إسطنبول – أروى غسان – الناس نيوز :
ليس غريباً أن تُلقّب مدينة طرابزون بعروس الشمال التركي أو لؤلؤة البحر الأسود، وذلك لطبيعتها الساحرة الزاخرة بالسفوح الجبلية الخضراء والشلالات والبحيرات، هناك حيث الحياة البسيطة والبيوت الريفية الجميلة المزينة بالقرميد الأحمر سطوحها.
لا يزال غالبية أهل طرابزون يحافظون على زيّهم التقليدي، الذي يتألّف عادة من ثياب قماشية مطرزة بورود كثيفة بتوسّطها حزام عريض عند الخصر، في حين يُغطّى الرأس بشالات مصنوعة يدوياً تتميز بألوانها الزاهية.

وتعد قرية “أوزنجول” أجمل القرى التركية الواقعة جنوب شرق طرابزون وأكثرها شهرة، ولعلّ أكثر ما يميزها هوبحيرتها الطويلة التي تتراءى للأعين من ارتفاعات شاهقة وكأنها لوحة مرسومة بالفضة وسط كبد الطبيعة الخضراء، وقد تشكلت هذه البحيرة قبل حوالي خمسة قرون، نتيجة حمل نهر”هالاديزان” للحجارة مما أدى إلى إغلاق الوادي، ومع مرور الوقت تحولت إلى بحيرة.
تقع البحيرة على سفوح جبال”سوجانلي” المكسوة الأشجار الخضراء الكثيفة، وترتفع عن سطح البحر حوالي ألف ومئة متر، ويبلغ طول محيطها 7 كيلو مترات، وتشتهربجمالها الطبيعي الأخاذ وهوائها النقي، وتشكل مكاناً رائعاً للتجوال في الطبيعة الساحرة، والتخييم خاصة خلال شهور الصيف.
أما في الشتاء تتجمد بحيرة أوزنجول، وتُغطى المنطقة بالثلوج البيضاء، ومن الممكن الاستمتاع في شهور السنة الباردة بالسياحة الشتوية ومايرافقها من فعاليات التزلج، وحول البحيرة هناك الكثير من المطاعم، التي تقدم وجبات الأسماك الشهية، خاصة سمك السلمون المشوي.

وتتميز المنطقة بفنادقها الخشبية المصممة على الطرازالتقليدي، لتشكّل مكاناً مثالياً للهروب من زحمة المدن ضجيجها، وتتزين معظم فنادق وبيوت القرية بشتلات الورود والنباتات الخضراء التي تعرّش على قرميدها وأبوابها ونوافذها، كما توفّر أجواء حميمية خاصة فيفصل الشتاء حيث مواقد الحطب الدافئة والشاي المعتق والفطائر المنزلية التركية على أصولها، وأطباق حلاوة الكنافة الساخنة المحشوة بالجبنة البلدية.
وفي طرابزون طبق خاص بها وبالقرى المحيطة بها ومنضمنها أوزنغول، وهو “الموهلاما”، ويُسمى في مناطق أخرى باسم “كويماك”، ويُلقّب لشدة شهرته ونكهتها للذيذة بـ “ذهب طرابزون”، وهو مكوّن من دقيق الذرة والزبدة والكثير من الجبن الأصفر المبشور، وتتم إذابة كل هذه المكونات في مقلاة نحاسية تقليدية على النار وفق مقادير وطريقة معينة، ويقدّم ساخناً، والآن بإمكانك أن أتذوق طبقاً تركياً خاصاً يذوب كشلال الجبن داخل فمك.

وشهدت طرابزون وقراها في الأعوام الماضية إقبالاً كبيراً على ابتياع العقارات فيها، خاصة من قبل السياح الخليجيين وعلى رأسهم السعوديون ،لكنها تشهد في الأسابيع الأخيرة هدوءاً بسبب وباء كورونا.
الأكثر شعبية

هجرة المسيحيين السوريين بين التفكك الوجودي وتحديات البقاء…

الحكومة الأسترالية تبدأ خطوات “تعليق” العقوبات على سوريا…


