سامر الحسيني – الناس نيوز ::
خرج ميشال عون من قصر بعبدا، ولم يخرج لبنان من جهنم.
ما زال جبران باسيل ينفخ في نيرانها فتزداد اشتعالاً وانتشاراً في المكان والزمان.
يعتقد أن الفراغ سيصل به إلى الرئاسة، كما وصل إليها عمه… وكأن الفراغ يملؤه الفارغون دائماً وأبداً.
ألا يدرك، هذا المراهق السياسي، أن في فراغ عمه كان “السيد” سيد القرار، وأننا نعيش اليوم فراغاً متعدد القرارات؟
ألا يدرك، هذا القاصر السياسي، أنه يسلك سياسة تؤدي نهايتها إلى نهايته؟
ها هو يسعى إلى التخلي عن تحالفه مع حزب الله.
لا أحد يدري إن كان جاداً ومعتبراً التخلي خشبة خلاص من أعباء مسيحية، أم أنه مشهد تمثيلي يلعبه جبران على خشبة مسرح جلسات مجلس الوزراء.
لو صدق ذات مرة وتخلى، فلن يجد بعد ذلك من يقول له “شبيك لبيك”، كلما احتاج إلى من ينتشله من خطاياه السياسية… وكلما اجتاحته شهوات سلطوية.
سيجد نفسه وحيداً.
لا حلفاء قدامى… وسيخيب أمله في كسب حلفاء جدد.
إن تبديل “الولاء” من كتف إلى كتف، ليس الدليل على معرفة الطريق إلى أكل لحم أكتاف الآخرين.
إنه بذلك، ومن دون أن يدري، يتّبع “ريجيماً” قاسياً، سيحول تياره العوني إلى هيكل عظمي، فاقداً الكثير من وزنه السياسي والشعبي.
إن الابتعاد عن “المارد الإيراني” لا يعني إطلاقاً امتلاك “المصباح السحري” السعودي. ولن يجد “خاتم سليمان” بين هدايا قطر. ولن يطير به “بساط الريح” الأمريكي إلى البيت الأبيض.
تبقى الأساطير أساطيرَ، والأوهام أوهاماً… وإن صدّقها جبران باسيل وعمل بها ومن أجلها.
بمتابعة موضوعية لسلوكه وقراراته وتصريحاته، يمكن التأكيد على أن الراكض، وراء المعجزات، عاجز عن الخروج من حفر حفرها بلسانه الفالت، وخصوماته الموجهة إلى كل الجبهات السياسية وإلى كل الجهات الحزبية.
لا شك أنه عدو نفسه. والأغرب أنه في الوقت نفسه يزيح عن كاهل عدوه الأول سمير جعجع مهمة البحث عن مزيد من الأصدقاء بوجود أعداء مثل جبران باسيل، الذي تحوَّل بارتكاباته السياسية، ورغم أنفه، إلى جندي في القوات اللبنانية، يوفر لها التمدد في المجتمع المسيحي، وحياد الشيعة في اقتسام الزعامة المارونية، وتعاطف بعض السنة، وما يشبه التحالف مع الدروز.
إذاً، من “ميرنا شالوحي” تُشلح الهبات المجانية على حزب القوات اللبنانية، وبالتالي، تتعرى العونية شيئاً فشيئاً من قوة سادت يوماً… وبادت، أو تكاد، مع أيام جبران باسيل.
من خارج النص:
في انتخابات رئيس الجمهورية تتشابه “الورقة البيضاء” بـ “الكفن الأبيض”… الاثنان يدلّان على الموت.