وائل السواح – الناس نيوز :
مَنَحت منظمة ليبرالية أمريكية، اثنين من السوريين المؤثرين جائزة غاندي للسلام ” المرموقة.
وقالت منظمة “تعزيز السلام الدائم”، وهي مجموعة غير ربحية، إن من بين الفائزين للعام 2020 زاهر سحلول وميسون المصري ، وهما أميركي وكندية من أصل سوري .
وسحلول هو طبيب ورئيس سابق للجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، أما ميسون المصري فمتطوعة سابقة مع الدفاع المدني السوري (المعروف أيضًا باسم الخوذ البيضاء)، أسهمت في إنقاذ الكثير من المدنيين المحاصرين في الحرب التي يشنها نظام الأسد على السوريين.
وتوصف جائزة غاندي للسلام بالمحترم ، وكانت بدأت منذ عام 1960. ومن بين الفائزين بها إليانور روزفلت، ودوروثي داي، وبنجامين سبوك، وقيصر تشافيز، ومارتن لوثر كينغ جونيور، وبيل ماكيبين، ورالف نادر، وآمي غودمان، وجاكسون براون وغيرهم الكثير.
وتُمنح مع الجائزة مكافئة مالية رمزية مقدارها 5 آلاف دولار وميدالية من “السلام البرونزي”، وتكون عادة مصنوعة من المعادن المستخرجة من أنظمة الأسلحة المتقاعدة.
وتحدثت جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية مع السوريين اللذين نالا الجائزة لفهم ما تعنيه هذه الجائزة بالنسبة لهما وما تعنيه للقضية السورية. وقال الدكتور سحلول في حوار معه ” للناس نيوز ” عبر تطبيق “واتساب” إنه ينظر إلى الجائزة على أنها اعتراف ليس به شخصيًا ولكن للمتخصصين السوريين في الرعاية الصحية على خط المواجهة، للدفاع عن الحياد الطبي، والذين قاموا ببناء المرونة والمقاومة داخل مجتمعاتهم طوال سنوات الحرب العشر.
وأضاف سحلول أن الجائزة تعترف بالأداء الرائع للطاقم الطبي الذي دافع بكل شجاعة وتضحيات من أجل سلامة الشعب السوري، “على الرغم من محدودية الموارد والاستخدام المتكرر لأساليب الحصار الهمجية والأسلحة الكيماوية والأسلحة غير المشروعة مثل القنابل العنقودية، والأهم من ذلك أن استخدامها جاء بشكل منهجي من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران “.
وقُتل أكثر من 930 طبيبًا وممرضًا سوريًا أثناء الخدمة وقصف أكثر من 550 مستشفى وفقًا لأطباء من أجل حقوق الإنسان.
من جهتها، قالت ميسون المصري لجريدة ” الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية إن قيمة الجائزة المعنوية كبيرة وخاصة لأنها تأتي في وقت صعب للشعب السوري الذي يعاني من تجاهل المجتمع الدولي لمأساته التي تتواصل حتى يومنا هذا.
وأضافت المصري أنها وجدت في الجائزة “تقديرا لجهود منظمتي التي تواصل عملها في ظروف غاية في الصعوبة ونقص في الإمكانيات المادية واللوجستية واستمرار القصف الذي يستهدف المدنيين من جهة ومراكز وعناصر الدفاع المدني من جهة ثانية، ولإثبات قدرة منظمتي وجدارتها في العمل في أكثر المناطق خطورة بالعالم.”
وسلط كلا المستفيدين الضوء على الافتقار للقدرات المادية واللوجستية، واستمرار القصف على المدنيين من جهة ومراكز الدفاع والموظفين المدنيين من جهة أخرى.
وتُمنح جائزة غاندي للسلام سنويًا منذ عام 1960 للأفراد والمؤثرين الذين ساهموا في السلام العالمي وحقوق الإنسان والعدالة والنوايا الحسنة. وهذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها لشخص سوري أو أميركي مسلم من أصل سوري .
