د.أكرم خزام – الناس نيوز ::

في معنى تونس ثمة تفسيران، فقد تكون مشتقة من اسم الالهة القرطاجية “تانيت” ( Thanit) التي تشير الى الخصوبة ، اما المؤرخ الشهير ابن خلدون فيعتقد ان الاسم قد يكون مشتقا من وصف سكان المدينة وضيوفها بـ “الانس” بسبب طيب معاشرتهم وحسن ضيافتهم.
ومع ترجيحي لصحة تفسير ابن خلدون، اذكر ان قناة الحرة الاميركية اوفدتني الى تونس بداية عام 2008 بالاتفاق مع د. اسامة الرمضاني رئيس الوكالة التونسية للاتصال الخارجي ، وشعرت منذ وصولي الى مطار قرطاج الدولي قادما من بيروت بكياسة الناس وحسن معشرهم.
وتم تكليفي من ادارة القناة باجراء مجموعة من الريبورتاجات الخاصة والاخبارية ناهيك عن عدد من اللقاءات مع وزراء وسياسيين واعلاميين لبرنامج تمت تسميته “من تونس” .
من مطار قرطاج اتجهت بسيارة خصصتها لي الوكالة التونسية للاتصال الخارجي اتجهت بالسيارة الى فندق “نزل الباشا” في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية. كانت الساعة تشير الى الخامسة بعد الظهر. قلت للسائق شكرا لك… نلتقي غدا صباحا في التاسعة .
رحب بي موظف الاستقبال واعطاني غرفة تبين انها من افضل الغرف بالفندق الذي غادرته بعد ان رتبت ثيابي وحاجياتي. اتجهت سيرا على الاقدام الى شارع بورقيبة غير البعيد عن الفندق في العاصمة التونسية . في الطريق لاحظت ان سيارة السائق الذي اوصلني الى الفندق تتبعني ، فلم اعر اهتماما وتجاهلت السائق مدركا انه طلب منه معرفة الامكنة التي سازورها.
في الثامنة مساءا فرغت الشوارع من المارة ما خلا بعض الاشخاص الين لم يذهبوا الى بيوتهم لسبب ما. اغلب من شاهدتهم في الشارع الشهير يعرفوني وصافحوني بحرارة وكانت وجوههم بشوشة مرددين عبارتي “اكرم خزام الجزيرة موسكووووو”.
عدت الى فندق نزل الباشا ولم الق فيه من اسامره باستثناء كتاب المقدمة لابن خلدون.
صباحا اتجهت مع السائق الى مبنى الوكالة التونسية للاتصال الخارجي، وبعد ساعة من الحوار مع السيدة فتحية عدالة مساعدة د. اسامة الرمضاني ادخلتني الى مكتبه واستقبلني بحفاوة بالغة ثم سالني باي موضوع تريد ان تبدأ مهمتك الاعلامية؟
- سأبدأ برموز المعارضة للرئيس زين العابدين بن علي ومن خلالكم ساتعرف واجري مقابلات مع بعض الوزراء والسياسيين والاعلاميين الموالين له!!
بدا لي ان الصمت الذي ساد في مكتب الرمضاني ثقيل للغاية ثم كسره الدكتور اسامة الذي قال: “دعنا نبدأ بالموالين”.
حسنا- قلت له- مدركا انني تسرعت في الحديث عن رموز المعارضة التي اكتشفت فيما بعد ان هذا النوع من المعارضة امر مفبرك ناهيك عن كونه تحت السيطرة كما يقال. اما المعارضة الحقيقية فهمس لي البعض بحذر شديد ان رموزها الحقيقية قابعة في السجن.
حصلت على تصريح السماح بالتصوير في الاماكن العامة والشوارع في تونس من قبل الوكالة التونسية للاتصال الخارجي . فجأة استوقفتني دورية تابعة للامن وطلبت جواز سفري وتصريح الوكالة الخاص بالتصوير. عناصر الدورية غابت حوالي عشرين دقيقة ثم عادت وقال احدهم لي بامكانك البدء بالتصوير.
بعد دقائق استوقفتني دورية اخرى وتكرر ما حصل لي مع الدورية الاولى ثم دورية ثالثة وهكذا لم استطع التقاط الصور التي اردتها.
في اليوم التالي، وبعد ان شكوت، قال لي د. اسامة ” الامر بسيط، سنعطيك كل ما تريده من الارشيف… لدينا كل شيء متاح … ما عليك الا البدء ببرنامجك وقد خصصنا لك الضيوف لكل حلقة بمن فيهم رموز المعارضة !!!
