل بحجم الحريري ومكانته الاقليمية والعالمية … لعل الصمت ابلغ في مثل هكذا خيبات كبرى يصنعها المجتمع الدولي .