fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ثلاثة مذاقات لرغيف سوري.. الأول مالح كالدمع

بسام يوسف – الناس نيوز ::

اللاذقية – حي السجن: المذاق الأول: رغيف مالح كالدمع

كنت في الرابعة عشرة من عمري، عندما كلفتني أمي بمهمة إحضار الخبز صباحاً، كنت كل صباح قبل ذهابي إلى المدرسة أتوجه للفرن القريب وأقف في رتل المنتظرين أمام النافذة المعدنية التي يطل منها “ابو وجيه” بشواربه التي تغطي نصف وجهه المتجهم، وبنبرته الآمرة، كان يتناول نقودنا ليحيلها أرغفة خبز ساخنة متوردة الوجه، لم أكن أحب مهمتي الجديدة، فهي ترغمني على الاستيقاظ أبكر من إخوتي، وهي غالبا ماتسبب لي حروقا في يدي بسبب سخونة الخبز الذي يبيعه “أبو وجيه” فور خروجه من “بيت نار” الفرن، الإغراء الوحيد لهذه المهمة كان طعم الخبز الساخن الشهي الذي التهمه في الطريق بين الفرن والبيت.

في ذلك اليوم كان الطابور أطول من المعتاد، وطال وقت انتظاري، كنت ساهماً أفكر بالعودة دون خبز عندما صرخ بي أبو وجيه وهو يمد يده لياخذ النقود: كم كيلو؟

ناولته النقود فراح يعدها ثم ألقى بها في مكان لا أراه.

فجأة اقتحم رجل ضخم عابس صف الواقفين، أبعدني بقسوة عن النافذة المعدنية ومد رأسه داخل النافذة طالباً من أبي وجيه أن يزن له خمسة كيلو غرامات من الخبز، ثم أعقبها بصوت ممطوط محذراً: بسرعة… مستعجل كتير.

صمت الجميع، لكنني لم أستطع أن أبتلع الإهانة، فقلت له محتجاً إنه دوري، وأنني تأخرت عن مدرستي، نظر إلي شذراً ثم دفعني بقسوة فسقطت أرضاً، نهضت غاضباً، شتمته، فصفعني على وجهي.

كنت أتحسس وجهي مواصلاً شتائمي التي بدأ يخنقها البكاء، وكان يحاول ضربي مرة أخرى لكن وقوف الآخرين بيني وبينه وهمهماتهم التي بدأت تتعالى طالبة منه العفو عني: “طول بالك يامعلم، بدك تحط عقلك بعقل ولد صغير”،جنبني صفعات أخرى. 

ناوله أبو وجيه الخبز، فغادر وهو يشتم قلة تربيتي، وعندما ابتعد بدؤوا يشتمونه ويلومونني: حدا بيعلق مع مخابرات؟!

تناولت أرغفتي وعدت إلى البيت، يومها لم أتذوق طعم الخبز الطازج، كان طعم دموعي المالحة يملأ فمي.

المذاق الثاني رغيف بطعم القهر:

دمشق – فرع فلسطين

صباحاً، جلبة الخطى في البهو الذي يتوسط المهاجع تخبرنا أنه موعد توزيع الخبز، نستنفر جميعاً، نوقظ النائمين، ونفرغ المساحة الصغيرة خلف باب المهجع، ويصطف المكلفون بإدخال الخبز بجانب الباب، وما إن ينفتح الباب ويظهر السجان بلباسه المدني وبتكشيرته المتأففة وبكلماته الآمرة: دخلوا الخبز.

يقفز المكلفون إلى الخبز المكدس بجانب الباب، وخلال ثوان يكون الخبز قد انتقل إلى داخل المهجع، نصمت جميعاً حتى ينتهي صرير باب المهجع المعدني، ثم ننتظر صوت المفتاح وهو يدور في القفل ونعد طقاته واحدة اثنان ثلاثة أربعة. نواصل صمتنا حتى تبتعد خطوات السجان الذي يرتدي لباسه المدني، لنتحلق حول كومة الخبز المقدس.

يعدُّ المكلفون بتقسيم الخبز الأرغفة أولا، ثم يعلنون العدد:154 رغيفاً، اللعنة، لليوم الرابع يأتي الخبز ناقصاً، هذا أقل من ثلاث خبزات في اليوم لكل منا، يخيم صمت عميق، تبدأ عقولنا بحساب حصصنا، نحن 54 معتقلاً في المهجع، كان يجب أن يأتينا 162 رغيفاً، هناك ثمان أرغفة ناقصة.

اقترح أحمد أن نخبر السجان بالنقص، رفض رئيس المهجع الفكرة، احتدم النقاش تعالت أصواتنا بين مؤيد ومعارض، فجأة نسمع صوت المفتاح يدور في قفل باب المهجع فنصمت، يطل السجان ذو اللباس المدني من فتحة الباب صائحاً: ليش صواتكن طالعة؟

نصمت جميعاً، ولأن أحمد هو من أثار النقاش تشجع ثم تنحنح قائلاً: حضرة الرقيب الخبز ناقص.

السجان مندهشاً: قلتلي ناقص… وقديش ناقص يا فيلسوف زمانك؟

أحمد: تمن (ثمانية) خبزات 

السجان ساخراً: تمن خبزات! بسيطة منحلها.

يشير لثمانية منا بالخروج، فنخرج إلى الفسحة بين المهاجع، وبعيد قليل ونحن نصطف بجانب بعضنا ووجوهنا إلى الحائط، نسمع خطى لعدة أشخاص، ثم تنهال ضربات السياط على أجسادنا.

المذاق الثالث رغيف بطعم الدم:

حلب – فرن قاضي عسكر.

الطفل بسنوات عمره العشر، والذي يتمدد ساكناً بلا أي حركة على إسفلت الشارع مضرجاً بدمه، على وجهه نصف ابتسامة، ويده التي تمتد بمحاذاة رأسه لايزال دمها ينزف، وقربها انسفحت أرغفة خبز مبقعة بالدم.

كان فرحاً بخبزه، ربما كان مثلي يتذوق طعم الخبز الساخن الشهي في طريقه إلى بيته، ربما كان يفكر بفطور الصباح مع عائلته.

لم يكن قد ابتعد كثيراً عن بوابة الفرن، عندما أطلقت طائرة حربية صاروخها باتجاه الفرن، فطار الجسد الصغير، يبدو أنه حاول أن يتمسك بخبزه ما استطاع، لكنه سقط كتلة هامدة، وبجانبه استلقت أرغفة لاتزال ساخنة وشهية، لكنها بطعم بالدم.

المنشورات ذات الصلة