أروى غسان- الناس نيوز:
لأسواق إسطنبول تسمياتها الغريبة وزواريبها وأسرارها، ومن بين أهم تلك الأسواق وأقدمها سوق “شارع النساء” الذي يقع في منطقة أونكباني بالقرب من حي الفاتح، فما علاقة النساء بهذا السوق وهل كل بائعيه من الجنس اللطيف أم أنّ الزبائن كذلك؟
الحقيقة أنه لم يعد للسوق من اسمه نصيب في الزمن الحاضر بل وإن أغلب زبائنه من الرجال، ولكن الروايات التاريخية تقول إن النساء في الزمن التركي القديم ، كنّ يشترين مستلزماتهن الشخصية والمنزلية من هذا السوق، ليتم تسميته بسوق النساء مع الزمن، وهو ما يُعرف باللغة التركية باسم “كادينلار بازار”.
تنتشر في السوق اليوم محال القصابين بكثرة حيث يقصده الأتراك لشراء اللحوم البلدية التي يتم إحضارها من وسط الأناضول، كما يشتهر بمطاعمه الشعبية التي تبيع اللحوم المشوية بالطريقة التقليدية التركية، ويفضّل غالبية زواره الجلوس في الهواء الطلق على كراسي القش التي توضع على أبواب المطاعم، وتشارك أنواع الطعام من لحوم ودجاج وكباب البرياني الذي يختص هذا السوق بتحضيره، ولا بدّ من التنويه أن السوق يضم مطاعم تقدّم وجبات تراثية، ومن أبرز المدن التركية الحاضرة بأكلاتها في السوق “أديمان، ماردين، و ديار بكر”.
وبعد الانتهاء من تناول أطباق المشاوي التي تقدم إلى جانب السلطة ولبن العيران لا بدّ من كأس شاي ثقيل، يتبعه صحن من حلوى كنافة الجبن التي تُحضّر بالفرن أو على الفحم، وتُحلّى بالقطر وتزينها حبات الفستق الحلبي، ضمن أجواء حميمية بسيطة بعيدة عن ضجيج العصرنة، حيث يتميز السوق التاريخي بهدوئه وبعده عن الازدحامات المرورية، وعدم احتوائه على الأبنية العالية.
في السوق ستستشعر الأجواء التركية التقليدية ولاسيما أنه يجاور سور “بوزدغان” التاريخي الشهير، والذي يرتفع لنحو 15 متراً، وإلى جانب المطاعم التراثية تنتشر فيه محلات بيع الأعسال المتنوعة القادمة من كافة مدن الأناضول، إضافة للدكاكين الصغيرة والبزوريات التي تبيع ما نَدَر وطاب من الأعشاب والتوابل والمجففات إضافة لحلوى الحلقوم الشهيرة المعروفة ” الراحة ” .
سوق النساء لا يتمتع بشهرة محلية فقط، بل هو معروف عالمياً، وقد حجز لنفسه مكاناً في قائمة أكثر 12 شارعاً إثارة للاهتمام في أوروبا، وذلك حسب تقرير الملحق السياحي لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.