وبحسب الدكتور سحلول، فإن الجائزة هي “اعتراف اليسار بالنضال العادل للشعب السوري ضد الاستبداد والوحشية والقمع وأيضًا لمواجهة حملة التضليل التي يشنها نظام الأسد وروسيا، وبعض شخصيات اليسار الذين يدافعون عن نظام الأسد من مثل ماكس بلومنثال ورانيا خالك وسارا فلوندرز وإيفا بارتليت وفانيسا بيلي وعضو الكونغرس تولسي غابارد”.
والدكتور زاهر سحلول يعيش في شيكاغو وقد أعطى قدراً هائلاً من وقته لمساعدة السوريين. كان آخر مرة في سوريا الشتاء الماضي. ويشغل حاليًا منصب رئيس Medglobal، التي تقدم مساعدة حاسمة للضحايا في أربعة عشر بلداً، وهو متخصص في أمراض الرئة وقد عالج العديد من المرضى الذين يعانون من Covid-19. وكثيرا ما نقلت وسائل الإعلام تصريحاته، بما في ذلك وول ستريت جورنال وDemocracy Now.
ويرى سحلول أنه من المهم أن “تفرق المنظمات والنشطاء التقدميون والعدالة بين أكاذيب ودعاية النظام في سوريا وحلفائه وبين الحقائق على الأرض”.
وعن كيفية رؤية الدكتور سحلول للتأثير الإيجابي للجائزة على أدائه كناشط ومؤثر، قال: “إن الجائزة تلفت الانتباه إلى النضال المبدئي للشعب السوري من أجل تقرير المصير والكرامة، في وقت يعيش فيه العالم دون إيلاء الاهتمام الكافي .
وأضاف “يتزامن ذلك أيضًا مع وصول إدارة بايدن إلى السلطة”.
ويأمل سحلول أن تكون بمثابة تذكير للإدارة الديمقراطية بمسؤوليتها تجاه الشعب السوري لتلافي الأخطاء التي ارتكبها أسلافها في سوريا.
وبرأي الدكتور سحلول إن “ما يحدث في سوريا مهم، وسوف يعود ليطاردنا إذا لم ننهِ الأزمة ونحقق السلام”.
وقالت ميسون الصري “للناس نيوز” إن الجائزة دفعتها إلى العمل أكثر للتخفيف من معاناة الشعب في سوريا ومواصلة التطوع في منظمة الخوذ البيضاء من منفاها في كندا.
في عام 2018، تم إجلاء المصري وزوجها، إلى جانب العشرات من متطوعي الخوذ البيضاء الآخرين، إلى كندا بعد تعرضهم لقصف وقصف لا هوادة فيه. وذكرت صحيفة تورنتو ستار أن المصري وزملاءها الذين تم إجلاؤهم يعيدون بناء حياتهم ببطء في كندا، بينما فكرهم وقلبهم لا يزال عند أولئك الذين ما زالوا في خطر.
وكانت المصري متطوعة في الدفاع المدني منذ تأسيسه في درعا، وتقول: “لقد كان أجمل شيء وأكثر إلهامًا قمت به في حياتي”.
قبل العمل في الخوذ البيضاء عملت المصري في الإعلام. وبينما لا تزال معجبة بدور وسائل الإعلام والأشخاص الذين عملوا في هذا المجال، ولكن بالنسبة لها، فإن الأكثر إلهاما لها هو إنقاذ حياة الناس.
وقالت لي ميسون: “العمل مع الخوذ البيضاء يمنحني دافعًا قويًا لمواصلة التحديات الصعبة والتخفيف من معاناة شعبنا، واليوم أعتز بمنظمتي التي تجسد سوريا الجميلة بكل طوائفها وانتماءاتها. “.
تعمل الخوذ البيضاء في مناطق سورية تسيطر عليها قوات المعارضة، وقد تعرضت لهجوم ساحق ومتكررمن قبل دمشق وموسكو بسبب توثيقها لجرائم حرب ارتكبها كلا النظامين.
ولدى سؤالها عن سبب مهاجمة النظام والروس بقوة للخوذ البيضاء واعتبارها عدوهما الأول، قالت المصري إن الخوذ البيضاء تبطل ما يفعله الروس والنظام. إنهم ينقذون الناس الذين يريدون قتلهم. إنهم رمز صمود الشعب السوري ومقاومته ويحولون كل انتصارات النظام إلى هزائم.