مختار إبراهيم – الناس نيوز:
يستبدل محرك البحث الأشهر”غوغل” شعاره المعتاد على صفحة Google الرئيسية، وغالباً ما يكون تفاعلياً أو يتميز بقطعة فنية ملهمة.
اليوم تكرّم رسومات الشعار المبتكرة من Google الرياضي الكندي تيري فوكس.
ولد تيري فوكس في 28 يوليو 1958، في كندا، بدأت قصته عندما اكتشف إصابته بمرض سرطان العظام فى رُكبته اليمنى عندما كان عمره 18 عاما وقرر الأطباء في ذلك الوقت بتر قدمه اليمنى كاملة وتركيب قدم صناعية.
تيرى لم يفقد الأمل بالحياة أو يعتمد على من حوله لإكمال حياته، ويستسلم لمصيره المحتوم! بل قرر أن يقدم شيئاً يستفيد منه الآخرون، وأن لا يقف مكتوف اليدين مستسلما! وقرر أن يقوم بحملة لجمع التبرعات في كندا لمكافحة مرض سرطان العظام.
وفعلا، وخلال فترة 14 شهرا ودون أن يخبر أحدا، بدأ تيري فوكس بالتدريب وأخذ يتمرن على المشي على قدم واحدة حيث لم يفهم أحد الغرض من ذلك إلى أن قام بإعلانه أنه قرر أن يقطع كندا من شرقها إلى غربها مشياً وعلى رجل واحدة، فى حملة خيرية تهدف إلى جمع 10 ملايين دولار لمكافحة مرض سرطان العظام .
ومع بداية سنة 1980 ،قام بإطلاق اسم (ماراثون الأمل) على تلك الحملة، وانطلق في حملته التي كان كل يوم يسير على قدمه اليسرى لمسافة 26 تقارب كيلومترا! ولكن، بعد سير تيري فوكس لمدة 143 يوما وقطع مسافة 5373 كيلومترا، انهار تيري وتم نقله إلى المستشفى ليتبين أن السرطان قد هاجم وانتشر في رئتيه.
لم يستطع تيري الاستمرار في المشي بسبب المرض وكان قد جمع خلال حملته تبرعات وصلت إلى 7.1 مليون دولار! المفاجأة كانت وبصورة غير متوقعة، أن حملة ماراثون الأمل لم تتوقف بل انتشرت بشكل أكبر من خلال شجاعة ومثابرة هذا الشاب، ليس فقط في كندا بل فى كل أنحاء العالم.
واستمرت التبرعات بالتدفق وتوالت من كل أطياف المجتمع الكندي لجمع المبلغ المطلوب.
وكان يتم إرسال التبرعات إلى منزل تيري تعاطفا معه، وبعد فترة وجيزة وصلت التبرعات إلى 5.10 مليون دولار كندي.
ولكن المدهش أن التبرعات لم تتوقف عند ذلك الحد بل ازدادت حتى اقتربت من 23 مليون دولار. وقام تيري بإرسالها إلى الجمعيات المختصة من أجل بناء مركز لأبحاث سرطان وأطلق عليه اسم تيري فوكس.
وبتاريخ 28 يونيو 1981 مات تيري فوكس نتيجة مرضه وتم نقل مراسم الجنازة على الهواء مباشرة وحزن كل الكنديين على رحيل ذلك البطل الذي سطّر خلال فترة قصيرة إنجازا ستتوارثه وتستفيد منه العديد من الأجيال القادمة.
وتكريماً له، تم إعلان ذلك اليوم كيوم وطني في كندا تخليداً وإحياءً لذكرى تيري فوكس، حيث يخرج الكنديون من كافة الأصول والمنابت والأعراق بمن فيهم الموظفون وطلاب المدارس للمشي حول مدارسهم وأحيائهم السكنية تقديرا واحتراما لذلك الشاب ولتبقى ذكراه خالدة تتربى عليها الأجيال القادمة وتتعلم العطاء وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف.
ومن الجدير بالذكر، أن التبرعات ما زالت تتدفق لمؤسسة تيري فوكس وتجمع من خلال هذه الحملة حيث وصلت قيمة التبرعات إلى يومنا هذا ما يقرب من 750 مليون دولار كندي.