أروى غسان – الناس نيوز
متحف و”قصر الأمانات المقدسة”، و”الباب العالي”، و”بوابة المدفع”، وغيرها من الألقاب حاز عليها قصر “توبكابي” الشهير الواقع وسط إسطنبول القديمة في منطقة السلطان أحمد على مشارف البوسفور وخليج القرن الذهبي.
وتأتي تسميته بقصر الأمانات المقدسة، فلأنه يحوي كنوزاً أثرية وإسلامية تتعلق بالرسول محمد “عليه الصلاة والسلام”، مثل سيفه وعصاه وجزء من شعرِه بالإضافة إلى سيوف الصحابة ومفاتيح الكعبة، وقد نقلت هذه المقتنيات الثمينة من المدينة المنورة إلى إسطنبول إبان الثورة العربية الكبرى عام 1916م.
وتعني الترجمة الحرفية لاسم توبكابي التركي، “الباب العالي” باللغة العربية، ويعد أكبر قصور مدينة إسطنبول ، ومركز إقامة السلاطين الأتراك لأربعة قرون من عام 1465م إلى عام 1856م. حيث بني هذا القصر بأمر من السلطان محمد الفاتح، وتحيط به حدائق خلابة، وأسوار أثرية بطول خمسة كيلومترات، وفي قرون لاحقة توسّع توبكابي لتبلغ مساحته سبعمئة ألف متر مربع .
ويتمتع توبكابي بأهمية تاريخية كبيرة احتلها على مر القرون، فمنه كانت الإمبراطورية التركية تدير أكبر إمبراطوريات العالم، ويتألف القصر المهيب من أربعة أفنية رئيسية ومئات الغرف وعدد من المباني التي كانت تُستخدم كمساكن ومطابخ ومساجد ومستشفيات، وكان يقيم به في ذروة الدولة ما يقرب من أربعة آلاف شخص.
وهذا القصر اليوم عبارة عن متحف مدهش يشهد كل تفصيل فيه على روعة الهندسة المعمارية التركية ، وبالإضافة لاحتوائه على آثار الرسول محمد، فإنه يضم مجموعة كبيرة من الخزف والألبسة والأسلحة والدروع والمخطوطات الإسلامية والمجوهرات العثمانية.
ويعد قصر توبكابي من أبرز معالم إسطنبول الأثرية، ومن أكثر الأماكن ارتياداً من قبل السياح، وتم تصنيفه من قبل منظمة اليونسكو في عام 1985م كأحد مواقع التراث العالمي، ووُصف على أنه من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي والسياحي في تركيا .