غادرت الوكالة مدركا ان رموز المعارضة هي بشكل او بآخر موالية ضمنا للنظام التونسي واتصلت فورا بمدير قناة الحرة بواشنطن دانييل ناصيف الذي قال “عليك ان تنجز المهمة باي شكل من الاشكال”.
فهمت فيما بعد ان ثمة علاقة وثيقة بين مدير الحرة واسامة الرمضاني، ثم تأكد لي ان المقابلة التي اجريتها مع الطيب البكوش الناشط الحقوقي آنذاك ووزير الخارجية لاحقا في حكومة الحبيب الصيد لن تعرض على شاشة الحرة لان الرمضاني طلب من دانييل ناصيف عدم عرضها؟؟؟
هكذا كانت تونس في المجال الاعلامي في عهد الرئيس زين العابدين بن علي. وخارج هذا النطاق بدا لي الشارع منضبطا حتى نادرا ما سمعت زمور سيارات التكسي او اي سيارات اخرى.
استمر الحال على هذا المنوال خلال زياراتي لتونس والمدن التونسية الاخرى لتصوير حلقات لبرنامجي “حكايات من اكرم خزام”. فيما بعد ومع نهاية 2008 علمت ان الوكالة التونسية للاتصال الخارجي وكافة مؤسسات الدولة استنفرت وانهمكت للتحير للانتخابات الرئاسية عام 2009 .
اتجهت الى العاصمة التونسية ونصحني الرمضاني بالذهاب الى القرية الانتخابية لتصوير ريبورتاج عن التحضيرات (للمعركة الانتخابية الرئاسية).
داخل القرية لم اعثر الا على صور زين العابدين بن علي كما الامر في الشوارع الرئيسية العامة في العاصمة.
قلت لاحد المسؤولين في القرية “لماذا تصرفون كل هذه الاموال للحملة الانتخابية الرئاسية؟ انا واثق ان الرئيس زين العابدين بن علي سيفوز وبنسية 99,99% ، لماذا لا تقدمون على اجراء استفتاء عام لكي يبقى زين العابدين بن علي رئيسا مدى الحياة”.
استهوت الفكرة هذا المسؤول الكبير الذي استخدمت اجابته في الريبورتاج الاخباري، وبعد عرضه ، خرج الاعلامي الموالي للنظام التونسي برهان بسيس ليفند الحديث عن امكانية اجراء هذا الاستفتاء !! بعد شهرين وافقت اكثرية البرلمانيين على الاجراء الذي تحدثت عنه مع احد المسؤولين في القرية الانتخابية.
بعد الانتهاء من ” المعركة الانتخابية الرئاسية” الشكلانية طبعا، اتجه مع عدد كبير من الزملاء الاعلاميين التوانسة والعرب والاجانب الى وزارة الداخلية لمعرفة نتائج الانتخابات التي شككت منظمة هيومن رايتس ووتش بحريتها ونزاهتها.
اعلن الوزير فوز زين العابدين بن علي بنسبة 90% بينما تقاسم المرشحون الاخرون محمد بوشيحة امين عام حزب الوحدة الشعبية المقرب من السلطة واحمد الاينوبلي امين عام الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المؤيد للنظام واحمد ابراهيم الامين الاول لحركة التجديد اليسارية نسبة العشرة بالمئة.
بعد ذلك فتح الوزير باب الاسئلة واعطى السؤال الاول لصحفي اردني كبير بالعمر يعيش بالعاصمة تونس. بدأ زميلنا بالتهنئة “لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي” باسم كافة الصحفيين الموجودين بالقاعة وتمنى لسيادته الصحة والعطاء الدائم في ولايته الرئاسية الرابعة.
وزير الداخلية اعطاني المجال للسؤال وقلت له “اسمح لي قبل توجيه سؤالي ان اطلب من زميلي الاردني عدم التحدث عن كافة الصحفيين في القاعة، فليس من طبيعة عملنا ان نهنئ او نطبل بفوز مرشح على آخر”.
ساد صمت رهيب في القاعة كسره حديث الوزير وقوله “انني مشاغب دائما”.
صباح اليوم التالي رن جرس هاتفي الجوال وطلب مني التوجه سريعا الى مكتب وزير الاعلام د. اسامة الرمضاني في حينه.
