محمد برو – الناس نيوز ::
صدر حديثاً عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود كتاب “في فلسفة الاعتراف وسياسات الهوية: نقد المقاربة الثقافوية للثقافة العربية الإسلامية”، للباحث الأكاديمي السوري حسام الدين درويش.
يتناول الكتاب، بالتحليل النقدي، ثلاث مسائل مترابطةٍ ومتكاملةٍ: مفهوم الاعتراف وعلاقته بمفاهيم العدالة والتسامح وحقوق الإنسان عموماً، من جهةٍ أولى، وسياسات الهوية وعلاقتها بالانتماءات الإثنية والدينية والطائفية والجندرية والجنسانية …إلخ .
من جهةٍ ثانيةٍ؛ والمقاربة الثقافوية التي تفسر السياسة بالثقافة (الدينية) في تناولها للأوضاع السياسية والثقافية العربية والإسلامية عموماً، من جهةٍ ثالثةٍ.
يقع الكتاب في 520 صفحة. وبالإضافة إلى تقديم الدكتور أحمد برقاوي، والمقدمة، والخاتمة، وفهرسي الموضوعات والأعلام، يتألف الكتاب من أربعة أبوابٍ تضم تسعة عشر فصلاً.
فالباب الأول موسومٌ ﺑ “في فلسفة الاعتراف: العدالة وجان جاك روسّو”، أما عنوان الباب الثاني فهو “الاعتراف والتسامح وتابوهات العنصرية في الثقافة العربية/ الإسلامية”.
الباب الثالث معنونٌ ﺑ “المقاربة الثقافوية والعلاقة بين الإسلام والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي/ الإسلامي”. والباب الرابع والأخير موسومٌ ﺑ “بين العالمين العربي والألماني: في سياسات الاعتراف والهوية”.
يضم الكتاب دراساتٍ متنوعةً ومختلفةً، أكاديميةً وغير أكاديميةٍ، فلسفيةً أو منتميةً إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، نظريةً مجردةً، أو تطبيقية متعينةً، تهتم بالفلسفة (الغربية) بقدر اهتمامها بالفكر (العربي)، وتبحث في بعض الصلات بين العالمين العربي أو الإسلامي والغربي أو الأوروبي.
وفي تقديمه للكتاب، يشير الدكتور أحمد برقاوي “إلى أن فلسفة الاعتراف لحسام الدين درويش، ليس كتاباً تقميشيّاً، كعادة بعض الكتّاب في هذه المشكلات، بل كتاب تأصيلٍ يعرض فيه فلسفته الخاصة في الاعتراف وتعيُّناته المختلفة في حقل الثقافة الموضوعية المتعلقة بالآخر المختلف.
جميع المفاهيم الآنفة الذكر متعلقةٌ، أساساً، بصور العلاقات الإنسانية، بالناس الذين يعيشون معاً، العيش الذي يولد ليس الاعتراف فقط، وإنما يولد، أيضاً، عدم الاعتراف بصوره الثقافية والأيديولوجية والعنفية – عنف الكلام وعنف السلاح”.
د. حسام الدين درويش باحث في مركز الدراسات الإنسانية للبحوث المتقدمة “علمانيات متعددة: ما وراء الغرب، ما وراء الحداثات”، في جامعة لايبتزيغ، ومحاضر في قسم الدراسات الشرقية، في كلية الفلسفة، في جامعة كولونيا، في ألمانيا. نشر ثلاثة كتب باللغة الفرنسية وعشرات الأبحاث والدراسات المحكّمة.
الكتاب الأخير هو خامس الكتب العربية لحسام الدين درويش. وسبق أن صدر له، في العام الماضي، كتاب “في المفاهيم المعيارية الكثيفة: العلمانية، الإسلام (السياسي)، تجديد الخطاب الديني”، عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، وكتاب “المعرفة والأيديولوجيا في الفكر السوري المعاصر”، عن مؤسسة ميسلون للثقافة والترجمة والنشر.