أنور عمران – الناس نيوز ::
- اسطنبول
اسطنبول…
ما تساقطَ من أيدي الملائكةِ وهم يبنونَ قصرَ الله.
2-Örebro
مدينةٌ واحدةٌ، وعشرون عمراً.
ذكرياتُ الملوكِ في منتصفِ النهر.
المحجباتُ اللواتي يُقبّلن أصدقاءهن على موقف الباص.
شتائمُ المراهقين للمسؤولين عن منع التدخين.
وسماءٌ قريبةٌ تكادُ تربتُ على كتفيك.
Örebro
ألفُ لغةٍ في حيّزٍ واحدٍ
عربيةٌ مصابةٌ بطعنةِ خنجرٍ فارسي.
صوماليةُ تُنقّي الذاكرةَ من الموز.
أشوريةٌ تتلمّسُ ظلّها،
وتتأكّدَ من أنها لم تمُتْ،
وسويديةٌ تضحكُ من ازدحامِ النبرِ،
وترقصُ على السلمِ الموسيقي.
Örebro
الغرباءُ وهم يتصافحونَ في البارات.
الكتبُ بألفِ لسان.
الأحصنةُ التي تركضُ في سباقاتها إلى الغيم،
والتماثيلُ التي توقّفَ المسافرونَ قليلاً، كي ينحتوها،
ثمَّ أكملوا رحلاتهم إلى الجنوب.
Örebro
الحريةُ تمشي عاريةً
والآلهة عاطلون عن العمل.
3- دمشق
كيفَ لم ننتبهْ إلى المدنِ، وهي تشيخُ مثلنا يا أبي؟!
شاهدتُ دمشقَ قبلَ قليل.
صوَّرَتْها لي مراهقةٌ من شبّاك السكنِ الجامعي.
كانت تمسكُ حلمتَها باليدِ الأخرى، وتقولُ:
“أنا والمدينةُ تأكلنا النار.
دمشق التي غادرتُها البارحة، لحيتُها الآنَ بيضاءُ مثل قلبك، وبردى عكّازُها المكسور، حتى إنها لم تعدْ تسمعُ جيّداً، ولا حتى صفارات الإنذار.
الجيرانُ القُدامى أغلقوا نوافذهم باكراً خوفاً من الحرب، ومن الحبِّ الذي يغزو قلوبَ بناتهم عند الغياب.
ومقهى السينما موحشٌ وبااااارررررررررردٌ.
الخوفُ فقط يدخّنُ بشراهةٍ هناك، ويمدُّ رجليه على الطاولاتِ،
وبائعُ العصيرِ المسنّ، تركَ ليمونةَ قلبهِ للشارعِ الخالي، ومااااااااات.
دمشقُ القديمةُ مثلك، ربما ماتت هي الأخرى.
لكن شبحَها بطولكَ، وأبكيها مثلما تمنيتَ أن أبكيكَ.
4-بيروت
أقولُ لبيروتَ:
ليسَ البحرُ أكثرَ من نافذةٍ
ولستِ أكثرَ من بيتٍ مُتخيّلٍ للغريبِ المكسور.
المقاهي القديمةُ أطويها في حقيبتي
وأجراسُ الكنائسِ،
وصدى الأفكارِ التي جلستْ على الرصيف،
وأصرخُ:
بيروتُ يا صخرةَ الانتحارِ الأخيرةِ!
بيروتُ يا قطارَ الأرضِ إلى الغيم!
أضعتُ خمسينَ مدينةً في الطريق
وأخلفتُ خمسين موعداً!!
ثم أقولُ لبيروتَ: وداعاً،
وأتركُ قلبي في أحدِ الوديان، أتركهُ على وردةٍ في قصيدةٍ قالها يوماً “الياس أبو شبكة”، أتركهُ على فستانٍ مفتوحٍ مثل بابٍ سعيدٍ، وأبدأُ البحرَ ثانيةً من أوّله.
…………………………………………..
- – أوربرو: مدينة تقع في وسط السويد.