بدأ الحديث مباشرة عن أنه لا يريد الخوض فيما قلته اثناء المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية، واضاف “سأسعى جاهدا لعودتك الى تونس”.
سألته “هل صدر قرار ابعادي عن تونس؟” اجابني “بامكانك التوجه الى الفندق ومن ثم الى المطار، لقد جهزنا لك كل شيء لكي تسافر الى بيروت!!!
في مطار قرطاج التقيت باحدى الصحفيات التونسيات غير الموالية لنظام زين العابدين بن علي واخبرتها بما جرى، فقالت لي “تشكرهم انهم اكتفو بهذا الاجراء. ببساطة كان يمكنهم الحديث عن محاولة انتحارك او دهس سيارة لك اودت بحياتك. عد الى تقرير منظمة العفو الدولية عن سجناء الرأي في بداية التسعينات من القرن العشرين وستكتشف ما تم فعله في السجون التونسية بحق المعارضين لزين العابدين بن علي”.
عدت الى بيروت وليس لدي ادنى شعور بالهزيمة، لانني اديت واجبي بمهنية. وصار لدي الامكانيات بمراجعة اوضاع تونس التي تعرفت عليها شبرا شبرا وصورت فيها مواضيع شتى.
في بداية عهد 7 نوفمبر 1987 وعد بن علي بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان، لكن وزير الداخلية سابقا اي بن علي نكث بوعده وتحولت تونس الى نظام بوليسي بامتياز ، وفي فترات حكمه اصبحت الصحافة مجرد حبر على ورق ناهيك عن شعور الناس بالخوف من البوليس السياسي.
وكان لابد لـ ابن علي مع دخول تونس فترة التسعينات من الولوج الى طريق سياسة اقتصاد السوق وفتح ابوابها للاستثمارات الاجنبية. وادى ذلك الى نمو اقتصادي حقق استقرارا نسبيا وتم التركيز على قطاع السياحة والصناعات الخفيفة ، وتشكلت الطبقة الوسطى في المدن الرئيسة ، وشكلت البطالة وخاصة بين اوساط الشباب والجامعيين بشكل ملحوظ، علامة فارقة ناهيك عن نشوء ظاهرتي الفساد والمحسوبية… وحافظ بن علي على مسيرة بورقيبة في دعم حقوق المرأة مما وضع تونس في مصافي اكثر الدول العربية انفتاحا.
في الوقت نفسه تجدر الاشارة الى زيادة الاحتقان الاجتماعي وخاصة في المدن والارياف خارج العاصمة تونس، ولذلك اسباب عديدة اهمها التفاوت الطبقي والفقر والبطالة وانتشار الفساد وتحديدا داخل صفوف عائلتي بن علي والطرابلسي اللتين خضعتا لاوامر زوجته ليلى الطرابلسي التي سيطرت مع اخوتها على العديد من المرافق الاقتصادية الهامة في تونس.
استغرق جهد د. اسامة الرمضاني لاعادتي الى تونس عاما كاملا تقريبا، ونجح بذلك. وعدت من جديد لتصوير حلقات جديدة لبرنامجي “حكايات مع اكرم خزام”…
صورت في اكثر من مدينة وبدا لي ان الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية باتت اسوء بكثير مما كانت عليه قبل سنة عن غيابي عن تونس.
طلب مني د. الرمضاني ان اشارك في حلقة خاصة معي (هكذا قال) مع قناة هنيبعل التونسية ، شاركت في هذه الحلقة ودعاني بعد ذلك الى مكتبه اي قبل يوم من سفري وشكرني على المشاركة. فجاة مد يده ليخرج ظرفا احسست فورا انه يحتوي المال. قلت له “دعنا نستمر في صداقتنا.
- الرمضاني “الصداقة شيء والعمل شيء آخر تماما” .
باغته وقلت له “انا لا اعمل لديك ولن اعمل بتاتا. اسمح لي بالمغادرة”. تبعني الرمضاني الى باب المصعد وهنا قلت له “د. اسامة قد يحتوي الظرف على 5 الاف دولار ما رأيك لو ان شخصا ما امام مبنى مؤسستكم اعطاني ظرفا بـ 10 الاف دولار وطلب مني مهاجمتكم ما رايك؟ ارجوك كف عن هذه الاساليب ، ثم غادرت.
اتجهت فورا الى مكتب الاعلامي المرموق ماهر عبد الرحمن وحدثته عما جرى، قال لي ماهر ” الليلة سيعرف الرئيس زين العابدين بما حدث”.
