fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ثلاث سنوات ونصف مع ناظم حكمت

محمد برّو – الناس نيوز :

خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديداً عام “1940” حين تمَّ نقل شاعر تركيا الأكبر آنذاك “ناظم حكمت” من سجن “تشانكيري” إلى سجن بورصة، لم يكن السجن خاصاً بالسياسيين آنذاك، فهنا يجتمع السياسيون المعارضون، وتجار الحشيش والمقامرون وسجناء من تهم مختلفة، وتجري بشكلٍ يومي عمليات ضربٍ وطعنٍ وربما يصل الأمر حدَّ القتل في بعض المرات، بغرض فرض إتاواتٍ يوميةٍ على السجناء الأضعف، من قبل السجناء الأقوى.

يتحدث “أورهان كمال” عن سجنه في بورصة قبيل نقل الشاعر “ناظم حكمت” إليه، كانت الأيام رتيبةً وتتكرر ببرود ممل، إلى أن دخل عليهم “ناظم حكمت” فكان ذلك إيذانا بتغير جذري في حياة الشاعر والروائي أورهان كمال، في العنبر “52” استمع إليه “ناظم حكمت” مرارا دون أن يعجب بشعره، وحين قرأ له مزقاً قصصيةً وجد أنَّ موهبته تنصب في هذا النوع الأدبي، ودفعه للانكباب عليه، وكان هذا سبباً في تحول “أورهان كمال” من الشعر الى الرواية.

كانت غرف السجناء فرديةً، وكان “ناظم حكمت” يكره الوحدة ويعجز عن العمل في اجواءها، لذا طلب من إدارة السجن ان ينضم اليه أورهان كمال في غرفته، وهكذا كان.

كان “ناظم حكمت” يرى أنَّ هزيمة المانيا في الحرب حتميةٌ تاريخية، وأن انتصارها لو حصل سيرجع الحضارة الإنسانية ألف سنةٍ إلى الوراء، فقد كان يتحدث مراراً عن بربرية الجيش الألماني، الذي كان لا يتوانى عن اتخاذ الجنود الأسرى نياشين للتدريب على الرماية، مع أن ثمانين بالمئة من السجناء كانوا يبتهجون ويصفقون لانتصار المانيا،

سيتراجع الكثيرون من مناصري المانيا بعد هزيمتها عام “1945” لكنَّ تقدير الكثير من الأتراك لها ولتفوقها الصناعي سيبقى سبباً في اعتماد الكثير من الصناعات التركية الحديثة على تعاون مع شركات ألمانية. يذكرني هذا بالمراجعات العميقة التي أجراها كثير من الرفاق الشيوعيين بعيد ظهور تباشير “البيروسترويكا” التي قادها الرئيس الروسي “ميخائيل غورباتشوف” والتي أفضت لتفكك الاتحاد السوفييتي عام “1991”، مع عمق وجذرية تلك المراجعات، التي نتجت عنها تحولات عميقة في اتجاهات الكثيرين منهم، والتي يغلب عليها تبني النهج الديمقراطي بشكل محسوم. إلّا أن ميكانيزمات التفكير والتحليل الماركسية من الصعب أن تغيب عن حوارات وكتابات الكثيرين منهم.

لم يكن “ناظم حكمت” سجيناً عادياً فقد كان يحظى باحترام وتقدير من إدارة السجن الأمر الذي وظفه بشكل إنساني بسيط في إيصال صوت السجناء إلى إدارة السجن والعمل على تحسين ظروفهم، وتلبية احتياجاتهم اليومية.

كان تقديره واحترامه لزوجته “بيرايا” بلا حدود، وحبه لها مختلف عن حب أي زوجٍ لزوجته، هكذا كان يجده “أورهان كمال” فقد كان ناظم يطلعه على رسائله التي يبعث بها إليها، وقد كانت تزوره في السنة مرتين أو ثلاث مرات، وكانت تكتب إليه بلغة عاليةٍ وعاريةٍ من الزخرف، لكنها تشي بسيدةٍ تعرف أنّها زوجة شاعرٍ كبير، وأنَّ لها قيمة تاريخية، لكنها كانت رصينة في خطابها معه، وكانت أقصى أمانيه أن تزل قدمها لمرةٍ واحدةٍ فتكتب له “حبيبي ناظم”، كان يصرح مراراً وبحزنٍ عميق أنه على استعداد لأن يعطي عمره كله عن طيب خاطر لقاء يومٍ واحدٍ يمضيه في بيته مع زوجته وابنه محمد فؤاد، ثم يذهب معها إلى حانةٍ يونانيةٍ يشربون فيها العرق.

