دمشق – الناس نيوز ::
تسبّبت ضربات شنّتها اسرائيل ليلاً في محيط العاصمة السورية دمشق بمقتل تسعة مقاتلين من المليشيات الإيرانية ونظام الأسد ،وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، في حصيلة هي الأعلى منذ مطلع العام.
واستهدفت اسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء بقصف صاروخي خمسة مواقع على الأقل تابعة بمعظمها لمجموعات موالية لطهران في محيط العاصمة السورية، وفق المرصد.
وأوقعت الضربات تسعة قتلى هم خمسة عسكريين من مليشيات الأسد ، وأربعة آخرين من المجموعات الإيرانية الارهابية ، لم يتمكن المرصد من تحديد هوياتهم. كما أصيب ثمانية آخرون على الأقل بجروح.
وأدى القصف، وفق المرصد الى تدمير مخازن أسلحة وذخائر تابعة للميليشيات الطائفية الإيرانية قرب مطار العاصمة دمشق .
وتعد هذه الحصيلة، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، الأعلى جراء قصف اسرائيلي منذ مطلع العام.
وكانت حصيلة سابقة نقلها الإعلام الرسمي الأسدي عن مصدر عسكري سوري صباح الأربعاء تحدثت عن “استشهاد أربعة جنود وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وقال المصدر الأسدي إن “العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق”.
وأوضح أن “وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لصواريخ العدوان الإسرائيلي وأسقطت بعضها”.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس في العاصمة السورية دوي انفجارات أثناء القصف.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري ( احتلالها ) في سوريا.
– “صراع محتدم” –
تكرّر اسرائيل في الآونة الأخيرة استهداف مواقع مرتبطة بمجموعات موالية لطهران، خصوصاً في محيط دمشق ومطارها. وفي الثامن من آذار/مارس الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه برتبة عقيد غداة قصف اسرائيلي مماثل قرب دمشق.
وتوعّد الحرس الثوري اسرائيل العدوة اللدودة للجمهورية الإسلامية، بجعلها تدفع “ثمن جريمتها”.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تعلن فيها إيران مقتل أفراد من قواتها العسكرية بضربات إسرائيلية في سوريا. واتهمت طهران تل أبيب في 2018، بالتسبب بمقتل أربعة “مستشارين عسكريين” بضربات في محافظة حمص (وسط).
وتعد إيران حليفاً أساسياً لبشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 2011، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً هي وروسيا ، وهو الأمر الذي منع السقوط المؤكد لنظام الأسد على أيادي الشعب السوري .
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية الدولية في التوصل الى تسوية سياسية للنزاع، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ العام 2014 بين ممثلين عن نظام الأسد والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إن الصراع في سوريا “نزاع محتدم وليس مجمداً” لافتاً الى تزايد الضربات الجوية، بينها تلك المنسوبة لإسرائيل، والقصف والهجمات من أطراف عدّة في مناطق عدة في البلاد خلال الشهر الحالي.
وأعلن بيدرسن توجيهه دعوات لجولة تفاوض جديدة للجنة الدستورية الممثلة لأطراف النزاع السوري تُعقد في جنيف بين 28 أيار/مايو و 03 حزيران/يونيو.