بعد يومين من وصولي بيروت، اتصل بي الرمضاني واخبرني ان الرئيس زين العابدين بن علي وافق على منحي مقابلة تلفزيونية خاصة ولاول مرة منذ تسلمه الحكم.
الرمضاني – ارسل لي الاسئلة لو سمحت. قلت له بالطبع، والاكيد ان الاسئلة ستكون بحوزتك بعد ساعة، وحتى اللآن لن احصل على جواب، لكن من الواضح ان الرئيس انزعج من اسئلتي ، واليكم الاسئلة:
العزيز اسامة الرمظاني المحترم
تحية خزامية محملة بالود
المحاور المقترحة
ملف الانتخابات الرئاسية
- ثمة اجماع داخلي وخارجي بانكم ستفوزون بالانتخابات الرئاسيةالقادمة. البعض يعزو ذلك الى ثقة غالبية الشعب بكم، والبعض الاخر يقول ان الانتخابات الرئاسية في تونس لا تختلف بشيئ عن مثيلاتها في البلدان العربية، وبالتالي فان نسبة النجاح ستصل الى 99.99 بالمئة، ما رايكم ؟
- لماذا الانتخابات؟ أليس من الافضل على اجراء استفتاء على استمراركم في الحكم مدى الحياة؟ كافة المناخات في صالحكم بالفوز، هل ستقدمون على ذلك؟
- كافة الدلائل تشير ان نتائج الانخابات ستكون في صالحكم سلفا.اليس هذا اخلالا بنزاهة العملية الانتخابية؟
كيف ستتعاملون مع الخاسرين، هل يمكنهم المشاركة في الحكم، هل ستدعونهم لتسلم مناصب حكومية؟ - ماذا لو رفضوا نتائج الانتخابات واتهمو اللجنة الانتخابية بالتزوير لصالحكم؟
ملف التنمية في تونس
- حققت تونس نجاحات متميزة على اكثر من صعيد الى ماذا تعزون ذلك؟ هل لتفردكم في اتخاذ القرارات ام ان هذه القرارات تتخذ بشكل جماعي، وهل تستفيدون من آراء المعارضة لدى اتخاذكم هذا القرار او ذاك؟
- البعض يبرر لكم القسوة مع المعارضة المتشددة، والبعض الاخر ينتقدكم على اسلوب الصرامة. ما رايكم؟
- هل هناك من استثناءات للمربين منكم او للحزبيين او لمن يمدحكم باستمرار؟
ملف العلاقات العربية والدولية
- يقول البعض ان تونس ابتعدت عن الهموم العربية لصالح همها الداخلي، وتفضل عموما التعامل مع الغرب، هل لكم ان تقدمو لنا بايجاز موقفكم من هذاالملف ؟
اكرم خزام
في شهر ديسمبر 2010 عدت الى تونس لتصوير حلقات جديدة لبرنامجي “حكايات مع اكرم خزام”. شعرت ان الامور تزداد سوءا لدرجة ان غالبية السيارات تستخدم الزمامير بشكل مزعج.
اتصلت بصديقي ماهر عبد الرحمن وطلبت موعدا منه، فقال لي سنتجه الى منطقة خارج العاصمة، وهناك حدثني ان مؤسسة الجيش منزعجة جدا من الرئيس زين العابدين بن علي ، لانه بات يفضل المؤسسة الامنية على مؤسسة الجيش التي رفضت الانصياع لاوامره في قمع الاحتجاجات التي اندلعت اثر حرق محمد البوعزيزي لنفسه 17 ديسمبر 2010 وكان ذلك ايذانا بان ايام بن علي في الحكم باتت معدودة.
من تونس سافرت الى السودان بهدف تصوير حلقات جديدة من هناك لبرنامجي، وهناك تابعت اخبار الاحتجاجات الشعبية العارمة التي استمرت قرابة شهر تقريبا، وادت الى انهاء حكم استمر 23 عاما واضطر بن علي للهروب الى المملكة العربية السعودية بعد انسحاب الجيش من وسط العاصمة في اشارة واضحة الى تخليه عن زين العابدين بن علي ، 14 يناير 2011 امام تجمع هائل في شوارع تونس باكملها احتفالا بالنصر.