يمضي أورهان كمال بموهبته الروائية، في عرض حياتهم السجنية البسيطة، التي تختلط فيها الحوارات الفلسفية، والسجال المستمر، حول مصائر الحرب الدائرة بين دول الحلفاء والمحور الألماني، بالقرارات اليومية حول نوع الخضار الذي سيطبخونه وسبل توفير الليرات اللازمة لشراء ما ينبغي، عن ولع “ناظم حكمت” الطفولي بطبقٍ بسيطٍ من الفراولة المقطعة، التي ينثرون فوقها طبقات من السكر، انكبابه لأيام على هديته الغالية التي اشتراها له “أورهان كمال” من بعض صبية البلدة، وهي عبارة عن أرنبٍ صغير، بقي ناظم لأيام يرتب له موضع سكنه، وكان يحمله بين يديه لساعات مباهياً به، ويعرضه على رئيس الحرس “انظر إلى أرنبي” كانت بهجته به وحنوه عليه يعيدان إليه طفولته، عجيبٌ حال السجناء فهم في طورٍ من أطوارهم يحاكون الفلاسفة والمفكرين، يديرون العالم على طاولة الشاي الصغيرة، ويجترحون حلولاً لمشكلاته، ونظريات للنهوض به، وفي ذات الوقت لا يفترون عن إدارة موارهم، التي تشبه إلى حدٍ كبير، ما يتركه بائعو الخضار في أرض البازار حين ينصرفون.

لم يكن سجن مدينة بورصة آنذاك، يشبه السجون السياسية في العالم العربي في أيامنا هذه، فهو أقرب إلى فندقٍ بنجمتين، يتمتع فيه السجناء بحظٍ وافرٍ من حرية الحركة والقدرة على شراء الأطعمة والحاجيات، واستقبال الزائرين والجلوس إليهم، وحتى إعداد ولائم لهم من البامياء والباذنجان، وكانت والدة “ناظم حكمت” تأتي ومعها مستلزمات الرسم، فتجلس إليه لساعات ترسم أمامه، وتعلمه وتنهره على استعجاله وعدم الإصغاء لها.

كثيفةٌ وغنيةٌ وعميقةٌ حياة السجين بكل تفاصيلها، وحلمه اليومي بتلك الساعة الساحرة التي سيخرج بها من أسر تلك الجدران، لكنه في تلك اللحظة التي سيقف بها، وجهه للحياة المقبلة وظهرة لحياةٍ مضت، وربما بها أعزُّ ما في نفسه، ربما هي أمه الثانية، التي أعادت تشكيله على نحو مغاير، تشكيلاً سيصطدم به مع من فارقهم طيلة تلك السنين.

كتب في النهايات، عن ساعة مفارقته لناظم

 “في صباح السابع والعشرين من أيلول “1943” بدأ اليوم بشمسٍ ساطعة، وعلى باب السجن مع ناظم، وأمام نظرات الشوق لباقي المساجين الذين سأتركهم، وبعد أن ودعت ناظم وعانقته مراراً وتكراراً، خرجت والحقيبة في يدي.

كم سأكون سعيداً بالتقائي بيتي وبلدي، وبالأخص ابنتي التي تركتها وهي ابنة أربعين يوماً، وصارت اليوم خمس سنوات، بقدر سعادتي تلك نفسها، حزنت لأنني فارقت صداقة ناظم التي بلا حدود..

أمام عيني وناظم وبقية المساجين، وبالأخص هؤلاء، هم كانوا حزانى، وكأنهم مثل الممتعضين، كأنهم يبقون داخل السجن بسببي.. “انتهت المحنة”

“يا كافر أكلت السنوات الخمس مثل الخبز بالجبن!”

“رأسك تلمس السماء”

“اشرب كأساً من أجلي، تمام”..

لم يكن أحد يعرف غير ناظم، ولا يعرفون أصلاً، لقد تركت قطعةً كبيرةً من قلبي في السجن، وأحضرت صداقات السجن إلى بيتي”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ناظم حكمت (1902-1963) ولد في سالونيك “اليونان” وتوفي في موسكو، كان من أهم الشعراء الأتراك في زمنه.. ينحدر من عائلة ثرية ذات نفوذ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه أتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950، فر إلى الاتحاد السوفييتي وهو شاعر شيوعي، كانت أشعاره ممنوعة في تركيا وقد سُحبت الجنسية التركية من “ناظم حكمت” بقرار وزاري في مطلع خمسينيات القرن الماضي، لكنه حظي بتقدير كبير خارج تركيا بوصفه شاعرا وأديبا تركيا؛ وتُرجمت كتبه إلى العديد من اللغات. وأعيدت له الجنسية التركية عام “2009” بقرار رسمي من الحكومة التركية .

أورهان كمال (1914-1970) هو الاسم الأدبي لمحمد رشيد أوكوتجو. فرَّ والده إلى سورية لأسبابٍ سياسية. ثم ما لبث أن عاد إلى تركيا بعد أن أتمَّ الثامنة عشرة من عمره. ليبدأ مسرته الأدبية بكتابة الشعر في صحف ومجلاتٍ تركية، لكن لقاءه بناظم حكمت كان سبباً في تحوله من الشعر إلى كتابة الرواية، وذلك بعد سنواتِ سجنه الخمس، التي قضى منها ثلاث سنوات ونصف السنة مع ناظم حكمت، وهوَ مَنْ نصحه بأن يترك الشعر ويكتب الرواية، فنهل من سنوات سجنه ومعاركته لحياة الكادحين والفقراء، مادةً ملهمةً لأدبه، ليكون من أهمِّ الروائيين الأتراك في العصر الحديث.

ترجمة الكتاب صادرة عن دار المتوسط

المترجمان عن التركية ” أحمد زكريا” و”ملاك دينيز أوزدمير”

المنشورات ذات الصلة