أنقرة – الناس نيوز ::
باتت مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، شمال شرقي سوريا، حضنا آمناً للسوريين العائدين إلى ديارهم، وذلك بفضل مشاريع التنمية التي نفذتها تركيا بالتعاون مع المجالس المحلية.
وبحسب وكالة الأناضول شملت المشاريع التنموية التي نفذت حتى الآن في المدينة، قطاعات الصحة، والنقل، والاقتصاد، والزراعة والثروة الحيوانية، فضلاً عن البنية التحتية.
كما تم استغلال موارد المدينة في سبيل إحياء التجارة، وبالتالي توفير فرص عمل سواء للسكان المحليين أو السوريين العائدين إلى بلادهم.
وتأتي هذه الخطوات بمساهمة كبيرة من قبل المجلس المحلي في تل أبيض والذي تم تأسيسه بدعم تركي.
وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، التقت الأناضول سوريين عادوا إلى تل أبيض بعد أن أجبروا على النزوح منها.
وفي هذا الإطار، قال محمد نابي البالغ من العمر 15 عاماً، إنه لجأ إلى تركيا هرباً من تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث أكمل هناك تعليمه الثانوي.
وأضاف أنه نال الجنسية التركية، ليدخل بعدها جامعة سيرت التركية، قبل أن يقرر العودة طوعاً إلى تل أبيض للعمل في مستشفى الوطن الذي تم ترميمه من قبل تركيا.
وأوضح أنه يواصل العمل في المستشفى، مساهماً بذلك في “تنمية وطني ومدينتي”، بحسب تعبيره.
بدوره، قال رامي دهيش، أحد سكان تل أبيض، إنه اضطر للجوء إلى تركيا برفقة عائلته عام 2015 بعد سيطرة تنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي على المدينة.
وأضاف أنه قرر عام 2019 وبالتحديد عقب عملية “نبع السلام”، العودة إلى مدينته التي تم تطهيرها من التنظيم الإرهابي.
وأوضح أنه يواصل العمل حالياً في حقوله البالغة مساحتها 150 دونماً.
أما ميتاب حسين، الموظف في المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في تل أبيض، قال إن سكان المدينة يبذلون ما بوسعهم لتأمين تنمية ونهضة تل أبيض.
وأضاف أنه كان من النازحين لتركيا عام 2013، إثر سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على تل أبيض، قبل أن يعود ويستقر فيها عام 2010.
وأفاد بأنه يعمل حالياً كموظف في المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لتل أبيض، إلى جانب ممارسته الزراعة في حقوله البالغة مساحتها 110 دونمات.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتمكنت تركيا من تحرير مدينتي تل أبيض ورأس العين من الإرهابيين خلال العملية، التي علقها الجيش التركي في 17 من الشهر نفسه، بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه اتفاق مماثل مع روسيا في مدينة سوتشي يوم 22 من الشهر ذاته.