الزلزال الذي حدث في 14 جانفي 2011 ادخل تونس الى مرحلة جديدة بتاريخها الحديث، والاهم فيها حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي التابع لبن علي والاعلان عن تنظيم انتخابات المجلس الوطني التاسيسي في اكتوبر 2011، والتي فازت فيها حركة النهضة الاسلامية باكبر عدد من المقاعد. ونتيجة لذلك شهدت تونس اضطرابات واحتجاجات عدة من قبل الاتحاد العام للشغل وعديد الاحزاب اليسارية.
خلال لقاءاتي مع عدد كبير من المسؤولين التونسيين، اكدو لي انهم لن يسمحوا باستمرار حركة النهضة الاسلامية على المشهد السياسي في تونس بالرغم من تاكيد زعيم الحركة راشد الغنوشي بانه لن يتم المساس بحقوق المرأة والحريات العامة .
وكنت شاهدا على تعمق الازمات الاقتصادية في البلاد وما نتج عنها بطالة وتضخم وضعف النمو الاقتصادي.
ودار نقاش بين النخب السياسية من جميع الاطراف، وتمحور حول الاجابة عن سؤوال مركزي: هل ان ما حدث في تونس مؤامرة خارجية ام انه تراكم ازمات عدة ادى الى انفجار شعبي…
جدير بالذكر ان الصحف نقلت عن صحيفة الفيغارو الفرنسية رسالة السفير الفرنسي الى حكومة بلده بتاريخ 13 يناير 2011 اي قبيل سقوط بن علي بيوم ، تتضمن طمانه الحكومة الفرنسية بان الرئيس التونسي يسيطرعلى زمام الامور وان الاوضاع تحت السيطرة، ما شكل غضبا كبيرا لدى النخب السياسية في تونس التي استغربت عدم قدرة فرنسا الدولة الاكثر تاثيرا في تونس على استكشاف الحقائق.
مرت تونس بمراحل انتقالية بداها المنصف المرزوقي ثم الباجي قائد السبسي، وراوحت مكانها من حيث الجمود الاقتصادي وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على انتشال تونس من ازماتها.
في تلك الفترات اجريت مقابلات تلفزيونية عديدة مع كبار اساتذة الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع في برنامجي “القنديل” حيث بلغ عددها اكثر من اربعين مقابلة مطولة شارك فيها على سبيل المثال لا الحصر ومع حفظ الالقاب: الطيب البكوش، والحبيب الجنحاني، والطاهر لبيب، وفتحي المسكيني، وزينب التوجاني، وعبدالمجيد الشرفي، والقائمة تطول …
الغالبية اقرت بضرورة تطويق اساليب حركة النهضة الاسلامية والانتقال بتونس نحو مزيد من الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي .
انتخابات 2019
بدا عهد جديد في تونس تمثل بوصول قيس سعيد استاذ القانون الدستوري الى سدة الرئاسة في انتخابات حصد فيها على نسبة كبيرة من اصوات الناخبين مستفيدا من الدعم الشعبي الهائل له.
ولم يتوقع احد في تونس ان يقدم سعيد على حل البرلمان التونسي في يوليو 2021 وتولى الاشراف على السلطتين التنفيذية والتشريعية حسب تفسيرة للفصل 80 من الدستور التونسي خاصة باعتماده على الدستور الجديد عبر استفتاء شعبي جرى عام 2022 .
واستنادا الى الدستور بدا قيس سعيد محاربة ما اسماه الفساد وعناصر المنظومة القديمة، الامر الذي دفع المعارضة الى التنديد بعودة ما اسمته الحكم الفردي.
وفي العهد الجديد عانى الاقتصاد من تضخم مرتفع وزيادة ملحوظة ومستمرة في البطالة ، ناهيك عن تزايد الهجرة غير النظامية والاحتجاجات خاصة بين اوساط الشباب.
تتزايد الاسئلة في ظل العهد الجديد بتونس ولا اجابات بعد عن كيفية خروجها من المشاكل التي تحيق بها.
ويبدو انه لابد لي من رحلة استكشاف جديدة في تونس علي اعثر على اجابات بخصوص مستقبل تونس السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
فيديو إحدى حلقات برنامج حقائب مع أكرم خزام .
https://youtu.be/E0UM2k291EU?si=0jc0hNFCGLlKkyi3

الأكثر شعبية

تونس ما قبل وما بعد زين العابدين بن علي…

ترامب يهدم جزءا من البيت الأبيض لبناء قاعة احتفالات “رائعة”…


