دبي – الناس نيوز
رصدت هيئة تنمية المجتمع في دبي، انخفاضاً في عدد الاستشارات الأسرية التي قدمتها الهيئة، خلال الأسابيع الماضية، تزامناً مع الحجر المنزلي.
ورجّحت الهيئة أن يكون السبب في ذلك إما لانعدام الخصوصية بسبب وجود الأسرة كاملة بالمنزل، أو نتيجة تدني حجم الخلافات الزوجية الناتجة عن الإهمال أو الإسراف المادي خلال الفترة الراهنة، التي تشهد التزام جميع أفراد الأسرة بالبقاء في المنزل، تنفيذاً للإجراءات الوقائية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال المدير التنفيذي لقطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي حريز المر بن حريز إن «الهيئة رصدت انخفاضاً في معدل الاستشارات الأسرية الواردة إليها خلال الأسابيع الماضية، وذلك بسبب التغييرات التي طرأت على تفاصيل الحياة اليومية للأسرة، نتيجة تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا».
وأوضح حريز لصحيفة الامارات اليوم أن السبب في انخفاض عدد طلبات الاستشارات الأسرية، ربما يكون عائداً إلى صعوبة التواصل مع الهيئة في حضور الشريك خلال فترة الحجر المنزلي، حيث تشهد الفترة الحالية بقاء جميع الأفراد في المكان نفسه، وانشغالهم بتأدية واجباتهم الوظيفية والتعليمية عن بعد، ما يقلص مساحة الخصوصية التي يمكن أن تتوافر للشريك خلال الظروف الاعتيادية.
ولم يستبعد حريز أن يكون السبب عائداً إلى تمكن الأزواج من التعايش بطريقة أفضل من السابق، لغياب العديد من الأسباب المؤدية للخلافات، مثل كثرة خروج أحد الأطراف إلى خارج المنزل وإهمال مسؤولياته.
واعتبر أن حجم المصروفات المالية والتركيز على الجوانب المادية يشهدان خلال الفترة الراهنة اعتدالاً ملحوظاً، نتيجة عدم الذهاب إلى أماكن الترفيه المختلفة، إضافة إلى توافر مساحة مشاركة بين الزوجين لممارسة الأنشطة المختلفة والاهتمام بالأبناء، الأمر الذي يعد من أهم العوامل المساعدة في خلق الألفة الزوجية، وكسب رضا الطرفين في العلاقة.
وأضاف أن الأمهات مشغولات حالياً بعملية التدريس المنزلي للأبناء أكثر من أي وقت مضى، وذلك للحفاظ على مستواهم التعليمي، ولضمان عدم تأثر حالتهم النفسية سلباً خلال هذه المرحلة، ومنعاً لانعكاس ذلك أيضاً على تحصيلهم العلمي، الأمر الذي من المؤكد شغلهم وكفهم عن مراقبة الشريك أو الخلاف معه.
وتابع حريز أن المسؤوليات الملقاة أيضاً على طرفي العلاقة الزوجية زادت خلال الفترة الراهنة، حيث ينشغل الأزواج بتوفير احتياجات المنزل الأساسية وحماية الأسرة من العدوى بالفيروس، غير آبهين بالمشكلات الصغيرة المعتادة التي غالباً ما تتسبب بوقوع مشاحنات.